صائب جريس الربضي ،، نشعر بوجعك وهمك

منذر محمد الزغول
=
صائب جريس الربضي كما عرّف عن نفسه اليوم في تصريحات لأحد المواقع الإخبارية هو مُستثمر أردني يحمل الجنسية الأمريكية منذ زمن طويل ويقيم فيها ، حيث قرّر قبل عدة سنوات أن يلبي نداء جلالة الملك ويتجه للإستثمار في مسقط رأسه في محافظة عجلون التي عشقها وأحبها و لم ينسى طوال سنوات غربته هوائها العليل وجمالها الآخاذ وذكريات الصبا والآباء والأجداد.
كما أن صائب هو إبن عشيرة الربضي تلك العشيرة الضارب جذورها بالتاريخ والتي سكنت جبال عجلون منذ مئات السنين بالقرب من قلعتها و محيطها ، فإكتسب رجالات هذه العشيرة من وعورة وصعوبة المنطقة القوة والصلابة والجدية في العمل ، لذلك ترى أبناء عشيرة الربضي تحديدا يمتازون بالقوة والتصاقهم بالأرض وحب زراعتها ، بل يصل حبهم للأرض الى حد العشق .
للأمانة شخصياً لا أعرف صائب الربضي ولا أظن أنه يعرفني أيضاً ،ولا أتوقع أنني التقيته في حياتي سوى مرة واحدة في مكان عام ، حيث كان اللقاء عابراً لم يستمر سوى لبضع دقائق ، الأمر الذي لم يمكنني من التعرف على هذا الرجل ولا بماذا يفكر ولا أي شيء عن طبيعة عمله واستثماره ، إلا أنه شأني شأن الكثير من أهالي المحافظة وزوارها نشاهد صباح مساء هذا الإستثمار المتعثر الذي أصبح حديث الشارع العجلوني منذ عدة سنوات ، ولا نعرف أي سبب مُقنع حول أسباب تعثره وعدم اكتمال العمل فيه ، بالرغم أننا كنا نأمل أن يكون هذا الإستثمار من أقوى الإستثمارات على مستوى محافظة عجلون والوطن ، لكن يبدو أن الأمور لم تكن تجري حسب ما كان يرغب الربضي ويريد .
للأمانة أيضا سمعنا الكثير عن أسباب تعثر هذا المشروع الكبير ، منها على سبيل المثال لا الحصر تجاوزات في الحد المسموح فيه من الطوابق وغير ذلك من الأسباب التي قالوا إنها أحدثت تشوه بصري لقلعة عجلون ، رغم قناعتي أن الرجل لم يكن يعلم بكل هذه الأمور ، فالرجل قادم لوطنه ومحافظته ليستثمر رغم أن استثماراته خارج الأردن تكفيه لعشرات السنين وليس بحاجة ماسة للإستثمار في الأردن إلا ليلبي نداء الوطن وقائد الوطن وليترك له بصمة في مسقط رأسه .
على كل الرجل كما علمت أيضاً غرر فيه من البعض وتم إيهامه أن لا تجاوزات في إستثماره الكبير وأن الأمور تقع جميعها ضمن الأسس والقوانين ، فقد وثق الرجل بالبعض الذين هم أساس الفشل وراء العديد من الإستثمارات وهروب الكثير من المستثمرين ، بالرغم أن الربضي ما يزال يحاول ويصر على عدم الهروب ويؤكد أنه جاهز لتصويب أي مخالفات نتجت عن استثماره ومشروعه ، وهو أيضا جاهز لأي حل يقع ضمن الأنظمة والقوانين ، حتى وصل به الأمر أنه قال أنه جاهز لهدم استثماره والرجوع لأمريكا إن كان في هذا الامر الحل المناسب .
أخيرا ، أقسم أنني ما كتبت هذا المقال إلا من باب إنصاف الرجل الذي لا يعرفني ولا أعرفه ، ثم إنني أكثر ما أكرهه في حياتي هو عملية تطفيش المستثمرين وإستغلالهم ، فكيف اذا كان هذا المستثمر من أبناء جلدتنا ومنطقتنا ، وكان وما يزال جل همه أن يستثمر في مسقط رأسه في جميلة الجميلات عجلون التي أحبها وعشقها ، وكان ينتظر بفارغ الصبر أن يأتي ذلك اليوم الذي يخدم فيه محافظته وأهله ووطنه ، لذلك أتمنى على أصحاب القرار في وطني أن نشاهد نهاية قريبة سعيدة لقصة معاناة و استثمار صائب الربضي التي طالت دون يلوح في الأفق أي بصيص أمل لإيجاد الحلول المناسبة ، متمنيا أيضا أن ينجلي هم ووجع الرجل وأن لا يندم أنه فكر بالإستثمار بوطنه ومحافظته .
والله من وراء القصد
بقلم/ منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية
عضو مجلس محافظة عجلون
وأنا لا أعرف هذا المستثمر صائب الربضي شخصياً ، ولكني كنت قد رأيت صورته أثناء محاولة ترشحهِ للانتخابات النيابية في الأردن للدورة الأخيرة . قد سمعت مؤخراً فيديو له يشرح فيه مأساته في إستثماره في وطنه الأم الأردن وفي مسقط رأسه في محافظة عجلون ، وإني لأستغرب وأستهجن بأنه قد صُدت في وجههِ جميع المنافذ ليرى إستثمارهِ النور في عجلون ، وإني لأشتم بأن هناك من هم في الظلام يدفعون بإتجاه تعثر هذا الإستثمار الضخم الذي يُعانق القلعة التاريخية ، ولكني ما زلت ُ أجزم بأن في أردن أبي الحسين رجالاً ومسؤولين لديهم حس الوطنية والأمانة قادرين على فكفكة خيوط القضية وحلها في أسرع وقت ممكن بعيداً عن المحسوبيات والمصالح الضيقة . فالدولة بالتأكيد دولة قانون ومؤسسات وليست دمية كرتونية ، حمى الله الوطن وقائد الوطن .