يوم غضب شعبي بـ”الضفة” الجمعة ضد انتهاكات الاحتلال

دعت حركة “حماس” لجعل الجمعة القادمة يوم غضب شعبي عارم في مدن الضفة الغربية، والخروج بمسيرات حاشدة في جميع نقاط التماس مع الاحتلال، وقطع الطرق الالتفافية والتصعيد ضد المستوطنين الذي يعملون على فرض الأمر الواقع برعاية حكومة الاحتلال.
وأكدت “حماس”، في بيانها أمس، أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لعدوان المستوطنين بكل الوسائل، وحكومة الاحتلال ستدفع الثمن.
وقالت إن الهجمة التي يقوم بها قطعان المستوطنين في مدن الضفة الغربية وقراها واقتحام المسجد الأقصى المبارك، هي محاولة يائسة لحفظ ماء الوجه لحكومة الاحتلال، حيث سُيقابل هذا العدوان من أبناء الشعب الفلسطيني بمزيد من المقاومة والتصدي.
ونوهت إلى أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة الحفاظ على الأرض، ويقدم الدماء والشهداء في مواجهة عدوان عصابات المستوطنين وجيش الاحتلال.
وشددت على أن جماهير الشعب الفلسطيني جاهزة لخوض مشروع التحرر الوطني والدفاع عن الأرض والمقدسات، معتبرة أن تفعيل المقاومة الشاملة ضد الاحتلال والمستوطنين يعدّ الخيار القادر على لجم العدوان وردع المستوطنين.
الى ذلك؛ دعت مصر الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع الأسبوع المقبل في القاهرة، برعاية الرئيس محمود عباس، للاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني الفلسطيني، والاتفاق على الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام ووضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة.
وتتزامن الدعوة المصرية التي وجهتها للفصائل مع جهودها الحثيثة لإيجاد اختراق في ملف الأسرى والمفقودين بين حركة “حماس” والجانب الإسرائيلي، عقب حدوث تقدم في موضوعيّ تثبيت وقف إطلاق النار وصولاً إلى التهدئة الشاملة، وإعادة إعمار قطاع غزة، نتيجة الدمار الذي تسبب به عدوان الاحتلال.
كما أن الدعوة التي أطلقتها “حماس” لتنظيم يوم غضب شعبي حاشد، يوم الجمعة المقبل، ضد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة، تأتي بالتزامن مع مباحثات ملف الأسرى، بما يفتح أمام الاحتلال جبهة جماهيرية مهمة قد تسهم في تعزيز مطالب الحركة “بالمبادلة” ورفض الربط الإسرائيلي بين هذا الملف وإعادة إعمار غزة.
وقد أعلنت حركة “حماس” أنها وافقت على دعوة مصر للمشاركة في لقاءات الحوار الوطني الفلسطيني مع حركة “فتح” والفصائل الوطنية، في القاهرة، وفق عضو مكتبها السياسي في قطاع غزة، غازي حمد.
وأوضح حمد بأن “مصر وجهت دعوة للحركة للمشاركة في لقاءات لجميع الفصائل الفلسطينية، وأخرى ثنائية لحركتي “فتح” و”حماس” لبحث المصالحة وإنهاء الانقسام.
وفي الأثناء؛ فقد أثمرت جهود التهدئة عن تأكيد “حماس” بمنع إطلاق الصواريخ لتفادي إفشال التهدئة، بناءً على المطلب المصري من فصائل المقاومة في غزة بالاستمرار في حالة الهدوء وضبط المنطقة الحدودية لمنع العودة إلى الاشتباكات مجدداً.
غير أن الموقف الفلسطيني الذي تم إبلاغه للجانب المصري يجمع على أن استدامة التهدئة تتطلب شمولها لوقف اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين بالأراضي المحتلة، ووقف الأنشطة الاستيطانية، وإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود العام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
كما أبلغ الجانب الفلسطيني بأهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بالمهام الموكلة إليها، بما فيها إعادة إعمار غزة، بينما أكدت القيادة الفلسطينية، خلال مباحثاتها مع الجانب المصري، استعدادها للدعوة إلى الانتخابات العامة حال إزالة سلطات الاحتلال للعراقيل أمام إجرائها في القدس المحتلة.
وأمام تأكيد السلطة الوطنية الفلسطينية بأن عملية الإعمار يجب أن تمر من خلالها، باعتبار أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، فإن الفصائل الوطنية دعت إلى بحث تلك المسألة في اجتماع القاهرة، بينما شددت “حماس” على ضرورة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بوصفها أولويات المرحلة الراهنة.
وكان قائد حركة “حماس” في قطاع غزة، يحيى السنوار، استقبل أول أمس رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة اللواء عباس كامل، والوفد الأمني المرافق له، والذي تلقى استعداد “حماس” لإنجاح المصالحة.
وأجرى الوفد المصري، برئاسة اللواء كامل الذي يزور القطاع لأول مرة منذ توليه منصبه في العام 2018، مشاورات سياسية مع قيادة حركة “حماس”، وقيادة الفصائل الفلسطينية بالقطاع، وذلك بعدما التقى الرئيس عباس في رام الله، كما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين.
وشملت مباحثات الوفد المصري في الأراضي المحتلة؛ آخر المستجدات المتعلقة بالتهدئة الشاملة، بما يشمل القدس والضفة وغزة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وملف الحوار الوطني الفلسطيني، إلى جانب بحث ملف تبادل الأسرى.

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة