ماذا تحمل الأيام في طياتها لجميلة الجميلات عجلون ؟!

منذر محمد الزغول
=
بداية أؤكد أن سر تفاؤلي بمستقبل جميلة الجميلات عجلون ليس جديداً ، فقد يعود سر هذا التفاؤل إلى بدايات سنوات عمري ،حيث كنت حينها أحب الجلوس مع كبار السن الذين كانوا يرددون جملة لن أنساها ما حييت عن العالم الشيخ الزاهد محمد أبو ستة حول عجلون ومستقبلها والتي كان يقول فيها ( يا هنيال اللي ليه أرض في عجلون ) .
وللذين لا يعرفون الشيخ الزاهد أبو ستة فهو العالم الذي اعتزل الناس تماما وسكن أحد المغارات في قرية الزراعة إلى أن توفاه الله عز وجل في ستينيات القرن الماضي بعد أن كان يسكن كفرنجة وذاع صيته في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي ، حتى قيل أن الملك عبدالله الأول رحمه الله عرض عليه أن يستلم وزارة الأوقاف أو منصب ديني كبير ، لكن زهد الرجل وورعه جعله يرفض جميع المناصب ويعتزل الناس ليسكن في مغارة في قرية الزراعة ويعيش فيها طوال سنوات حياته ، لذلك رغم أن الرجل كان يعيش حياة قاسية جدا إلا أنه كان متفائلا بمستقبل عجلون مما كان يجعله يردد دائما عبارته المشهورة حول عجلون لكل زواره .
قد نكون نعيش حاليا حياة شديدة الصعوبة فالفقر والبطالة وقلة المياه عوامل لا تجعل الكثير منا يتفاءل على الإطلاق ، لكن ما بدأنا نراه على أرض الواقع يجعلنا نتفاءل بمستقبل جميلة الجميلات عجلون التي أصبحت اليوم محط اهتمام الكثير من المستثمرين من داخل وخارج الأردن ، وما بدأنا نشاهده ونلمسه من مشاريع عملاقة على أرض الواقع وهذا العدد الكبير من الزوار الذي يقصد عجلون في نهاية كل أسبوع يدعونا لأن نكون أكثر تفاؤلا بمستقبل عجلون .
شخصياً ليس لدي أدنى شك بمستقبل عجلون الزاهر ، وقد أختلف هنا مع الكثير من الأصدقاء والمتابعين الذين يصفون كتاباتي بأنها مجرد كلمات لبعث الأمل في نفوس أبناء عجلون وللتخلص من حالة الإحباط التي نعيشها بسبب قضايا الفقر والبطالة وشح المياه وغير ذلك من العوامل التي لا تشجع أي أحد على التفاؤل ، لكنني بالطبع أعتقد أن الأيام القادمة ستحمل في طياتها الكثير من الخير لعجلون وأهل عجلون ، فالمنطقة بدأت تنهض وتصعد بقوة وخاصة في مجالي السياحة والزراعة ، وما يجعلنا نزداد تفاؤلا أن جلالة الملك حفظه الله يولي هذه المحافظة جل اهتمامه وهو الأمر الذي انعكس على كافة القطاعات في عجلون وخاصة في مجال تشجيع المستثمرين على الإستثمار في عجلون وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لهم .
أخيرا من الطبيعي أن نتفاءل بمستقبل عجلون ، فالمنطقة تتمتع بميزات فريدة من نوعها قلّما تجدها في أي محافظة أو منطقة أخرى ، فالخير يملئ هذه المحافظة الجميلة التي تعتبر المحافظة الأميز سياحيا وزاعيًا وفيها مئات المواقع السياحية والأثرية التاريخية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين ، ثم آلا يكفي أن هذه الأرض المباركة تحتوي على أقدم شجر زيتون على مستوى العالم إضافة الى مواقع أخرى كالمساجد والكنائس والقلعة التي مر عليها عصور وعصور ، آلا يدعونا كل هذا لأن نكون متفائلين بجميلتنا وغاليتنا عجلون وبمستقبلها الزاهر الواعد بإذن الله تعالى .
أجزم أن مستقبل جميلة الجميلات عجلون لن يكون إلا كما نتمناه ونحبه جميعا ، فالخير قادم بإذن الله تعالى ولن يطول ، وما علينا إلا أن نتمسك بأرضنا ونحافظ عليها ونعمل وننجز دون أن ننظر الى كل عوامل الإحباط واليأس التي نمر فيها حاليا .
والله من وراء القصد
بقلم/ منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية
عضو مجلس محافظة عجلون
عجلون كنز الاردن