استراتيجية إعلامية مرة ثانية وعاشرة


نسيم العنيزات

إن حديثنا في المرة السابقة واليوم عن ضرورة وجود استراتيجية إعلامية ليس عبثا او ترفا، بقدر ما هو ضرورة وطنية لمعرفة البوصلة وتحديد الاتجاهات.
فلا يجوز ان نبقى على هذا الحال وفي الدائرة نفسها والعمل بأسلوب الفزعة بناء على ردات الفعل للدفاع عن مواقفنا وإجراءاتنا في ظل هجمات ممنهجة وحملات تشككيك تحاول النيل منا تبعا لأجندات او مصالح ضيقة.
وتحتاج الإستراتيجية إلى من يرعاها ويتبناها ويرسم ملامحها ويبرز خطوطها ليصار بعدها إلى عقد لقاءات وندوات تؤكد على رسالة الدولة ومواقفها الثابتة حيال مختلف القضايا والملفات الداخلية والخارجية.
ولا بد من التركيز والتشبيك مع الإعلام الخارجي بمختلف مؤسساته وانواعها والتواصل مع اعلامييها وصحفييها لاطلاعهم على الموقف الأردني الحاضر والمستقبل في القضايا العالمية وملفات المنطقة.
فكم هي المواقف التي هُضم حقنا فيها وتم تجاهل دورنا إزاءها، لا بل تعدت في بعض الأحيان إلى نكران وجحود، وقلب الأمور ضدنا لنبدأ بعدها بالدفاع عن أنفسنا، وكأننا متهمون، في حين أن مواقفنا لا تخفى على أحد ويراها كل ذي بصيرة يرى الأمور بعين العدالة والحق والانصاف.
لذلك لا بد من التواصل المستمر مع الإعلاميين -واقصد هنا محليا – بعيدا عن الانتقائية ودون إقصاء، او تتبع مسؤوليتها لوضع الوسط الصحفي بآخر المستجدات وتزويده بكامل المعلومات، لا ان يبقى تائها يبحث عنها من مصادر اخرى او يتفاجأ بها في وسيلة إعلامية خارجية.
الأمر الذي يعزز المعرفة ويقوي الموقف ويدعمه، مما يمكننا من تحديد الأدوات في استخدام المعلومات واتخاذ خطوات استباقية لشرح الموقف او التعبير عن الرسالة المراد ايصالها.
وحتى نتمكن من تحقيق اهدافنا وتوضيح رسالتنا علينا ان نوازي ونسير بخطين متوازيين في مخاطبة الجمهور المستهدف، وهنا أقصد داخليا وخارجيا فهناك قضايا داخلية تهم المواطن والمجتمع المحلي يستوجب آلية معينة في تحديد نوعية الخطاب وكيفية ايصاله بوضوح وشفافية لا لبس فيه.
وهناك قضايا معني بها الرأي العام العالمي والدولي وانظمته لذلك علينا ان نأخذها بعين الاعتبار ونكون جاهزين لها مسبقا حتى لا نرتبك ونبدأ بإطلاق رصاصات طائشة دون تحديد الهدف او معرفته في حال تمت الإساءة لموقفنا او التشكيك به او أطلق مغرض إشاعة او دس سُما في معلومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.