مشاريع التحريج بعجلون.. فرصة لتعويض الفاقد وتخضير مساحات جرداء

يرى مهتمون بالشأن البيئي، أن الحفاظ على المساحات الخضراء في محافظة عجلون، وزيادتها وتعويض الفاقد جراء الحرائق والتعديات الناجمة عن تحطيبها، يستدعي استمرار حملات التحريج على نحو دوري ومنظم، وضرورة رعايتها وريها باستمرار لضمان نجاحها.
وقالوا إن الحرائق والتعديات والجفاف الطبيعي لبعض الأشجار جراء التغيرات المناخية، قد يهدد الغابات، ويؤدي إلى تراجع المساحات الخضراء على المديين المتوسط والبعيد، لافتين إلى أن بيئة المحافظة وغاباتها وطبيعتها الجميلة، ذات ارتباط مباشر بالتنمية السياحية التي بدأت تشهدها المحافظة.
ويقول الناسط البيئي خالد العنانزة، إن المحافظة يجب ألا تخلو خلال العام، من حملات غراس لأشجار برية، باعتبارها رأس مال المحافظة، وأحد أهم الأسباب التي بدأت تسهم بتنميتها، وتشجع على جذب الاستثمارات المختلفة اليها، مؤكدا أن هذه الأنشطة ينبغي أن تتبناها جهات رسمية وتطوعية وشعبية وأهلية.
ويقول علي القضاة من عجلون، علينا أن ندرك كأبناء للمحافظة، بأن من واجبنا الحفاظ على الرقعة الخضراء وزيادتها، عبر التوسع في مشاريع التحريج، وزراعة المساحات الخالية، او التي تعرضت للتقطيع والحرائق لتعويض الفاقد، داعيا لتنظيم حملات لغرس الأشجار، ضمانا لرعايتها ونجاحها، وألا نتركها للظروف، كما كان يحدث في مشاريع تحريج، وينتهي بجفاف وموت كثير من تلك الغراس.
ويقول حسان عريقات، إن المحافظة تشهد سنويا حملات تحريج في مواقع مختلفة، لتعويض الفاقد جراء الحرائق والتقطيع الجائر، وزيادة الرقعة الخضراء في المناطق الجرداء، غير انها لا تجد لاحقا رعاية ومتابعة، ما يجعلها مهددة بالجفاف، داعيا إلى عدم الاكتفاء بغرس تلك الاشجار، بل توفير الرعاية الضرورية لإنجاح زراعتها، بمتابعتها الدائمة وسقايتها طوال العام، والتركيز على المناطق القريبة من مصادر المياه، وإنشاء خزانات لتجميع مياه الأمطار أو تعبئتها بالصهاريج دوريا، ليتسنى للجميع المشاركة بسقايتها بانتظام.
وطالب الناشط مهند الصمادي، بضرورة توفير الغراس الحرجية باستمرار، وتزويد السكان بها، وتنظيم حملات لزراعة الأشجار الحرجية الملائمة لطبيعة المحافظة في المواقع التي تعرضت للتعدي والحرائق، وتكليف عمال لريها دوريا.
وأكد أن للغابات العديد من الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، مؤكدا أن الغابات والتنوع الحيوي، أثمن من أن نخسرهما لما لهما من دور في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يشار إلى أن حرائق اندلعت قبل اسبوعين، أتت على مساحات واسعة من الغابات الحرجية في منطقة خرقة ضبعا قرب منطقة الصفصافة بمحافظة عجلون، تقدر بزهاء 60 دونما غالبيتها من الأشجار الحرجية، بالإضافة الى بعض المساحات من الأراضي المملوكة لمواطنين، فيما شبت حرائق أخرى في منطقة عبلين، أتت على أشجار حرجية ومملوكة للمواطنين، اذ جرت السيطرة عليها حينها من كوادر الدفاع المدني والزراعة ومجلس الخدمات المشتركة.
يذكر أن مناطق عديدة في المحافظة، سبق وشهدت في أعوام سابقة زراعة أشجار حرجية، سيما في الاحتفالات بيوم الشجرة، إلا انه كان يلاحظ بان كثيرا منها لم تنم، او جفت لإهمالها، ما يستدعي توفير الرعاية الكافية لتلك الغراس، عبر ريها دوريا وتقليمها وتسميدها لتنمو بالشكل المناسب.
ودعت نبيهة السمردلي إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية والتثقيف المجتمعي بخطورة الحرائق، وأثرها السلبي على الغابات والبيئة والتنوع الحيوي والاشجار المعمرة والغطاء النباتي بخاصة للنباتات النادرة او المهددة بالانقراض، والحفاظ على الثروة الحرجية والحد من الحرائق.
ولفتت إلى دور البلديات والجمعيات البيئية ومؤسسات المجتمع المدني، وأندية حماية البيئة المدرسية والمراكز الشبابية والجمعيات البيئية بتنفيذ الأنشطة والبرامج التوعوية، وتشجير المناطق التي تعرضت للحرائق لزيادة الرقعة الخضراء.
من جهته، أكد مدير بيئة المحافظة المهندس نزار حداد، أن الحفاظ على الغابات من التعديات والاستنزاف، وزيادة الرقعة الخضراء مسؤولية جماعية ووطنية، لافتا الى عمق الشراكة مع وزارة الزراعة ومؤسسات الدولة من أجل حياة آمنة وصحية، داعيا لمزيد من زراعة الأشجار وزيادة مساحة الرقعة الخضراء، مشيرا إلى أن الأردن حصل قبل زهاء عامين على منحة من صندوق المناخ الأخضر بقيمة 25 مليون دولار لغايات تتعلق بالمناخ والاستدامة، والتوسع بزراعة الأشجار من الجهات الرسمية والمنظمات المدنية والجمعيات البيئية وعمليات الحصاد المائي.
وأشار مدير زراعة المحافظة المهندس رامي العدوان إلى أن وزارتي الزراعة والبيئة، بدأتا في العام 2019 بتنفيذ خطة لتحريج وزراعة ألف دونم من أشجار الملول والكينا والسدر في منطقة مراعي راجب، التي تبلغ مساحتها 4700 دونم، بينما نفذت مشاريع أخرى جاءت بدعم من مشروع العمالة المكثفة التابع لمنظمة العمل الدولية في محطة تحريج منطقة السماحيات في كفرنجة، اذ حفر 5 آلاف حفرة للغراس، وأنشئت مصاطب لـ3 آلاف حفرة أخرى في المنطقة، بحيث زرعت حينها 1200 غرسة في الموقع الذي جرى تأهيله وتجهيزه لغرس 8 آلاف شجرة حرجية، وتمديد شبكة ري بطول 2000 م موزعة على مساحة 200 دونم، مؤكدا أنه أنجز 80 % من مشروع التحريج الوطني في منطقة راجب (غابة المئوية) والغابة الأخرى، إذ زرعت 30 ألف غرسة تتلاءم وطبيعة المنطقة.
عامر خطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.