الهوية الوطنية والسردية الأردنية


عمر سامي الساكت

 

تعزيز الهوية الوطنية الأردنية إلى جانب الولاء لتراب الأردن ومليكه وحكومته وشعبه، يتطلب الإلتفات الى إحتياجات ومطالب أبناء العشائر وخصوصاً في المناطق النائية (إن صح التعبير) فالأردن ليست عمان الحبيبة فقط، وكذلك لا بد من  العمل على حل التحديات والعقبات والمعوقات التي تحول دون تأمين حياة كريمة تشعرهم بأهميتهم وعمقهم التاريخي على تراب الوطن، ومن جهة أخرى لا بد من الإلتفات إلى بقية أبناء نسيج المجتمع الأردني الواحد وبالأخص الأردنيون من أصول فلسطينية فهم جزء أساسي واسع ولا يتجزأ من الأردن تاريخاً وتراثاً بحيث يشعرهم بالعلاقة الوطيدة التي تربطهم وتربطنا جميعا ًبتراب الأردن الغالي، فالمساوة الكاملة بين أبناء نسيج المجتمع الأردني الواحد وهي ليست مجرد شعار فقط، بل تطبيق على أرض الواقع وليس فقط في تشكيل الحكومات وبعض الوظائف السيادية بل تحقيقها في شتى مناحي الحياة السياسية والإجتماعية والذي يتمثل بسيادة القانون وتساوي الفرص.

مشروع “السردية الأردنية” هو فكرة ريادية خلاقة توضح بصراحة مفهوم الهوية الوطنية الأردنية وعلاقتها الوطيدة بالهوية الوطنية الفلسطينية، والهوية النضالية ، وتوضح السردية دور أبناء العشائر والأردنيون من أصول فلسطينية وجميع الأصول الطيبة في بناء الأردن، وأعتقد أن هذا يتطلب معرفة التاريخ الأردني العريق والعميق منذ ممالك الأردن القديمة قبل الميلاد حتى دور الأردن وقبائلها في فتح بلاد الشام وفتح مصر المحروسة، كذلك دور الأردن في النضال على التراب الفلسطيني كما أعتقد يجب الفصل بين التصرفات الفردية وحتى الفئوية التي أضرت أو تسعلى لإيذاء الأردن والفصل بين مكون من نسيج المجتمع الأردني، كما أعتقد لا بد من تجريم من ينكر الهوية الوطنية الأردنية من الأردنيين،

لقد لعبت فئة محدودة في انكار الهوية الوطنية الأردنية ومحاولة طمسها وتزوير التاريخ الأردني بل وصلت لدرجة ادعاء أنها كيان مصطنع من نتاج سايكس وبيكو، أو أنها أرض ممر لا مقر، أو أنها صحراء امتداد لفلسطين، أو جزء بسيط من بلاد الشام وليس هناك في التاريخ شئ اسمه أردن، وحجج واهية أخرى يدعيها بعض الإسلاميون والإسلام منها ومنهم براء، بأن الأوطان أرض الله ولا يعترفون ببلد أو وطن محدد.

 

حمى الله الأردن تراباً وشعباً وملكاً.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.