3 مليارات دولار حاجة غزة لإعادة الإعمار جراء عدوان الاحتلال

لم يحصد عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة الأرواح فقط، بل تسبب في أضرار مادية بليغة بضرب البنية التحتية وتدمير منشآت سكنية وتجارية بالكامل، بحيث بات القطاع بحاجة إلى 3 مليارات دولار لأجل الإعمار والتنمية.
وقال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة، ناجي سرحان، إن العدوان الإسرائيلي الأخير منذ أسابيع، تسبب في دمار 25 وحدة سكنية بشكل كامل، و80 بشكل جزئي غير صالح للسكن، و2000 وحدة بشكل جزئي، مشيراً إلى أنه تم المشارفة على الانتهاء من حصر الأضرار.
وبين سرحان، في تصريح له أمس، أن نحو 2300 وحدة سكنية دمرت بشكل كامل لم يعاد بناؤها خلال الحروب والعدوان الإسرائيلي المتكرر على القطاع في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن هناك منازل دُمرت وتضررت لم يعاد إعمارها منذ العدوان الإسرائيلي 2014، إذ ما تم انجازه إعمار ما نسبته 40 % فقط، مروراً بما جرى من عدوان مماثل في أعوام أخرى، من بينها أيار (مايو) 2021 والذي دمر خلاله نحو 1700 وحدة سكنية، فيما أعيد بناء نحو 1000 منها.
ولفت إلى أن قطاع غزة، بحاجة إلى أكثر من 100 ألف وحدة سكنية لسد العجز خاصة وأن القطاع يحتاج سنويًا إلى 14 ألف وحدة سكنية لمعادلة النمو الديموغرافي.
وحذر سرحان من انفجار الأوضاع في حال استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، مشيراً إلى أن نسبة أن نسبة ما أنجز من المشاريع المصرية حتى الآن وصل إلى 30 %، مشيرًا إلى أنها تشمل بناء 3 مدن سكنية، تضم 2500 وحدة سكنية، وكورنيش شارع البحر شمال القطاع.
جاء ذلك بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة، أمس، وذلك بالمصادقة على مخطط استيطاني جديد لابتلاع المزيد من أراضي الفلسطينيين، وهدم منشآت سكنية مقدسية واقتحام أحيائها، وذلك وسط خروج التظاهرات الشعبية الفلسطينية بعد غد ضد مساعي تهويد المدينة، ولنصرة الأسرى في معركتهم ضد عدوان الاحتلال.
وعلى وقع تشييع الفلسطينيين جثمان الشهيد الشاب محمد عرايشي (25 عاماً)، الذي ارتقى أمس متأثراً بجراحه التي أصيب بها برصاص الاحتلال خلال مواجهات في نابلس، بالضفة الغربية، مؤخراً، فقد عم الإضراب الشامل بالمدينة حداداً على روح شهيد نابلس، وسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال.
في حين تكثفت الدعوات الفلسطينية لأبناء الشعب الفلسطيمي للحشد الواسع بعد غد الجمعة للتضامن مع الخطوات التصعيدية للأسرى في سجون الاحتلال، وذلك عبر تخصيص خطب الجمعة للحديث عن الأسرى، والخروج إلى نقاط التماس مع الاحتلال في كافة محافظات الوطن المُحتل.
ودعت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، إلى نصرة الأسرى الفلسطينيين ودعم مطالبهم وخطواتهم التصعيدية وصولاً للإضراب المفتوح عن الطعام، المقرر في بداية الشهر المقبل، وذلك ضد العقوبات الجماعية التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال بعد تراجعها عن اتفاقياتها السابقة مع الأسرى خاصة أسرى المؤبدات.
وفي الأثناء؛ صادقت حكومة الاحتلال، أمس، على مخطط استيطاني لإقامة 1324 وحدة استيطانية في مستوطنة (جيلو) الإسرائيلية المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب القدس المحتلة على مشارف بيت لحم.
وسيقام المخطط التوسعي الجديد على مساحة 80 دونماً ويشمل 15 مبنى تتوزع عليها الوحدات الاستيطانية، إلى جانب منشآت استيطانية وشوارع التفافية استيطانية.
يأتي ذلك بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال بلدة العيسوية، وسط القدس المحتلة، والانتشار في العديد من الشوارع الرئيسية في أحيائها ومداهمة عدد من منشآتها السكنية والتجارية، وذلك ضمن سياساتها الاحتلالية تجاه المقدسيين الصامدين في أرضهم.
وإمعاناً في عدوانها؛ فقد أجبرت قوات الاحتلال عائلة فلسطينية على هدم قاعدة منشآت تجارية تملكها العائلة وواقعة في حي رأس العامود بسلوان، جنوب المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وذلك بذريعة البناء بدون ترخيص.
وتفرض سلطات الاحتلال شروطاً تعجيزية ومبالغ طائلة لحصول المقدسيين على التراخيص، التي تمتد الموافقة عليها لسنوات طويلة، وتجبرهم على تنفيذ هدم منازلهم أو جزء منها ذاتياً.
فيما اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة.
وقالت “الأوقاف الإسلامية” إن “المستوطنين نظموا جولات مشبوهة في المسجد الأقصى، وأدوا طقوساً تلمودية استفزازية في باحاته، لاسيما في المنطقة الشرقية، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح”.
وأوضحت أن “المستوطنين تلقوا شروحات عن “الهيكل”، المزعوم، خلال الاقتحام، وسط تضييق شرطة الاحتلال لدخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، حيث احتجزت العديد من هوياتهم عند بواباته الخارجية، إضافة إلى إبعاد العشرات منهم عنه”.
كما واصلت قوات الاحتلال عدوانها بشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، طالت عدداً من الفلسطينيين من بينهم قياديان في حركة “حماس”، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين الذين تصدوا لعدوانهم.
ودعت حركة “حماس” أبناء الشعب الفلسطيني في عموم الضفة الغربية، ومدينة القدس المحتلة، إلى تصعيد المواجهة والعمل المقاوم بكل الوسائل، ضد جرائم الاحتلال، حتى دحره وانتزاع الحقوق وتحرير الأرض والمقدسات.
وأكدت “حماس” أن “الشعب الفلسطيني سيواصل طريق النضال ومواجهة عدوان الاحتلال، معتبراً أن دماء الشهداء الفلسطينيين ستكون وقوداً لانتفاضة الشعب الفلسطيني وثورته المتواصلة”.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة