الأوضاع الإنسانية و مخاطر إطالة أمد حصار غزة // سري القدوة

ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52,829 شهيدا، 119,554 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2,720 شهيدا، و7,513 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار، بينما وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 19 شهيدا، بينهم شهيد تم انتشاله، و81 إصابة، وما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم .
تواصل حكومة الاحتلال عدوانها الظالم على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الجماعية الممنهجه في قطاع غزة والتي تتسبب في انهيار شبه كامل للخدمات الجراحية، خاصة لأمراض الشبكية واعتلال الشبكية الناتج عن السكري والنزيف الداخلي، وقد أفادت مصادر طبية بأن القطاع الصحي يشهد عجزا خطيرا في المستهلكات والأجهزة الطبية الخاصة بجراحات العيون، حيث إن 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، فيما أن 4000 آخرين مهددون بفقدانه، وأن مستشفى العيون الوحيد بمدينة غزة لا يمتلك حاليا سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تستخدم بشكل متكرر، ما يضاعف المخاطر على حياة المرضى ويمنع إنقاذهم، وأن العديد من إصابات العيون الناجمة عن الانفجارات تحتاج إلى مواد طبية مثل الهيلون والخيوط الدقيقة، وهي على وشك النفاد الكامل، وقالت المصادر الطبية إن مستشفى العيون على وشك إعلان فقدان القدرة على تقديم أي خدمات جراحية، ما لم يتم التدخل الفوري والعاجل من الجهات المعنية والمنظمات الدولية وان الاحتلال يمنع منذ أكثر من تسعة أسابيع دخول جميع المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية إلى قطاع غزة .
وتواصل حكومة الاحتلال استكمال مخططها وشروعها بوضع مخطط للسيطرة الكاملة على قطاع غزة من خلال طرحها لما أسمته الخطة الأميركية الإسرائيلية الأخيرة، التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات إنسانية محدودة في غزة إلى شركات دولية لا تمت إلى العمل الإنساني بصلة، وأن هذه الخطة تمثل مشروعا عنصريا خطيرا يهدف إلى عزل الفلسطينيين في معازل سكنية “غيتوهات” مغلقة ومعسكرات فصل عنصري، وتجريدهم من أبسط مقومات الحياة، في مسعى لإذلالهم ودفعهم نحو الهجرة القسرية .
وتأتي الخطة المطروحة حاليا لتعزيز الاحتلال وسيطرته على قطاع غزة وفي نطاق المخطط الأوسع والمتكامل لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال استهداف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومحاولة إنهاء دورها الإنساني والتاريخي، وأن هذه السياسات تنتهك القانون الدولي الإنساني وتمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي .
جرائم الاحتلال الإسرائيلي فاقت كل التصورات، ويجب تكريس الجهود الدولية والتدخل لوقف الحرب وسياسة التجويع، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع فورا، ويجب على العالم ان لا يقف متفرجا على جرائم إسرائيل بحق شعبنا، وباتت القيم العالمية على المحك، وأنها فشلت في تحقيق العدالة على مدار نحو عشرين شهرا، وأن انهيار القيم الإنسانية العالمية سيكون كارثيا على العالم أجمع .
لا بد من المجتمع الدولي ومختلف دول العالم الحر والضمير الإنساني التحرك من اجل العمل على وقف القتل والإبادة الجماعية ورفع الحصار الدامي الإرهابي عن قطاع غزة ورفض هذه السياسات العنصرية، ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني والتمسك بمرجعية الشرعية الدولية في تحقيق العدالة والحرية .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com