يسابقون الوقت.. فقراء بعجلون يبدأون رحلة تدفئة شتائهم بجمع الحطب مبكرا

مع اقتراب فصل الشتاء، تنشط العديد من الأسر العجلونية من ذوي الدخل المحدود بالبحث عن مصادر الدفء، في رحلة تستمر حتى انتهاء موسم الامطار، يقطعون خلالها مسافات طويلة بين الغابات والبساتين والأراضي الزراعية، لالتقاط وتجميع الأغصان اليابسة وكل ما يمكن إشعاله أيام البرد القارس.
واعتاد أفراد هذه الأسر، أن يجوبوا الغابات والبساتين والكروم لجمع الأحطاب الجافة، وشراء كميات أخرى من الجفت بمبالغ معقولة، وانتظار أن تقوم مديرية الزراعة بتوزيع ما يتجمع لديها، بحيث يوفرون لأسرهم خلال موجات البرد شيئا من الدفء بأقل التكاليف.
ويقول راضي عوض، إن كثيرا من أهالي المحافظة أخذوا هذه الأيام ينشطون بالبحث عن الأحطاب والاخشاب اليابسة وسط الغابات، لاستخدامها في المواقد ومواجهة موجات البرد المتوقعة خلال الشتاء، في ظل عجزهم عن شراء المحروقات بأنواعها لتوالي ارتفاع أثمانها.
ويتابع، الأسر مدفوعة باستبدال مدافئ المحروقات بمواقد الحطب، وهذا يتطلب بدء رحلة البحث مبكرا عن وقودها، والتي تمتد احيانا طيلة موسم الشتاء، يستهدفون الغابات لجمع الأحطاب اليابسة، وجمع كل ما يمكن إشعاله لمواجهة البرد.
ويؤكد سامي عبدالسلام أن كثيرا من الأسر باتت عاجزة عن شراء وقود المدافئ من مادتي الكاز والديزل، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، لافتا إلى أن موسم الشتاء، وخصوصا مع انخفاض درجات الحرارة في المحافظة سيكلف الأسرة الواحدة مئات الدنانير اثمان وقود، مبينا أنه اعتاد جمع الأغصان الجافة وشراء كميات أخرى من الجفت بأسعار معقولة.
ويرى خالد محمد أن المناطق المرتفعة كرأس منيف واشتفينا وعبين وصخرة وسامتا يضطر سكانها للتوفير أو الاقتراض وعمل جمعيات لتأمين حاجاتهم من الوقود في مواجهة الطقس البارد، والذي قد يدوم زهاء 5 أشهر في العام، مبينا أن هذا الحال يدفعهم لجمع كل ما يجدونه من أحطاب يابسة وأشياء يمكن اشعالها في مواجهة برودة الطقس، في ظل عجز كثير من الأسر عن شراء وقود التدفئة، إذ قد تحتاج أي أسرة لزهاء 200 دينار شهريا كحد أدنى لأغراض التدفئة طيلة موسم الشتاء، وهو ما تعجز عنه معظم الأسر الفقيرة التي لا تجد قوت يومها، داعيا إلى توزيع الأحطاب التي تجمعها مديرية الزراعة من مخلفات الحرائق والإنشاءات وفتح الطرق أو التي تتم مصادرتها للمواطنين الأشد فقرا.
ويحذر الناشط البيئي خالد العنانزة، من أضرار بيئية جراء لجوء أعداد كبيرة من السكان لاستخدام مادة الجفت بالتدفئة، وأحيانا قد تصل إلى إشعال بعض الملابس والأحذية والإطارات القديمة، وما ينتج عن اشتعالها من غازات سامة تلوث الهواء وتتحول الى أحماض سامة تلوث البيئة عند تساقط الأمطار.
ويقول عبدالرحمن عيسى إن الأسر الفقيرة ستبقى هذا العام تنتظر مواعيد تسلمها لكميات الحطب المجاني التي قد تخصصها وزارة الزراعة للأشد فقرا على غرار العام الماضي، مطالبا بأن تكون عملية التسليم قبيل دخول الشتاء، ما يخفف عليهم أعباء أثمان المحروقات المرتفعة، التي يعجزون عن توفيرها بشكل منتظم.
من جهته، يقول مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إن حالات التعدي على الغابات انخفضت بشكل ملحوظ العام الماضي والعام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة، مبينا أن المديرية وزعت للمواطنين من مخلفات الحرائق والتعدي، في العام الماضي مئات الأطنان من الأحطاب.
وبين أن مديرية زراعة المحافظة خصصت العام الماضي زهاء 400 طن من الأحطاب، وقامت بتوزيعها على الأسر الفقيرة في المحافظة ومجاوري الغابات، وبواقع طن واحد لكل أسرة، بهدف مساعدتهم لتجاوز برد الشتاء، والتخفيف من التعدي على الغابات.
وأكد أن أي قرار بتوزيع الكميات المتجمعة على الأسر الفقيرة العام الحالي، يعود للوزارة، بحيث يجري بعده تشكيل لجنة بالتعاون مع جهات أخرى معنية في المحافظة لدراسة وتحديد الأسر الفقيرة المستفيدة من عملية التوزيع.

عامر خطاطبة/   الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة