“انقلاب” ترامب.. كيف يهدد مستقبل نتنياهو؟

يُنذر “انقلاب” الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمخاطر داخلية لا تهدد بقاء حكومة الأخير وتماسك ائتلافه فحسب، بل تشكّل تهديدًا وجوديًا له، عبر سيناريو متسلسل قد ينتهي به إلى السجن الذي كان قريبًا لولا هجوم السابع من أكتوبر 2023، وفق مراقبين.



ومع تأكيد ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، لشبكة “سي إن إن” أن نتنياهو فَقَدَ نفوذه في واشنطن حاليًا، مع فقدانه “الكثير من الأوراق” التي يمكن أن يستميل بها ترامب، فإن مصاعب كثيرة تنتظره من حكومته إلى ائتلافه حتى حزبه، ثم بداية “وقت المحاسبة”.

وفي حال فرض ترامب، “الذي يخشى نتنياهو معارضته ونقده” بحسب بينكاس، وقفًا للحرب على غزة، وتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي “سيسقط إلى الأرض بعدما حلّق عاليًا” بحسب تعبير سابق لوكالة “أسوشيتد برس”، وبخاصة بعدما أضعفت جبهاته المتعددة “أعداء إسرائيل” في المنطقة.

لكن ماذا سيحدث لو توقّفت حرب غزة، وسارت المفاوضات بين إدارة ترامب وطهران على عكس ما يشتهي نتنياهو؟.

الائتلاف والحكومة

سيهدد شركاء نتنياهو المتشددون في الائتلاف بإسقاط الحكومة إذا لم يستأنف حرب “إسرائيل” على غزة.

بل سبق أن استقال أحدهم، وهو وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، كما أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، كثيرًا ما يلوح بالاستقالة في حال وقف الحرب على غزة، ما يهدد استمرار الحكومة مع استقالات أخرى غير مستبعدة؛ مثل وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية، عميحاي شيكلي، وهو وزير في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، والذي كثيرًا ما لوّح بالاستقالة.

على صعيد الائتلاف، فقد هدد بن غفير قبل أربعة أشهر، بسحب حزبه اليميني المتشدد “عوتسما يهوديت” (القوة اليهودية) من الائتلاف الحاكم في “إسرائيل”، وذلك ردًا على الهدنة مع حماس، فكيف في حال إنهاء الحرب، لا سيما وأنه حزب يميني آخر من الائتلاف الحاكم، فقد يؤدي ذلك إلى إسقاط الحكومة.

المعارضة مستعدة

منذ 18 شهرًا والمعارضة الإسرائيلية تحشد بانتظار لحظة انتهاء الحرب، لعودة المظاهرات الصاخبة بمحيط منزل نتنيناهو، حيث هناك ملفات لم تغلق؛ مثل الفشل في توقع هجوم السابع من أكتوبر، والقتل المتعمّد للأسرى الإسرائيليين أثناء احتجازهم في غزة، فضلًا عن ملفات الفساد.

كما أن أي انتخابات مبكرة، من المتوقع أن تقصي نتنياهو، مع صعود قوى يمينية أخرى مثل منافسه السابق، نفتالي بينيت، الذي يحّضر لعودة قوية عبر حزب جديد، والذي دفعته معاداة نتنياهو لإنشاء أهم ائتلاف تصدّى للأخير بالتعاون مع يائير لبيد زعيم “يوجد مستقبل”.

والمعارضة الأشد يتوقع أن يواجهها نتنياهو داخل حزبه، مع تزايد الضغوط داخل الليكود من أجل التغيير، والتفكير في مرحلة ما بعد نتنياهو، مع انتقادات علنية من تحوّل الحزب إلى رهينة لعائلة واحدة، في إشارة إلى نفوذ زوجته سارة.

المحاكمة ومصير أولمرت

نهاية الحرب، وانفراط الائتلاف، وخسارة رئاسة الحكومة، تعني بدء المحاسبة والمحاكمة على قضايا الرشوة والفساد، ووفق “جيروزاليم بوست” فإن نهاية 2025 وبداية 2026 ستكون حاسمة بشأن مصير نتنياهو الذي قد لا يختلف عما واجهه رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت الذي حُكم عليه بالسجن 6 سنوات بتهم الرشوة التي يحاكم عليها نتنياهو.

 

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة