175 ألف مبنى تعرضت للتدمير والضرر بغزة

تعرضت البنية التحتية في قطاع غزة لأضرار كبيرة في الأشهر الخمسة الأخيرة، جرّاء القصف المدمّر للآلة العسكرية الصهيونية عليه منذ الــ7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ووفقاً للأمم المتحدة، تعرض بين 144 ألفا و175 ألف مبنى في غزة للتدمير أو التضرر، أي ما يُعادل بين 50 و61 % من مباني القطاع.
وأسفر القصف الوحشي الصهيوني عن إحداث أضرار شملت المناطق السكنية، الشوارع التجارية والجامعات، الأراضي الزراعية، وحتى الخيام على الحدود الجنوبية التي تؤوي أكثر من مليون ونصف مليون من الغزيين الذين فرّوا من مدن القطاع بعد أن فقدوا منازلهم.
وفي وقت تحاول فيه هيئات عدة في المملكة وحول العالم إطلاق مبادرات لدعم القطاعات المتضررة في قطاع غزة، أكد رئيس هيئة المكاتب الهندسية عضو مجلس نقابة المهندسين عبدالله غوشة، أن هناك مقترحا لإطلاق مبادرة وطنية لعمل مواصفات فنية وكودات تصميم مؤقتة لإعمار غزة عبر تدوير مواد الأنقاض واستخدامها بعد وقف العدوان.
وأشار غوشة في تصريح لـ”الغد” إلى أن إعادة إعمار وتأهيل غزة من الناحية الفنيه والهندسية واللوجستية، يختلف اختلافا جذريا عن أي عملية إعادة إعمار ناتجة عن الحروب أو الزلازل.
وأضاف، “حينما حدث زلزال تركيا وسورية وغيرها كانت المساعدات فنية مباشرة والأسواق مفتوحة لإدخال المواد والآليات”.
وتابع غوشة “نحن نتحدث عن إعمار تحت الاحتلال ضمن ظروف حصار قاسية، في ظل معارضة الكيان الصهيوني لأي عملية إعمار قادمة بدون تحقيق أهدافه العدوانية، وربط العديد من الدول المانحة خاصة العربية التي ستقدم المنح والمساعدات المالية بوجود حل وأفق سياسي.
وأكد أن التحديات تتمثل بصعوبة دخول المواد الأولية لأعمال البناء والإنشاءات خاصة الإسمنت والحديد والآليات المستخدمة.
وشدد غوشة على أن كميات الأنقاض الكبيرة الناتجة عن العدوان تقدر بـ18 مليون طن، كما أن عدد المباني المهدّمة جزئيا تبلغ 295 ألف، وأن أكثر من 60 % من مباني غزة قد تضررت، وبالتالي فإن سكان هذه المناطق بحاجة إلى حلول فنية وهندسية سريعة.
وأشار إلى عدم إمكانية إعادة تأهيل المباني والطرق والميناء والبنية التحتية بالطرق الهندسية التقليدية، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني استخدم صواريخ تعمل على “تفريغ الهواء” والتي تعمل على نسف المنازل بطريقة انهيار الطبقات.
وتابع “لنتذكر في عام 2014 بعد عدوان الكيان الصهيوني على غزة، تم السماح بإدخال الإسمنت بعد 3 سنوات من وقف العدوان وبكميات مقننة، متسائلا ماذا سيحدث بعد الحرب الحالية؟”.
وشدد غوشة على أن العامل الزمني جدا مهم في الفترة القادمة بعد وقف العدوان، لافتا إلى أنه لا يمكن الحديث عن إعمار بالطريقة التقليدية.
وأكد أن الكلفة الكبيرة لعملية إعادة الإعمار تتجاوز الــ 60 مليار دولار، والتي تحتاج منظومة دولية للمشاركة والمساهمة بها وهي غير متوفرة على المدى المنظور.
وقال غوشة إنه لا بد من العودة لمهنة قديمة وهي إعادة تدوير الأنقاض علما بأنها استخدمت سابقا بغزة بطريقة بسيطة ولكن الحاجة حاليا لاستخدامها بطريقة هندسية عبر إعادة استخدام الحديد والكتل الخرسانية وتحويلها إلى ركام مع إيجاد مواصفات هندسية وكودات خاصة باستخدام هذه المواد وهي مؤقتة تضمن السلامة الفنية والهندسية
وكالات
التعليقات مغلقة.