هل يفاقم تشغيل “تلفريك عجلون” أزمة وسط المدينة؟

يتخوف سكان في محافظة عجلون من تضاعف أعداد المركبات والحافلات السالكة وسط مدينة عجلون مع قرب بدء تشغيل التلفريك، وتوقع تزايد أعداد الزوار للمحافظة على مدار العام وفي مختلف الأوقات.
ويؤكد هؤلاء أن وسط المدينة يشهد اختناقات مرورية في أوقات عديدة وفي الظروف الحالية، متسائلين كيف يمكن لهذا الوسط الضيق أن يستوعب تزايد الحركة المتوقعة، مطالبين بوضع حلول وخطط عاجلة، والبحث عن حلول استراتيجية دائمة تتمثل بعمل طرق بديلة، سيما الطريق الدائري.
ويقول عامر الزغول إن أزمة المرور التي يعاني منها وسط مدينة عجلون تعد مشكلة مركبة، تتسبب بها الطبيعة الطوبوغرافية وانتشار البسطات وضيق الطرق وزيادة المركبات والاصطفافات المزدوجة وعدم توفر المواقف، معربا عن تخوفه من تفاقم المشكلة مع توقع تزايد القادمين للمحافظة في حال البدء بتشغيل التلفريك.
وكانت بلدية عجلون رفضت استحداث خط للسرفيس داخل المدينة، والذي يطالب به السكان، بداعي أنه سيعمل على تفاقم مشكلة الاختناق المروري في الوسط التجاري وعدد من الشوارع خصوصا في شارع القلعة لعدم وجود أماكن للوقوف أو توفير محطات للتحميل والتنزيل.
ويرى رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، أن تعدد المعضلات المرورية التي تعاني منها مدينة عجلون، باتت ظاهرة تؤرق الجميع وتستدعي حلولاً واقعية، بحيث تجري مناقشتها من قبل مختلف الجهات المعنية في المحافظة، من إدارة السير والبلديات والأشغال، وتبني جملة من تلك الحلول وتنفيذها.
وأوضح أن بعض هذه البؤر المرورية محكومة بواقع حال يصعب تغيره، إذ تجد كثيرا من الطرق الرئيسة وسط المدن ضيقة ولا يمكن توسعتها لإحاطتها بالعمارات والمباني على جانبيها، مؤكدا أن الحلول الواقعية تكمن بإعادة تحديد اتجاهات السير على هذه الطرق، والاستفادة من طرق بديلة، والأهم من كل ذلك، هو عمل طريق دائري حول المحافظة، بحيث تتمكن الحافلات والمركبات الراغبة بزيارة التلفريك والمشاريع السياحية الأخرى العبور منها.
وزاد الزغول أن من بين النقاط المرورية الساخنة في عجلون منطقة مجمع الباصات وخاصة منطقة المثلث المؤدية لكفرنجة وبلدات الشفا، مؤكدا أن هناك مناطق أخرى في المحافظة لها نفس المعاناة وهي عنجرة وكفرنجة ومثلث بلدة عبين، ما يستدعي تكثيف دوريات السير وزيادة المراقبة وخاصة فيما يتعلق بمنع الاصطفاف المزدوج وزيادة المراقبة على البسطات المخالفة التي تعيق حركة المرور.
ويتساءل بدر الصمادي كيف يمكن لوسط المدينة أن يستوعب تزايد الحركة المرورية مع تشغيل التلفريك، مؤكدا أن المتابع للحركة المرورية وسط عجلون حاليا، يشاهد تفاقم المشكلة خلال ساعات النهار، مؤكدا أنها ستشهد حركة مرورية كثيفة وخاصة بعد تشغيل مشروع التلفريك الذي من المتوقع أن يستقطب آلاف الزوار.
ووفق دراسات مرورية سابقة فإن النقاط المرورية الساخنة تتركز وسط مدينة عجلون وشارع القلعة، حيث تعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق التي تشهد على مدار الساعة أزمات مرورية خانقة، وتتفاقم أثناء الذهاب والإياب من دوام الموظفين والطلاب، وفي المناسبات، كالأعياد وعند استلام الرواتب، وأثناء مواسم التنزه، وبسبب قيام أشخاص بركن مركباتهم طيلة النهار بشوارع وسط المدينة، ومغادرتهم لأعمالهم بمحافظات أخرى.
يشار إلى أن عدة توصيات ودراسات لفاعليات مجتمعية اقترحت سابقا حلولا لتخفيف أزمة وسط عجلون، وتمثلت بعمل طرق بديلة، سيما الطريق الدائري، ونقل بعض الدوائر الحكومية كدائرة الأراضي والأحوال المدنية التي تشهد باستمرار حركة كثيفة الى مناطق أخرى في عجلون بعيدة عن وسط المدينة، إضافة الى فتح صرافات آلية للبنوك في كافة مناطق المحافظة وجعل شارع القلعة من وسط عجلون الى مبنى مديرية الصحة باتجاه واحد، وإيجاد المكان المناسب لأصحاب البسطات ومركبات الخضار.
يشار إلى أنه تم تعطيل الإشارة المرورية وسط عجلون قبل زهاء7 سنوات، حيث جاء ذلك الإجراء بعد دراسة للواقع المروري، بحيث تبين خلالها أن العمل بالإشارة يزيد من الأزمات المرورية، ما دفع لإلغائها والاكتفاء برقباء السير لتنظيم السير ومراقبة الأولوية المرورية.
ويؤكد رئيس بلدية عجلون، حمزة الزغول، أن كوادر البلدية تعمل باستمرار وبالتعاون مع قسم السير في المحافظة وعلى مدار الساعة لتنظيم عملية المرور، وخاصة وسط السوق التجاري، وضبط التجاوزات في سبيل تسهيل الحركة المرورية،
مؤكدا أن البلدية تسعى بالشراكة والتعاون مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول الناجعة للاختناقات المرورية وسط مدينة عجلون بهدف الحفاظ على انسيابية السير دون أي معيقات.
وأقر بوجود الازدحامات المرورية التي يعاني منها صحن المدينة، خصوصا في أوقات الذروة والحركة التجارية النشطة التي تشهدها المدينة في الوسط التجاري، مشيرا إلى طبيعة المنطقة الجغرافية الصعبة التي لا تتناسب مع إقامة جسر أو نفق وسط المدينة لحل مشكلة الازدحام حلا جذريا بسبب وجود عقود رومانية قديمة أسفل الشارع الرئيس أمام مسجد عجلون الكبير ومحيط شجرة الكينا.
وزاد أنه تم بحث الازدحامات المرورية في عجلون مع الجهات ذات العلاقة ومن بينها دائرة السير، وتم الاتفاق على حلول مؤقتة تتمثل بتحديد اتجاهات السير بعدد من الطرق والشوارع في المدينة باتجاه واحد صعودا أو نزولا، وعدم السماح للموظفين بركن مركباتهم على مسرب من الطريق في وسط عجلون وتركها لساعات متأخرة، مؤكدا أن الحل الجذري سيما مع تشغيل التلفريك، يكمن بعمل طرق بديلة وطريق دائري يمكن عبوره للوصول للتلفريك والمشاريع السياحية.
على صعيد متصل، أكدت مدير عام المناطق التنموية المهندسة أروى الحياري بأنه تم أمس البدء بالتشغيل الأولي لتلفريك عجلون، والذي يسبق الافتتاح الرسمي.
واشارت إلى انه وللمرة الأولى منذ بدء انشاء التلفريك سيرى المواطنون وزوار المحافظة والسياح كامل كبائن التلفريك بحلتها الكاملة على حبل التلفريك، لتصبح بذلك معلما سياحيا نوعيا جديدا يعانق سماء وغابات عجلون ويميز محافظة عجلون بجمالها وسيعزز مكانة المحافظة على الخريطة الاستثمارية والسياحي للمملكة، مشيرة إلى أن كبائن التلفريك تعد المكون الرئيس لمنظومة التلفريك وعنصر الجذب الأساسي فيها ويبلغ عدد كبائن تلفريك عجلون 40 عربة تمتد على طول 2,5 كم بين محطة التلفريك الأولى في غابات اشتفينا، ومحطة التلفريك الثانية قرب قلعة عجلون.

عامر خطاطبة / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة