7.7 مليون دينار قروض ميسرة للقطاع السياحي

– بلغ حجم المبالغ التي اقترضها القطاع السياحي الخاص خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 7.7 مليون دينار، بحسب بيانات صادرة عن وزارة السياحية و الآثار.

 

ووفقا لهذه البيانات، حصل القطاع على قروض بقيمة 6.4 مليون دينار من البنك المركزي، فيما قدم صندوق التنمية والتشغيل قروضا ميسرة للقطاع بقيمة 1.3 مليون دينار.

واستعرضت وزارة السياحة والآثار حديثا لأداء القطاع السياحي خلال الربع الأول من العام، إذ شهد تراجعا بنسبة 9.7 % في عدد السياح مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، ووصل إجمالي عدد السياح إلى 1.334 مليون سائح.
وبالمثل، انخفضت الإيرادات الإجمالية بنسبة 5.6 % على مدى نفس الفترة، واستقرت عند 1.118 مليار دينار أردني.
وأظهرت البيانات أن أكبر انخفاض جاء من السياح الدوليين ( أوروبا و أميركا) لكن ذلك تم تعويضه جزئيا بزيادة أعداد السياح من مجلس التعاون الخليجي و المغتربين الأردنيين، حيث شهدت الفترة مابين تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وآذار (مارس) انخفاضا يصل إلى نحو 252.6 ألف سائح مقارنة بالفترة ذاتها من الأعوام السابقة مع أكبر خسارة صافية حدثت في آذار (مارس) الماضي.
وبحسب البيانات الصادرة إن قياس متوسط الإنفاق لكل فئة (أجنبي، خليجي، عربي، أردني مغترب يمكن استنتاج أن قطاع السياحة في الأردن “فقدت”، أو كان من الممكن أن تحقق مبلغا إضافيا يقدر بحوالي 205 ملايين دينار أردني بين تشرين الثاني(نوفمبر) 2023  و آذار(مارس) 2024 في حال استقبل الأردن نفس أعداد السياح في الفترات الزمنية السابقة أو المماثلة.
ومن الجدير بالذكر أن العملاء الرئيسيين للفنادق هم السياح الدوليون، وبالتالي فإن انخفاض أعدادهم سيقلل بشكل ملحوظ من معدلات إشغال الفنادق وعلى العكس من ذلك، فإن الزيادة في أعداد السياح من دول مجلس التعاون الخليجي والعرب والأردنيين المقيمين في الخارج قد لا تعوض بشكل كامل غياب السياح الدوليين فيما يتعلق بمعدلات إشغال الفنادق نظرا لحقيقة أن هذه الشرائح تمتلك أماكن إقامة خاصة بها ويميلون إلى زيارة المناطق الريفية والتي لا تحتوي على فنادق.
وكان أكبر تأثير للعدوان على غزة ظاهرا بشكل أوضح في قطاع الفنادق خاصة في المثلث الذهبي (العقبة و البترا ووادي رم) حيث انخفضت نسب الإشغال في البترا إلى مستويات قياسية وصلت إلى 3 % يعود ذلك إلى عدد من العوامل منها إلغاء 23 رحلة طيران عارض إلى العقبة من (18) تشرين أول(أكتوبر) – 31 كانون أول(ديسمبر) 2023)
كما ألغت شركة Transavia رحلاتها الأسبوعية (رحلتين أسبوعيا) من باريس إلى العقبة في الموسم الشتوي2023، وألغت شركة Wizz Air خطين للعقبة في الموسم الشتوي 2023، وخط عمان في شباط 2024.
كما ألغت شركة Edelweiss الخط الوحيد للشركة زيورخ – عمان / العقبة) في الموسم الشتوي 2023،
كما ألغت شركة Easylet جميع الرحلات السبعة المقررة لموسم شتاء 2023 إلى العقبة.
أما شركة Ryanair التي خططت لتشغيل 18 خطا (10 خطوط على مدار العام + 8 خطوط في موسم الشتاء) ولكن انتهى الأمر بإلغاء 4 منها إلى عمان وجميع الخطوط السبعة لموسم شتاء 2023 إلى العقبة، كما ألغت 15 خطا لصيف 2024، وبالتالي تشغيل ثلاثة خطوط فقط حتى تشرين الأول من العام  2024.
ومن العوامل المؤثرة ايضا إلغاء 49 رحلة باخرة سياحية إلى العقبة المواسم 2023 – 2024.
ويشكل زوار البترا أكثر من 70 % هم سياح دوليون، حيث انخفضت أعدادهم بشكل كبير بسبب العدوان على غزة.
وأوضحت البيانات أن قطاع المطاعم تأثر أيضا وخاصة سلاسل “الوجبات السريعة” العالمية التي أقرت بانخفاض بنسبة 85 % في الإيرادات بسبب المقاطعة الشعبية لمنتجاتها.
وأشارت البيانات إلى أن أصحاب مكاتب السياحة الوافدة يرسمون صورة مظلمة إلى حد ما، حيث بلغت نسب إلغاء مجموعات السياح الوافدين 90 % للفترة من تشرين الأول(أكتوبر) 2023 إلى كانون الثاني(يناير) 2024 بالإضافة إلى توقع نسبة إلغاء تصل إلى93 % لفترة شباط(فبراير) – حزيران(يونيو) من العام2024.
على الرغم من التأثير السلبي للعدوان على غزة، إلا أن مؤشرات قوة ومناعة القطاع السياحي إيجابية، حيث تتجاوز أعداد المنشآت السياحية المسجلة حديث أعداد تلك التي تغلق، وشواهد هذه الظاهرة واضحة حتى في أوقات الاضطرابات مثل فترة جانحة كورونا والربع الأول من عام الحالي.
وجاءت التوقعات الوزارية حسب بيانها التي تتضمن التزامات وزارة السياحة والآثار برؤية التحديث الاقتصادي نموا سنويا بنسبة 10 % في الدخل السياحي للفترة من 2023 إلى 2033، إذ إن الدخل السياحي المستهدف لعام 2024 هو 4.989 مليار دينار أردني.
وكان أسوأ انخفاض في الدخل السياحي منذ بدء العدوان على غزة في آذار(مارس) 2024، حيث بلغ الانخفاض 12 % أدنى من المستهدف لنفس الشهر، وبالتالي، إذا استمرت هذه الاتجاهات الهابطة (12 %) لبقية عام 2024، فإن الخسارة المحتملة في الإيرادات ستبلغ 131 مليون دينار أردني في الربع الأول من عام 2024، و 275 مليون دينار أردني للنصف الأول من العام نفسه لتصل إلى 599 مليون دينار أردني حتى نهاية العام الحالي وتتطابق هذه الأرقام مع التوقعات التي أجراها منتدى الإستراتيجيات الأردني الذي توقع خسارة بقيمة 135 مليونا للربع الأول من عام 2024 و 270 مليون دينار أردني للنصف الأول من العام الحالي.
‏وجاءت الألولويات حسب بيان الوزارة أن في سبيل تحقيق التحسين المستمر وزيادة مرونة التعامل مع التحديات التي تواجه قطاع السياحة خاصة خلال فترات الاضطراب مثل جائحة كورونا والعدوان على غزة، ستركز وزارة السياحة والآثار على الأولويات التالية خلال عام 2024 وما بعده.
وبينت الأولوية الأولى رؤية التحديث الاقتصادي وستقوم وزارة السياحة والآثار بتحقيق التزاماتها تجاه رؤية التحديث الاقتصادي من خلال متابعة جميع أولويات الحكومة الخاصة بالسياحة، والتي تتألف كل منها من عدد من الأنشطة مع جداولها الزمنية.
كما ستتابع وزارة السياحة والآثار أداء هذه الأنشطة شهريا، وتقدم تقارير إلى وحدة متابعة الأداء الحكومي والإنجاز في رئاسة الوزراء بالإضافة إلى ذلك، ستركز وزارة السياحة والآثار جهودها وأنشطتها لضمان تحقيق النمو السنوي بنسبة 10 % في الإيرادات السياحية كما هو محدد في الرؤية.
وركزت الأولوية الثانية على الربط الجوي، إذ أدى العدوان على غزة إلى تقليص مستوى الطيران بين الأردن وأسواق السياحة نتيجة إلغاء تقليص الوجهات التشغيلية الشركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة مثل Ryanair التي قلصت الوجهات إلى الأردن من 25 إلى 3 وغيرها مثل ‏easyjet جيت التي ألغت جميع رحلاتها، حيث قامت هذه الشركات بتشغيل 2,925 رحلة جوية إلى الأردن التي نقلت  445,856 سائحًا منهم 82 % هم سياح دوليون في العام الماضي.
وتشتمل خطة الوزارة في هذه الأولوية تعويض هذه الانخفاضات عن طريق بحث تقديم حوافز مالية لشركات الطيران مثل شركات الطيران منخفضة التكاليف والطيران العارض والمشغلين العاديين بما في ذلك الخطوط الملكية الأردنية لتوسيع وجهاتها من الأسواق السياحية الحالية والجديدة.
وجاءت الأولوية الثالثة في بيان الوزارة حول الموسمية فإن أحد أكبر التحديات التي تواجه قطاع السياحة الأردني هو موسمية السياحة، حيث يبرز هذا التقلب عددا من المشاكل مثل عدم استغلال الموارد بشكل كاف، وبالتالي تأثير نسب الإشغال في الفنادق، وتقليل الإيرادات والعمالة، وللتقليل التأثيرات السلبية للتقلبات الموسمية، ستقوم وزارة السياحة والآثار بتطوير حملات تسويق وترويج خاصة ومصممة لكل قطاع على حدة، تشمل حوافز مالية للمكاتب السياحية الذين يمددون مدة إقامة السياح إلى أكثر من 6 ليال و حملات تسويق مشتركة، ورعاية للفعاليات والمهرجانات و المؤتمرات الكبيرة في المواسم المنخفضة، وسيتم تطوير خطط التسويق لمواجهة تأثيرات التقلبات الموسمية استنادا إلى أنماط تقسيم السياح (أجنبي، عربي، ومغتربين أردنيين) وكذلك على مستويات أكثر تفصيلا (مستوى البلد).
ومن أولويات الوزارة المنتجات السياحية الجديدة (أسواق جديدة) حيث تسعى وزارة السياحة والآثار لاستهداف أسواق جديدة بما في ذلك الصين وروسيا أفريقيا وإندونيسيا وماليزيا والهند والباكستان والأسواق العربية بما فيها الأجانب المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي.
كما ستركز خطط التسويق أيضًا على مختلف المنتجات مثل السياحة الاستشفائية والعلاجية والسياحة الدينية في أوروبا وروسيا وإفريقيا، حيث تشكل نسبة معتنقي الديانة المسيحية نسبة عالية من السكان في إثيوبيا (64 % مسيحيين) ، وكينيا (85 % مسيحيين)، ورواندا (94 % مسيحيين)، والسياحة الدينية الإسلامية والفئات الأخرى من المنتجات والتي تشمل سياحة المغامرات والمؤتمرات والمعارض؛ ولهذا الغرض، ستقدم وزارة السياحة والآثار حوافز لجذب المؤتمرات الدولية لعقدها في الأردن.
كما ستبني وزارة السياحة والآثار على إعلان الأردن كوجهة إقليمية للسياحة الاستشفائية والعلاجية من قبل الأمم المتحدة للسياحة ولهذا الغرض، وشكلت وزارة السياحة والآثار مجلسا للصحة الذي يضم خبراء في هذا المجال مكلفين بإنشاء إستراتيجية للسياحة الاستشفائية طويلة المدى بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية للسياحة الاستشفائية والعلاجية في البحر الميت بالتعاون مع الأمم المتحدة للسياحة.
وجاءت أولوية الاستثمارات وهي المحرك الرئيسي لتطوير وتقدم السياحة في الأردن، حيث ستقوم وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الأمم المتحدة للسياحة بنشر دليل الاستثمار السياحي للأمم المتحدة” للأردن، بالإضافة إلى ذلك، تقوم وزارة السياحة والآثار حاليا بإجراء مسح شامل لجميع الفرص الاستثمارية السياحية المحتملة في المملكة، والتي ستشكل أساسا لـ “خريطة الاستثمار السياحي” التي ستنشر على invest.jo‏
وأنشأت وزارة السياحة والآثار صندوق تنمية وتطوير القطاع السياحي” وفقا لمعدل قانون السياحة الجديد المنشور حديثا لتمكين ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة ولدعم القطاع في الأوقات الصعبة.
وجاءت أولوية التدريب و التوظيف إذ يوظف قطاع السياحة حاليا 54،856 موظفا، ومعظمهم في قطاع الفنادق والمطاعم.
وستركز برامج التدريب الخاص بوزارة السياحة والآثار وفقا لإستراتيجية التدريب الحديثة على تأهيل وإعادة تأهيل وتطوير مهارات الباحثين عن عمل والموظفين الحاليين وكذلك مقدمي الخدمات في المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى ذلك، ستقدم التدريب للمجموعات الخاصة غير الرسمية مثل مالكي الرواحل الجمال والخيول في البترا، وسائقي مركبات الدفع الرباعي في وادي رم والمرشدين المحليين، وسائقي الحافلات السياحية، والشرطة السياحية، وموظفي مراقبة جوازات السفر في المعابرالحدودية.
وركزت أولوية الوزارة على السياحة الداخلية (أردننا جنة) على الرغم من أن إيرادات السياحة الداخلية لا تسهم في أرقام الدخل السياحي، إلا أن هذا النوع من السياحة هو أداة مهمة تستخدمها وزارة السياحة والآثار لتعزيز و استعادة النشاط الاقتصادي نتيجة للصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المنشآت السياحية في المثلث الذهبي البتراء العقبة، ووادي (رم) بسبب انخفاض السياح الدوليين في هذه المواقع كأثر للعدوان على غزة، حيث استطاعت وزارة السياحة والآثار توجيه السياحة الداخلية إلى هذه المواقع عن طريق توجيه 35,000 سائح محلي إلى المثلث الذهبي من أصل 40,689 في الربع الأول من العام الجاري  من خلال برنامجها (أردننا جنة).
بالإضافة إلى ذلك، تقديم الدعم المالي النقل المجاني، الدليل السياحي المجاني، والخصومات في المطاعم والفنادق و المخيمات الذي تقدمه وزارة السياحة والآثار للأردنيين لذوي الدخل المحدود للاستمتاع بمجموعة واسعة من وجهات السياحة الأردنية وتنشيط الحركة الاقتصادية لمشغلي المنشآت السياحية الفنادق المخيمات والمطاعم، والنقل السياحي، والمرشدين السياحيين، ومكاتب السياحة.
ومن أولويات الوزارة إدارة المواقع فإن المواقع التاريخية مثل جرش، جبل القلعة، ومكاور وأم قيس وأم الرصاص وقلعة عجلون وقلعة العقبة وقلعة شوباك  والتي تعتبر أحد أهم المكونات السياحية الرئيسية، وبالتالي فإن تأهيلها وترميمها وصيانتها أولوية رئيسية لوزارة السياحة والآثار ولهذا الغرض، ستعمل وزارة السياحة والآثار على تنفيذ أكثر من 70 مشروعا ويتضمن هذا الجهد مشاريع حديثة مثل مركز البحوث للدراسات الأثرية وتخزين القطع الأثرية في موقع نويجيس.
كما تعمل الوزارة على تقديم ملف أم الجمال لإدراجها على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.
كما أن التشريعات هي من أولويات الوزارة إذ تم إقرار ونشر معدل قانون السياحة الجديد ويجري العمل على استكمال الأنظمة والتعليمات المرتبطة به، كما ستركز وزارة السياحة والآثار على تصنيف النشاطات السياحية وتسجيلها، مما يترك مهمة الترخيص للسلطات المحلية وبالتالي تحسين وتسهيل رحلة المستثمر.

 محمد أبو الغنم/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة