بعد رفض إسرائيل وأميركا.. ما مصير الخطة المصرية؟

– بعد تبني القمة العربية غير العادية التي عقدت أول من أمس في القاهرة، الخطة المصرية لغزة، وإعلان إسرائيل والولايات المتحدة، رفضهما للخطة باعتبارها لم تعالج حقيقة الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المدمر، أكد مراقبون أن الدول العربية قادرة على تقديم خطة محكمة تساعد في إعادة الإعمار، وتشجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تحفيز مشاركة الشركات الأميركية في مشروعات إعادة الإعمار.

وأضاف هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، بأن الدول العربية قادرة أيضا على اتخاذ موقف عربي حازم في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والحصول على ضمانات بشأن خريطة طريق ومسار واضح لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، فضلا عن قدرتها على إقناع الرأي العام الأميركي، وإقناع إدارة ترامب بممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل، واستغلال غضب أهالي الرهائن للضغط على رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لقبول تنفيذ خطة السلام ووقف إطلاق النار.
وأعلنت إسرائيل رفضها الخطة المصرية لقطاع غزة، معتبرة أنها لم تعالج حقيقة الوضع في القطاع الفلسطيني المدمر، ومؤكدة أن حركة حماس لا يمكن أن تبقى فيه.
من جهته، أعلن البيت الأبيض رفضه للخطة المصرية قائلاً إنها لا تعالج الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، بريان هيوز إن “الخطة الحالية لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا، ولا يمكن للسكان العيش فيها وسط الأنقاض والذخائر غير المنفجرة”.
وأضاف إن الرئيس ترامب ما يزال ملتزما برؤيته لإعادة إعمار غزة خالية من حركة حماس، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة تتطلع إلى مزيد من المحادثات بشأن هذه القضية.
إعادة الإعمار
وفي هذا الاطار، يقول الوزير الأسبق مأمون نور الدين، إن إسرائيل بعيدة كل البعد عن الدخول في مناقشات حول حل سياسي نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ يعارض أعضاء حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو اليمينية المتطرفة بشدة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ما يزيد من التكهنات حول رغبة إسرائيل باستئناف الحرب.
وأضاف نور الدين: “كان من المتوقع أن تواجه الخطة المصرية تحديات وعراقيل، ورفضا من قبل تل أبيب وواشنطن، لكن إذا تمكنت الدول العربية من تقديم خطة محكمة تساعد في إعادة الإعمار، وتغري الرئيس ترمب بمشاركة الشركات الأميركية في مشروعات إعادة الإعمار، فهذا سيؤدي إلى احتمالية لقبول إدارة ترامب بالخطة”.
وتابع: “القمة العربية الطارئة في القاهرة أكدت الموقف العربي الجماعي الرافض لمقترحات التهجير، والدول العربية أيدت بشكل كامل الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، خاصة أن الخطة المصرية وضعت مسارا لسياق أمني وسياسي جديد في القطاع.”
يشار إلى أن الخطة المصرية التي تبنتها القمة، قدرت قيمتها بـ53 مليار دولار من أجل إعادة بناء غزة على مدى خمس سنوات، ونصت على مرحلتين لإعادة الإعمار، مقترحة إنشاء صندوق تحت إشراف دولي يضمن كفاء التمويل وكذلك “الشفافية والمراقبة”.
رؤية سياسية
من جهته، قال السفير السابق أحمد مبيضين إن الخطة المصرية تقدم رؤية سياسية لمستقبل قطاع غزة، من خلال إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع بعد مغادرة حركة حماس، وهو ما قد يحظى بقبول دولي وإقليمي إذا توافرت الضمانات اللازمة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وأضاف مبيضين: “تنفيذ الخطة يتطلب إصلاحا حقيقيا للسلطة الفلسطينية”، مؤكدا: “بالطبع إسرائيل سترفض كل الخطط العربية وغير العربية التي لا تقدم من قبل الولايات المتحدة.”
وأشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو معني بالتنسيق مع إدارة دونالد ترامب في كل المواقف، والابتعاد عن أي خلافات سياسية، لافتا إلى أن تل أبيب لن تقبل أي خطة لا تضمن لها احتلال قطاع غزة بالكامل.
وأشارت الخطة المصرية إلى أنه “جار في الوقت الحالي، ولغرض إدارة المرحلة المقبلة وبقرار فلسطيني، تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، علما أنها ستكون لجنة مستقلة مكونة من تكنوقراط وشخصيات غير فصائلية، تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وذلك تمهيدا لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة بشكل كامل لقطاع غزة.”
ولتحقيق هذا الهدف، تعمل مصر والأردن على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في قطاع غزة.
ضمانات أمنية
بدوره، قال المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، إن إسرائيل اليوم معنية بتغييب حركة حماس وتحييدها عن المشهدين السياسي والعسكري في قطاع غزة، لافتا إلى أن حكومة نتنياهو اليمينية تبحث عن ضمانات لأمنها في أي خطة مطروحة.
وأضاف الحجاحجة: “الواضح للجميع أن تل أبيب لا ترغب بالتسوية السياسية للصراع، وحكومة نتنياهو تتجنب أي خطة يمكن أن تؤدي إلى ذلك”، مشددا على ضرورة وجود ضغوط حقيقية على إسرائيل من أجل قبول إسرائيل بالخطة المصرية.

زايد  دخيل/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة