عجلون… حيث المطر لا يروي الظمأ //د. باسم القضاة

في إحدى حلقات البرامج التلفزيونية، قيل عن عجلون إنها أكثر مناطق الأردن هطولاً للأمطار. ومن المفارقات المؤلمة، أن مياه الشرب لا تصل أهلها إلا مرة كل أسبوعين أو ثلاثة، وكأن الخير الذي يهطل من السماء، لا يجد من يوصله إلى البيوت العطشى.
فهل هي أزمة إدارة؟ أم أن أفكار التنمية وعدالة التوزيع لم تصل بعد إلى جبال عجلون الشامخة؟
هل هناك جهد مشترك لحرمان هذه المحافظة من أبسط حقوقها، أم أن من يتولون مناصبهم من أبناء عجلون، يخشون على كراسيهم إن طالبوا، أو صدحوا بالحق؟
أم أنهم ببساطة، أضعف من أن يكونوا مؤثرين؟ ليس لأنهم لا يملكون القوة، بل لأن ثقافة الخوف الموروثة كبلتهم، وتناقلها الأبناء عن الآباء، حتى بات الصمت عادةً، لا استثناء.
لكن، والله، أهل عجلون ليسوا كذلك.
هم كرماء، أهل نخوة، لا يرضون بالظلم، لكنهم ربما اختاروا الصمت “لأجل الوطن”، ظناً منهم أن الصبر أفضل من الانفجار. لكن، إن اشتعلت النار، فلن تطفئها كل مياه عجلون، ولا تلك التي تُسحب منها إلى العاصمة.
الماء حق، والمطالبة به واجب، وليس خيانة.
وما من وطن قوي إلا بصوت أبنائه حين يطالبون، ويغضبون، ويصونون أرضهم وأهلهم.