وزير الثقافة : الجداريات الفنية مدونات بصرية تحفظ هوية المكان والإنسان

قال وزير الثقافة مصطفى الرواشده، إن الجداريات الفنية تمثل مدونات بصرية لتاريخ المكان وقيم أبناء الوطن في بعدها الجمالي والإنساني ،وتحمل في عمقها رسالة تتصل بعدد من العناوين الوطنية التي تعزز الانتماء والوعي بالمكان ورموزه وقاماته الوطنية .
وأضاف الوزير الرواشده خلال إشهاره جداريه الكرك التي نُفِّذت عند مدخل محافظة الكرك من الجهة الشرقية / مثلث القطرانة ، بحضور متصرف لواء القطرانه ركان العدوان والنائبين خالد بني عطية و أروى الحجايا ورئيس بلدية القطرانة المهندس رسمي الطراونه ومديرة ثقافة الكرك عروبة الشمايلة ، ان الجداريات لا تقتصر على تمثيلها للفن وأساليبه ومدارسه وتياراته المختلفة ، إنما تهدف إلى إبراز الهوية الثقافة والفنية والتراث الأردني باشتمالها على عدد من المفردات والرمزيات التي تتصل بالمدن وتاريخها وإنسانها ومعمارها وطبيعتها .
وتقدم جدارية الكرك بوصفها أحد المشاريع الثقافية الفنية التي تسهم في إبراز التاريخ والتراث الأردني وجاء تنفيذها في إطار جهود وزارة الثقافة الرامية إلى دعم الفنون البصرية، والاهتمام بالمشهد الثقافي في الفضاءات العامة، تقدم للمشاهد لمحة بصرية مبسّطة عن محافظة الكرك، تتصدّرها قلعة الكرك الشامخة بوصفها رمزًا تاريخيًا بارزًا، إلى جانب تجسيد شخصية القائد صلاح الدين الأيوبي، بما تحمله من دلالات على القوة والصمود.
كما تضم الجدارية عناصر فنية أخرى، من بينها سنابل القمح، التي ترمز إلى الخير والعطاء والارتباط بالأرض، وتعكس البعد الزراعي والاجتماعي للمحافظة، في انسجام بصري يعبّر عن الهوية الثقافية والحضارية التي شكّلت ملامح المنطقة عبر مختلف الحقب التاريخية.
وتحفل الجدارية التي بمساحة أربعة أمتار ارتفاعًا وعشرين مترًا عرضًا،وقام بتنفيذها الفنانان سهيل بقاعين وفريد الحناوي، بأسلوب فني يجمع بين الرمزية التاريخية والمعاصرة البصرية، مشكلة معلمًا فنيًا وتراثيًا لافتًا يرحّب بزوار المحافظة ويجسّد مكانة الكرك في الذاكرة الوطنية.
وقال الفنان بقاعين ان مشروع الجداريات الذي تقوم علية وزارة الثقافة بمختلف مناطق المملكة يأتي تحقيقا لرؤية ملكية سامية ،وتأكيدا على أهمية الهوية والسردية الأردنية ،مثمنا توجهات الوزير الرواشدة بالنهوض بالفن بمختلف اشكالة وإبرازه في المحافظات .
وبين انه تم استخدام مواد الاكريليك النافرة لإضفاء أبعاد جمالية على الجدارية التي جاء اختيار موقعها في نقطة التقاء ما بين القطرانه والكرك ،مما أعطى أبعادا سياحية وثقافية مهمة وخلق حالة من التفاعل مميزه تم رصدها بتوقف السواح ومرتادي الطريق وأبناء المنطقة لالتقاط الصور التذكارية.


