وزير التجارة الكازاخي: نسعى لتعزيز بيئة أكثر ملاءمة للتجارة والاستثمار المحلي والعالمي

=

 

أستانا – أكد معالي أرمان شكالييف وزير التجارة والتكامل في كازاخستان على أهمية العلاقات التجارية بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشددا على خطط مشتركة لتعزيز تنمية الرخاء الرقمي وتطوير صناعة الذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب مع تعزيز التجارة التقليدية بين البلدين مشيرا الى بلوغ حجم التبادل التجاري بين 329 مليون دولار خلال العام الماضي، في الوقت الذي تتزايدفيه الاستثمارات الكبيرة لدولة الإمارات في كازاخستان، والتي تقارب 494.1 مليون دولار أمريكي عام 2023 مقارنة بما تحقق من أرقام بلغت 415.7 مليون دولار أمريكي عام 2022.

وحول مشاركة بلاده فيفعاليات الدورة الـ 13 للمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، قال بأنها فرصة للمساهمة في تنمية التجارة العالمية وحماية مصالحها الاقتصادية على مستوى العالم، ومن خلال تنفيذ هذه التدابير، تستطيع كازاخستان تعزيز مكانتها داخل إطار منظمة التجارة العالمية، وتعزيز بيئة أكثر ملاءمة للتجارة والاستثمار، وفي نهاية المطاف دفع النمو الاقتصادي المستدام للبلاد.

وتحدث الوزير خلال الحوار التالي عن أهم مفاصل العلاقات التجارية بين البلدين.

 

س: ما هي الجوانب الرئيسية للتعاون التجاري والاقتصادي بين كازاخستان والإمارات العربية المتحدة في سياق إبرام اتفاقيات التجارة التفضيلية؟

 

ج: تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة أحد الشركاء الرئيسيين لكازاخستان في الشرق الأوسط، وهناك العديد من الاتفاقيات الحكومية الدولية المبرمة بين بلدينا، والتي تهدف إلى تعميق التعاون التجاري والاقتصادي، وتشجيع الاستثمارات وحمايتها، ونحن نعلق أهمية كبيرة على مواصلة تطوير علاقتنا.

وفي عام 2023، بلغ حجم التبادل التجاري بين كازاخستان والإمارات 329 مليون دولار، حيث وصلت صادرات كازاخستان إلى 210 ملايين دولار، وواردات الإمارات من الإمارات إلى 119 مليون دولار.

وتشمل عناصر التصدير الرئيسية من كازاخستان النفط الخام (87.2 مليون دولار)، والنحاس ومشتقات أخرى من النحاس (38.4 مليون دولار)، والفضة (19.1 مليون دولار)، فيما تتكون الواردات الأولية من دولة الإمارات العربية المتحدة من الألواح والصفائح البلاستيكية (14.3 مليون دولار)، وأجهزة الكمبيوتر (13.8 مليون دولار)، ومحركات الاحتراق الداخلي (10.8 مليون دولار)

بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي مع دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها واحدة من أكبر الاقتصادات في الشرق الأوسط، فقد بدأت المفاوضات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU) والإمارات العربية المتحدة لإبرام اتفاقية التجارة الحرة للسلع، وهذه المفاوضات مستمرة بنشاط، ونحن مصممون على تحقيق نتيجة ناجحة.

علاوة على ذلك، بدأت المفاوضات المتبادلة بين كازاخستان والإمارات العربية المتحدة لإبرام اتفاقيات حول التجارة الحرة في الخدمات والاستثمارات. ونعتقد أن التوصل إلى هذه الاتفاقيات سيعزز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين بلدينا.

وتشير الاستثمارات الكبيرة لدولة الإمارات في كازاخستان، والتي تقارب 494.1 مليون دولار أمريكي في عام 2023 (415.7 مليون دولار أمريكي في عام 2022)، إلى علاقات اقتصادية إيجابية.

 

س: ما سبل وأهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية المثمرة مع الإمارات؟

ج: بالنسبة لكازاخستان، لا تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة دولة تتمتع بموارد طاقة هائلة فحسب، بل تمثل أيضًا مركزًا سريع النمو للسياحة الحديثة والنقل والخدمات اللوجستية والتصنيع في الشرق الأوسط. وتعتبر الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لكازاخستان في الشرق الأوسط. وبفضل نظامها المعفاة من الضرائب، واقتصادها القوي، والطلب على السلع من كازاخستان في دولة الإمارات العربية المتحدة، تقف الإمارات بحق كواحدة من أكثر الوجهات المرغوبة لرجال الأعمال في كازاخستان.

ويعد سوق الإمارات العربية المتحدة من أكثر المناطق الواعدة من حيث تنمية التجارة. إن الإمكانات التجارية والاقتصادية بين بلدينا هائلة. في العام الماضي، حدد زعماء بلدينا هدفًا يتمثل في زيادة التجارة الثنائية إلى مليار دولار، وهو ما يمثل أمامنا مهام واتجاهات جديدة.

الآن، فيما يتعلق بالطرق التي سنستخدمها للوصول إلى هذا الهدف بنجاح.

وتضع كازاخستان هدفًا لزيادة التجارة المتبادلة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، على وجه الخصوص، لزيادة المعروض من المنتجات عالية الجودة. نحن على استعداد لتقديم منتج تنافسي من مجموعة متنوعة من الصناعات.

كما إن الزراعة في كازاخستان معروفة في جميع أنحاء العالم، ولدينا تاريخ غني في هذا القطاع. نحن على استعداد وراغب في إنتاج وتوريد المنتجات الزراعية العضوية إلى سوق الإمارات العربية المتحدة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك لحم الضأن المبرد محليًا، والذي أصبح معروفًا في سوق الإمارات العربية المتحدة.

وبعد ذلك، من المهم أن نذكر أن كازاخستان تعمل على تعزيز تنمية الرخاء الرقمي، ونتطلع إلى التعاون في قطاع تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن تطوير الذكاء الاصطناعي.

أحد العوامل المقيدة لزيادة التدفقات التجارية من كازاخستان إلى الإمارات العربية المتحدة هي الخدمات اللوجستية، وفي الوقت الحالي، أصبحت منطقة آسيا الوسطى حلقة وصل رئيسية في النقل العالمي، وتلعب دورًا مهمًا كجسر قاري في اتجاهي “الشمال والجنوب” و”الشرق والغرب”. يتم العمل مع شركات الخدمات اللوجستية الكبرى مثلSimatech Shipping & Forwarding وموانئ أبوظبي لتطوير طريق نقل جديد وإنشاء بنية تحتية للموانئ في بلدنا لتسليم المنتجات الزراعية من ميناء كوريك في كازاخستان إلى دول الخليج العربي عبر ميناءي أمير آباد وبندر عباس في إيران.

ومن خلال هذه التدابير الاستباقية والموارد الاستراتيجية، تهدف كازاخستان إلى الارتقاء بشراكتها الاقتصادية مع دولة الإمارات إلى مستويات غير مسبوقة، مما يساهم في استعادة التجارة العالمية وتعزيزها.

 

س: دور كازاخستان في منظمة التجارة العالمية وتوقعات نتائج كازاخستان من المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية

ج: تعتبر كازاخستان، باعتبارها عضوا انضم مؤخرا إلى منظمة التجارة العالمية، مؤيدا قويا للنظام التجاري المتعدد الأطراف. ونحن نرى الأهمية القصوى للمنظمة في توفير الاستقرار والأمن والقدرة على التنبؤ للتجارة العالمية.

ونظرا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا، تلعب كازاخستان دورا هاما في تسهيل تدفقات التجارة الدولية.

ومن خلال التزامها بتعزيز الاتصال وتعزيز التكامل الاقتصادي عبر المناطق، تواصل كازاخستان مشاركتها النشطة في سلاسل التوريد العالمية.

وبشكل عام، ساعدت منظمة التجارة العالمية كازاخستان على الاندماج في النظام التجاري الدولي، مما منحنا الاعتراف كدولة تتمتع بنظام تجاري واستثماري يمكن التنبؤ به، ويعتبر هذا الاعتراف أمراً حيوياً لجذب الاستثمارات المتنوعة وتنويع اقتصادنا الوطني.

الأولويات الرئيسية لكازاخستان من منظمة التجارة العالمية هي 1) إصلاح منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك الاستعادة الكاملة لعمل هيئة تسوية المنازعات، 2) تطوير التجارة الإلكترونية، بما في ذلك حل الرسوم الجمركية غير المدفوعة على استيراد المنتجات الإلكترونية. النقل، 3) إصلاح الدعم الزراعي من أجل تكافؤ الظروف التنافسية بين المنتجين في البلدان الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، 4) التجارة في الخدمات، 5) زيادة مشاركة المرأة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التجارة الدولية.

وتعكف كازاخستان حاليا على مراجعة سياساتها التجارية بموجب آلية نظام الحماية المؤقتة التابعة لمنظمة التجارة العالمية، ومن المهم، من بين أمور أخرى، أن تتماشى مع معايير منظمة التجارة العالمية لتظل قادرة على المنافسة في السوق العالمية.

وشاركت كازاخستان في المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاقية جديدة لمنظمة التجارة العالمية لتيسير الاستثمار من أجل التنمية، وستكون هذه القضية إحدى النتائج الرئيسية للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، وأصبح 123 عضوا في منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك كازاخستان، أطرافا في هذه الاتفاقية، وتتوافق المشاركة في اتفاقية تسهيل الاستثمار من أجل التنمية مع الأولويات الوطنية لكازاخستان المتمثلة في تنويع الاقتصاد من خلال تحسين مناخ الاستثمار والأعمال.

وهنا لابد من الإشارة إلى المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي عُقد في أبو ظبي مؤخرا، باعتباره محطة فارقة في العلاقات التجارية العالمية وبين الدول، حيث غطى جدول أعمال المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية أكثر من عشر قضايا تجارية عالمية رئيسية، مثل التجارة والتنمية، وإصلاح نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية، والزراعة، وإعانات صيد الأسماك، والتجارة الإلكترونية، وسلاسل التوريد الصناعية. ومن المتوقع خلال المؤتمر انضمام عضوين جديدين هما جزر القمر وجمهورية تيمور. ونظراً للتحديات الحالية، يعد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية أمراً بالغ الأهمية للتجارة العالمية، حيث يوفر منصة للوزراء لتأييد التدابير التي تعزز النمو وخلق الفرص. وتوفر مشاركة كازاخستان فرصة للمساهمة في تنمية التجارة العالمية وحماية مصالحها الاقتصادية على مستوى العالم.

ومن خلال تنفيذ هذه التدابير، تستطيع كازاخستان تعزيز مكانتها داخل إطار منظمة التجارة العالمية، وتعزيز بيئة أكثر ملاءمة للتجارة والاستثمار، وفي نهاية المطاف دفع النمو الاقتصادي المستدام للبلاد.

د.عبدالرحيم عبدالواحد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة