مركز تدريب مهني في لواء كفرنجة.. هل يرى النور؟

في ضوء حالة الركود والإشباع في التخصصات الأكاديمية المختلفة، تبرز الحاجة إلى مزيد من الإقبال على التدريب المهني والتعليم التقني، وذلك عبر التوسع بمعاهد التدريب، وهو ما تم الإعلان عنه في توجه لدى المؤسسة العامة للتدريب المهني لفتح معهد تدريب آخر في لواء كفرنجة ليكون الثاني بمحافظة عجلون، وذلك بهدف توسيع الخدمات والتسهيل على الشباب الراغب بالانخراط في برامجه التي يحتاجها سوق العمل.
لكن هذا التوجه، يبقى وفق المسؤولين في المؤسسة، مرهونا باستملاك قطعة الأرض المناسبة، وتوفير المخصصات الكافية ضمن موازنة مجلس محافظة عجلون للعام المقبل.
ويطالب مواطنون في المحافظة، بضرورة تكثيف عقد البرامج التدريبية وزيادة أعداد المقبولين فيها، بمعهد التدريب المهني في مدينة عجلون، بالإضافة إلى المطالب بالانتقال في التدريب على بعض المهن إلى أماكن خارج مقر المعهد، وذلك في ظل تزايد أعداد الراغبين من الشباب والفتيات باكتساب مهارات عملية لمهن مختلفة تؤهلهم لدخول سوق العمل وتلبية حاجاته، لا سيما في مهن جديدة يتزايد الطلب عليها.
وأكدوا، أن النجاحات التي حققها معهد التدريب المهني في عجلون، عبر تدريب آلاف الشباب والفتيات على مهن متنوعة، والتحاق نسبة كبيرة منهم بسوق العمل، تستدعي تكثيف وتنويع برامجه والوصول إلى أطراف المحافظة والمناطق البعيدة عن المعهد عبر فتح فروع جديدة للمعهد، وتكثيف التدريب الميداني.
ويقول المواطن حسان عريقات، إن الشباب الراغبين في الاستفادة من خدمات المعهد التدريبية الكائن في منطقة الجنيد، يضطرون إلى قطع مسافات تتراوح بين 30-40 كم يوميا، وهو الأمر الأكثر صعوبة على الفتيات تحديدا مع قلة وسائل النقل العامة، ما يستدعي من المعهد عمل دورات متنقلة وميدانية للراغبين في تلك القرى النائية، والتشارك مع المؤسسات الأهلية والمجتمع المحلي لإنشاء مقرات دائمة لعقد الدورات التدريبية.
وأكد عريقات، أن توفير فروع أو مقرات دائمة لمعهد التدريب المهني في المناطق البعيدة كلواء كفرنجة، سيشجع الكثير من الشباب والفتيات المتعطلين عن العمل على الالتحاق بدورات تدريبية على مهن متعددة يقدمها المركز، داعيا الجهات المعنية إلى إيجاد مقر دائم للتدريب في كفرنجة، ما سيوفر على المتدربين أجور ومشاق التنقل.
ويرى عضو مجلس المحافظة السابق محمد العنانبة، أن إتاحة فرصة التدريب للشباب والفتيات في القرى البعيدة عن المركز ستمكنهم من الاستفادة من خدمات المعهد التدريبية، خصوصا في العديد من المهن التي يحتاجها سوق العمل، والتي أتاحت للكثيرين من الشباب الالتحاق بفرص عمل جيدة، لا سيما في القطاعات الصناعية والسياحية، مطالبا باستحداث برامج جديدة تلبي احتياجات السوق المتزايدة والمتطورة.
ودعا إلى دعم برامج رفع القدرات للعاملين في القطاع السياحي، وتكثيف برامج التدريب والتأهيل لمزودي الخدمات السياحية ومقدمي التجارب المحلية السياحية بالتعاون مع المعهد، خصوصا أن 90 % من خريجي السياحة والفندقة وجدوا فرص عمل لهم داخل وخارج المحافظة وبأجور جيدة.
وأعلن مدير مؤسسة التدريب المهني المهندس أحمد الغرايبة، عن توجه المؤسسة لفتح معهد للتدريب المهني في لواء كفرنجة، حيث أبدت مديرية الزراعة رغبة في توفير قطعة الأرض للمشروع، معربا عن أمله بأن يقوم المجلس ضمن موازنة العام القادم بتخصيص ما يلزم من مبالغ لغايات الدراسات والبدء بتنفيذ المشروع.
وثمن الغرايبة، جهود وتعاون مجلس المحافظة مع المؤسسة وتحديدا مع معهد عجلون ودعمه ماديا من خلال موازنة المجلس منذ عام 2018 بقيمة 600 ألف دينار لفتح تخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل، وأعمال صيانة وتأهيل للمعهد نظرا للدور الريادي الذي يقوم به في مجال التدريب والتأهيل لأبناء وبنات المحافظة.
بشأن ذلك، أكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، حرص المجلس على التعاون والشراكة مع مؤسسة التدريب المهني، لافتا إلى ما حققه معهد عجلون من استقطاب وتدريب لأبناء المحافظة على مهن مختلفة تخدم سوق العمل والنجاحات التي حققها، مشددا على أن الجميع يعمل بتناغم، ومبديا في الوقت ذاته استعداده وأعضاء المجلس لدعم المعهد وتنفيذ خططه وبرامجه.
إلى ذلك، أشار الغرايبة إلى التوجيهات الملكية السامية للاهتمام بالتدريب المهني والتعليم التقني وتزويد الشباب بمهارات يحتاجها سوق العمل، وتمكين الشباب نحو مستقبل مهني يؤمن لهم حياة كريمة ويسهم في التحاقهم بسوق العمل.
وأضاف أنه خلال لقائه مؤخرا مع رئيس وأعضاء مجلس محافظة عجلون، أن المؤسسة تعمل على تطوير البرامج التدريبية وإنشاء مراكز متميزة وفق المعايير العالمية للتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل وصولا إلى رؤية واضحة ومحددة لتطوير التدريب المهني ، مشيرا إلى أن رؤية التدريب المهني تهدف إلى إعداد الشباب لتلبية احتياجات سوق العمل، وتدريب العاملين الحاليين، ورفع كفاءاتهم، ومواكبة التطورات التكنولوجية، واستحداث البرامج التدريبية، وتحسين المنظومة التدريبية بشكل عام، بما يتماشى مع التوجه نحو مهن المستقبل، ولا سيما المهن المرتبطة بالاقتصاد الأخضر والمهن المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة.
وبين الغرايبة، أن تطور واقع التدريب في المؤسسة من خلال البرامج التدريبية المرتبطة بالمستويات المهنية، والتي يجري من خلالها إعداد المتدربين لتمكينهم من مستويات العمل الأساسية الثلاث؛ محدد المهارات، الماهر، المهني، بالإضافة إلى البرامج الطويلة كالدبلوم الفني والثانوي التطبيقي البريطاني (BTEC) بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، كما تعمل المؤسسة على برامج رفع الكفاءة الفنية التي يلتحق بها العمال الممارسون في سوق العمل من أجل رفع كفاءتهم الفنية في مجال تخصصهم، وهي تضم نوعين من البرامج؛ الأولى تدريب لرفع كفاءة العمال الممارسين ضمن المستوى المهني الواحد، والثانية برامج تدريب رفع كفاءة العمال الممارسين وتمكينهم من الانتقال من مستوى مهني إلى المستوى المهني الذي يليه.
وأوضح، أن تطور البرامج التدريبية في مجال السلامة والصحة المهنية هدفه تدريب العاملين في المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص، ورفع كفاءتهم في مجال السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى برامج تدريب المدربين والمشرفين بهدف إعداد المدربين المهنيين، ورفع كفاءتهم في أساليب التدريب والتعليم وبناء قدراتهم.
وأكد الغرايبة، أن المؤسسة على تطوير البرامج لديها، واستحداث برامج جديدة لمواكبة المهارات والكفاءات المطلوبة في سوق العمل، بالشراكة مع المصانع والشركات بالقطاع الخاص؛ مثل التدريب عبر الواقع الافتراضي والواقع المعزز (VRAR)، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمهارات الخضراء التي تسهم في الحفاظ على البيئة، ومنها إدارة النفايات، وإدارة المياه، وتقليل التلوث، والطاقة المتجددة، السيارات الهجينة والكهربائية، والبرامج الزراعية الحديثة، بالإضافة إلى المهارات التي تحافظ على التغير المناخي والبيئة وارتباطها بالتكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى أن هذه المهارات تستهدف المهندسين خريجي تكنولوجيا المعلومات، وخريجي التخصصات الأكاديمية الراكدة والمشبعة.
وبين أنه يوجد في المؤسسة حوالي 128 برنامجا تدريبيا معتمدا من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، موزعة على 30 معهدا تضم 265 مشغلا تدريبيا، لافتا إلى بدء التسجيل في المعهد إلكترونيا حيث من المتوقع قبول 8 آلاف طالب وطالبة، وسيبدأ التدريس في 16 من الشهر المقبل.
بدوره، عرض مدير معهد عجلون المهندس معتصم القضاة، إنجازات المعهد وعدد المتدربين والخريجين منذ عام 2003، مبينا أن هناك زهاء 200 مشروع ريادي لخريجي المعهد وفق مهن مختلفة تدربوا عليها ونسبة التشغيل بين الخريجين تجاوزت 70%، لافتا إلى الخطة الإستراتيجية للمعهد حتى عام 2026، ومثمنا كذلك تعاون مجلس المحافظة ودعمه للمعهد.
عامر خطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.