توثيق اللحظات: بين الذكرى والتاريخ //د. باسم القضاة

إنّ توثيق تفاصيل الحياة، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، شخصية أم مجتمعية، لا يُعدّ ترفًا أو تكرارًا عابرًا، بل هو فعلٌ واعٍ لحماية الذاكرة من النسيان، وصون الحقيقة من التحريف.
فالصور، على بساطتها الظاهرة، تختزن في طيّاتها ما تعجز الكلمات أحيانًا عن وصفه؛ لحظة دفء، نظرة محبة، أو حتى ملامح من غابوا عنا لسبب أو لآخر. وإن كانوا قد ابتعدوا، تبقى صورهم شاهدة على حضورهم في القلب والوجدان.
أما على صعيد الشعوب والأمم، فإن التوثيق يشكّل صمام أمان للهوية والتاريخ. فحين تُهمل الوقائع ولا تُدوَّن، يصبح المجال مفتوحًا لمن يكتب التاريخ كما يشاء، صدقًا أو كذبًا، دون رقيب أو حسيب. وعندها تضيع الحقائق، ويُختزل الماضي في روايات قد لا تمتّ إلى الواقع بصلة.
إنني أؤمن بأن الصورة ليست مجرد انعكاس بصري، بل هي جزء من الحياة اليومية، ونبض من ذاكرتنا الجمعية والفردية. ولهذا، أحب الصور، وأحرص على توثيق اللحظات، لأنها وحدها تملك القدرة على إيقاف الزمن، وتخليد ما يستحق أن يُخلّد.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة