وادي الأردن.. مزارعون يطالبون باستئناف إقامة “مهرجان البرتقال” لتسويق محاصيلهم

وادي الأردن – يطالب مزارعون في وادي الأردن، بإعادة إقامة مهرجان البرتقال بعد غيابه لسنوات، كونه يساهم في تسويق المحاصيل الذي تراجع خلال السنوات الماضية، إثر توقف المهرجان.

ويعد البرتقال من المحاصيل الرئيسة في وادي الأردن، حيث يعتمد عليه عدد كبير من المزارعين كمصدر دخل أساسي، يمكنهم من سداد احتياجاتهم المالية المترتبة عليهم، في ظل الانتكاسات الزراعية الصعبة التي تواجه القطاع الزراعي.
وخلال فترات تنظيمه، وفر المهرجان مساحة للبيع المباشر والتعريف بالمنتج الأردني وربطه بالحراك السياحي والثقافي، ما ساهم في تحريك السوق خلال الموسم، بحسب العديد من المزارعين الذين أكدوا كذلك، أن مهرجان البرتقال لم يكن فعالية احتفالية فحسب، بل شكل أداة تسويقية مكملة للأسواق التقليدية، وساهم في تقليل الاعتماد على الوسطاء في العملية الزراعية.
وأوضح المزارعون، أن المهرجان كان يساهم في تصريف كميات من المحصول، ولا سيما في ظل تقلب الأسعار وارتفاع كلف النقل والطاقة، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن غياب المهرجان انعكس على قدرتهم على مواجهة التحديات التسويقية، في ظل ارتفاع كلف الإنتاج.
ولفتوا، إلى أن استمرار غياب الفعاليات الزراعية المنظمة يقلل  فرص الترويج للمنتج المحلي، ويضعف القدرة التنافسية في السوق.
وقال المزارع علي القويسم من الأغوار الشمالية “إن المهرجان كان يخفف عبء التسويق، ويمنح المزارع فرصة الوصول المباشر إلى المستهلك، خصوصا أن توقيته كان يتزامن مع ذروة الإنتاج ويخفف أعباء مالية عن المزارعين، وتحديدا في ذروة موسم الحمضيات، إذ يساهم المهرجان في بيع المنتجات الزراعية واليدوية، ويمكن العديد من السيدات من ترويج منتجاتهن الزراعية، في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعاني منها أهالي اللواء”.
فرصة للنساء المنتجات
وبحسب رئيسة جمعية الشيخ حسين، نسرين أبو فدعوس، فإن مهرجان البرتقال كان أحد المهرجانات التي مكنت النساء من الاعتماد على أنفسهن في تغطية احتياجاتهن المالية، كما وفرت فرص عمل مختلفة، وفتحت أسواقا تتيح للنساء تسويق منتجاتهن.
أما المزارع علي البكار، فقال “إن المزارع اليوم يواجه ضغوطا أكبر، مع محدودية المبادرات التسويقية المنظمة، فالمهرجان كان يشكل عنصر دعم إضافي، ولا سيما لصغار المزارعين”.
ووفق رئيس جمعية مزارعي وادي الريان مثقال الزيناتي، فإن تنظيم المهرجانات الزراعية ينبغي أن يكون جزءا من خطة وطنية واضحة تضمن الاستمرارية والتكامل بين الجهات المعنية، كما أن ربط الزراعة بالسياحة يمثل فرصة تنموية، خصوصا في مناطق تمتلك مقومات طبيعية وأثرية، مثل الأغوار، فإشراك المزارعين والجمعيات الزراعية في التخطيط والتنفيذ، يعزز نجاح أي فعالية ويساهم في تحقيق أثر اقتصادي ملموس.
وأشار إلى أن غياب موعد سنوي ثابت للمهرجان ساهم في تراجع حضوره لدى المزارعين والجمهور على حد سواء، كما أن عدم وضوح الإطار التنظيمي أدى إلى توقف المبادرة، رغم الحاجة إليها في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وأضاف الزيناتي أن استدامة المهرجانات الزراعية تتطلب شراكات بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى دعم البلديات والمؤسسات المحلية، بما يضمن توزيع الأدوار وتحقيق أهداف واضحة، مؤكدا أن فصل الشتاء يشكل عبئا ثقيلا على فقراء اللواء نتيجة حجم متطلباته الكبيرة، بينما تعيش الأسر حالة من التخبط جراء عدم إقامة المهرجان، الذي كان يدر عليها دخلا، وتحديدا لمن يعتمد على الإنتاج المنزلي والبيع المباشر.
ترقب لمستقبل المهرجان
من جانبه، قال رئيس جمعية مزارعي الحمضيات، المهندس عبد الرحمن الغزواي “إن مديرية الزراعة تقدمت بطلب سابق لإقامة مهرجان البرتقال في الأغوار الشمالية، المختص بإنتاج الحمضيات”، موضحا أن الموضوع قيد المتابعة من أجل تنظيم المهرجان، في حين شدد على حرص الوزارة على إقامته لأهميته الزراعية والاقتصادية والاجتماعية.
يذكر أن مهرجان البرتقال، كان يتضمن العديد من الفعاليات، مثل عرض منتجات البرتقال ومختلف أصناف الحمضيات وأشتالها التي تشتهر بها منطقة وادي الأردن، إضافة إلى مستلزمات تحسين الإنتاج، ومساعدة المزارعين على تسويق منتجاتهم وتعريف الزوار بأصنافها.
وتصل مساحة الأراضي القابلة للزراعة في وادي الأردن، إلى 330 ألف دونم، يُستغل منها فعليا 270 ألف دونم، موزعة على الشونة الجنوبية بواقع 83 ألف دونم، بما فيها المساحة المستغلة لزراعة الموز، ودير علا 83 ألف دونم، وتعد الأعلى نسبة، بينما تبلغ في الشونة الشمالية 100 ألف دونم، بحسب إحصاءات مديرية زراعة وادي الأردن، في حين تشكل زراعة الحمضيات في اللواء نحو 90 %، من مجمل النشاط الزراعي.
وردا على استفسارات “الغد”، قال مصدر في وزارة الزراعة “إن توقف مهرجان البرتقال خلال السنوات الماضية، جاء نتيجة تحديات تنظيمية وتمويلية، إضافة إلى ظروف عامة أثرت على تنظيم الفعاليات الزراعية”.
وأضاف أن الوزارة تعمل حاليا، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، على تقييم تجربة المهرجانات الزراعية السابقة، وبحث الآليات لإعادة تنظيمها بصيغة أكثر استدامة، مشيرا إلى أن التوجه الحالي يركز على ربط الفعاليات الزراعية ببرامج تسويق حقيقية، بما يضمن تحقيق فائدة مباشرة للمزارعين، وبما ينسجم مع الخطط الوطنية لدعم القطاع الزراعي.

علا عبد اللطيف/  الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة