وزارة الأوقاف تختتم برنامج ” التماسك المجتمعي” في ضيافة محافظتي أوقاف عجلون وجرش

 

اختتمت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية برنامج التماسك المجتمعي اليوم في ضيافة محافظتي عجلون وجرش في ندوة عقدت في القاعة الهاشمية بعجلون بحضور زهاء 150 وإعظا واماما من المحافظتين روعي فيه البروتوكول الصحي حيث حمل عنوان ( النفاق واثاره السلبية على التماسك المجتمعي ) .

واكد المشاركون بالنورة  مستشار وزير الأوقاف للوعظ والإرشاد الدكتور شحاده العمري ومساعد الأمين العام للوزارة مدير الوعظ والارشاد إسماعيل الخطبا ومدير معهد الملك عبد الله الثاني لاعداد الدعاة ومديري اوقاف محافظتي عجلون وجرش الدكتور احمد الصمادي وفراس ابو خيط ان النفاق الاجتماعي ظاهرة منتشرة، تندرج تحتها أفعال كثيرة مثل التلون في العلاقات والكذب، والصعود على ظهور الآخرين من أجل المصالح الشخصية لافتين إلى معنى النفاق الاجتماعي أنه منسوب  إلى النفق وهو السرب في الأرض، لأن المنافق يستر كفره ويغيبه، كمن ممارسة النفق والنفاق قول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب)أو ستر الكفر وإظهار الإيمان وهذا النفاق ديني.

واضافوا ان النفاق الاجتماعي  ليس نفاقاً دينياً، بل هو يتعلَّق بسلوك اجتماعي، وعلاقات فردية، وأمراض اجتماعية تؤثر بقوة المجتمع وتماسك أفراده ، والنفاق عمومًا مذموم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ. رواه البخاري.

وعن عمار بن ياسر قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا كان لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ. رواه البخاري ، فتجد بعضهم يفعل ذلك لمصلحة دنيوية، أو مصلحة اجتماعية.

وبين المتحدثون ان الناس أصناف متعددة منهم الصريح ومنهم المداهن، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإسْلاَمِ، إِذَا فَقِهُوا وَتَجِدونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأتِي هؤُلاَءِ بَوَجْهٍ وَهؤُلاَءِ بِوَجْهٍ. رواه البخاري.

واشار المتحدثون إلى أن  النفاق الاجتماعي يكون عند بعض الأشخاص في السكوت عن الخطأ بحجة المصلحة، أو خوفاً من فقد ثقة  المجامل حيث يتجلى هذا المرض في مجتمعنا في العمل حتى في وسائل التواصل ولا ينبغي أن يكون هذا النفاق على حساب الدين فلا نبيح محرما ولا نفتي إرضاء للمسئول ولا نغير حكم الله.

واصافوا أن النفاق الاجتماعي من علامات الساعة، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع (يعني العبيد والسفلة من الناس). رواه الترمذي بسند صحيح لافتين إلى المداراة مشروعة في الدين فهي تلطف مع الخصم ولين، ودفع له برفق ورحمة وهي فن يتقنه الحكماء العقلاء والإنسان مدني بطبعه لا يستغني عن الناس خلق في وسط المجتمع، فلا بد أن يعامل الجميع وهذا يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى معرفة أطباعهم

وقد استعمل هذا الفن القرآن والسنة فمن القرآن قول الله – تعالى-: لموسى وهارون -عليهما السلام-: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه 43: 44].

وقال الله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) [هود : 84].

وبين المتحدثون النتائج السلبية للنفاق الاجتماعي حيث يغير من السلوك والشعور بالنقص وقلة الثقة والظلم وحرمان الأخرين من حقوقهم والابتعاد عن قيم العدل والمساواة  والنفاق يعمل على العنصرية ويؤدي إلى الطبقية والتركيز على الكماليات دون الاهتمام بالأساسيات، ما يؤثر على النواحي الاقتصادية والنفسية وتؤثر على المجتمع بشكل عام.

واشار المتحدثون إلى أن علاج ظاهرة النفاق الاجتماعي يكون بالتركيز على المضمون وعدم الاعتناء بالشكليات والرجوع إلى القيم والمبادئ الدينية التي تحرم النفاق   نشر الثقافة والعلم في أوساط الشباب، والتركيز على الإنجازات البشرية .

وفي نهاية اللقاء دار حوار مفتوح بين المتحدثين والحضور .

وكان مدير اوقاف عجلون الدكتور احمد الصمادي قد تحدث في بداية الندوة مرحبا بالمشاركين بالندوة والحضور من الأئمة والوعاظ والواعظات من المحافظتين مشيرا إلى دور وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات في نشر قيم الخير والفضيلة والمحبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤكدا على نبل الرسالة التي يحملها الأئمة والوعاظ .

 

الدستور/ علي القضاه –

تصويدر  / عامر الزغول 

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة