وادي الجرم.. هل يمكن تدارك خطره قبل الأمطار؟

الغور الشمالي- تعد مسألة فيضان وادي الجرم بلواء الغور الشمالي وتحديدا بمنطقة المشارع، وإغراق منازل قريبة منه أمرا متجددا وغير مستبعد قد يحدث في أي وقت خلال فصل تساقط الأمطار.
تحت هذا الواقع، يعيش مجاورون للوادي مشاعر الخوف والقلق المستمر، فيما تبلغ القلوب الحناجر مع كل يوم يتقدم فيه الوقت نحو موسم الخير “تساقط الأمطار”.
بطول 800 متر، أو ما يمكن وصفه بـ “شريط الخطر” هي المسافة التي يخترق فيها وادي الجرم تجمعا سكانيا كبيرا، فيما أصحاب تلك المساكن يعيشون هاجسا موسميا مرده ذكريات عايشوها مع الوادي بعد أن ضرب موعداً مع الفيضان، متسببا بتدمير مساكنهم، ومزروعاتهم وحتى شوارع منطقتهم.
الأربعيني علي الرياحنة من سكان المنطقة ومجاور للوادي، يعبر عن مخاوفه من تكرار فيضان الوادي، قائلا “إن فيضان الوادي العام الماضي كان كارثيا، وتسبب بإتلاف جميع أثاث منزله، فيما وجد نفسه وأسرته بين ليلة وضحاها من دون مأوى في مواجهة حالة وصفها بـ”التشرد”.
واعتبر الرياحنة أن ما قامت به الجهات المعنية لحل مشكلة الوادي غير كاف، ويعتبره الاهالي غير مجد، وهم يطالبون باجراءت عملية وفاعلة تتناسب وحجم المشكلة وخطرها، التي تتكرر كل عام في المنطقة، وتجعل الاهالي يعيشون أيام الشتاء في حالة من القلق.
“غضب الوادي”، أو كما يسميه الأهالي، حالة تستعدي الحلول السريعة وعدم إهمالها حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه، وذلك من خلال تبطين الوادي وتنظيف مجراه لضمان سريان مياه الأمطار بشكل سلسل وعدم فيضانها.
تقول علياء الخشان، إن البلدية بين الحين والآخر تعمل على تنظيف الوادي من الأوساخ ولكن هناك العشرات من المجاورين يقومون بإلقاء النفايات فيه، بحجة عدم القدرة على الوصول الى مكب النفايات، كما أن هناك العديد من متعهدي الأبنية يتخلصون من الطمم ومخلفات البناء في مجرى الوادي ما يشكل عائقا أمام سريان المياه خلال فصل الشتاء وبالتالي فيضان لا يرحم، قد يأتي على المنازل والمزارع المجاورة له ويتسبب بخسائر بشرية ومادية.
ويطالب الأهالي بأن تجد الجهات المعنية حلا لمشكلة يدرك الجميع مدى خطورتها، وضرورة الإسراع بمعالجتها قبل ان يباغتهم فصل الشتاء، داعين لإطلاق حملة تنظيف للوادي من النفايات المتراكمة في مجراه، كونها تعيق انسياب مياه الأمطار.
ويرى مجاورون للوادي، ان الوادي اصبح ملاذا ومنطقة لتكاثر الحشرات والزواحف والجرذان التي تهاجم المساكن والأهالي، ما يتسبب بانتشار الأمراض الجلدية والتنفسية، إذ ظهرت مؤخرا أعراض لأمراض متنوعة على بعض أبناء المنطقة التي باتت بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والقوارض والأفاعي.
محمد بني ياسين أحد المجاورين للوادي، يؤكد ان الاهالي طالبوا الجهات المعنية أكثر من مرة في السنوات الماضية بمعالجة هذا الوضع.
ولفت الى أن ما قدم لحل مشكلة الوادي، غير مجد، ولم يؤد الى الحل النهائي، لافتا الى انه جرى تخصيص عامل وطن واحد لتنظيفه، لكن هذا العامل لا يستطيع تغطية الوادي الذي يحتاج انتشار الطمم فيه والمخلفات الى آليات وأعداد كبيرة من العمال.
ودعا البلدية لإطلاق حملات نظافة تطوعية الى جانب تفعيل أداء عمال الوطن فيها للمشاركة مع الاهالي بتنظيفه، قبل دخول فصل الشتاء، لوضع حد للخسائر التي قد يتسبب بها فيضانه جراء إهمال تنظيفه حاليا.
مصدر من سلطة وادي الأردن في اللواء، فضل عدم نشر اسمه، قال إن السلطة قامت بتبطين الوادي بالحجارة والإسمنت بكلفة مالية، اعتبرها بـ”باهظة جدا”.
ولفت إلى أن عملية تنظيف الوادي مشتركة بين السلطة والبلدية والمواطنين، مؤكدا أن التعديات المستمرة من الأهالي على حرم الوادي تفاقم المشكلة، إذ يعمد بعضهم لإلقاء النفايات والطمم فيه، دون إدراك مدى خطورة الأمر على من يقطنون في المنطقة.
وأكد عزم السلطة، الاطلاع على مشكلة الوادي اولا، ثم اتخاذ ما يلزم من إجراءات ممكنة لحلها، كتنفيذ حملة رش لمكافحة القوارض، وأخرى للنظافة العامة، داعيا الى تعاون المواطنين، وجاهزية البلدية لتسليمهم مبيدات.
من جانبه، أكد مصدر من بلدية طبقة فحل أن عملية تنظيف الأودية والعبارات، مسؤولية البلديات والسلطة، كما أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأهالي، إذ إن هناك العديد من التجاوزات هم سببها، كالتعدي على مهارب الوادي وقيام البعض بإلقاء النفايات في حرمه، ما يؤدي لإغلاقه برغم قيام الجهات المعنية بتنظيف الأودية، لكن المسؤولية مشتركة.
وأشار أيضا الى مشكلة كبيرة يواجهها حرم الوادي، جراء تعدي مجاورين له على حرمه عبر الزحف العمراني هناك، دون الالتزام القانوني والتنظيمي بتعليمات البلدية.

علا عبد اللطيف/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة