الهنانده يكتب : الخريجون سفراؤنا: من جامعة عجلون الوطنية إلى ميادين الوطن

=
بقلم الأستاذ الدكتور فراس الهناندة
رئيس جامعة عجلون الوطنية
حين نُبارك لكوكبة جديدة من طلبتنا الذين أنهوا متطلبات التخرج في جامعة عجلون الوطنية، فإننا لا نعلن نهاية، بل نُبشّر ببداية مشرقة، ونفتح بوابات الأمل على مصاريعها، لتعبُر منها أحلام اجتهدت، وعقول أضاءت، وقلوب نبضت بالولاء والانتماء.
في فلسفة جامعتنا، ليس من يُتمّ متطلبات تخرجه مجرّد طالب، بل هو مشروع قائد، ورمز لعطاء متجدد، ورسول علمٍ وفكرٍ وأخلاق. لقد نهل من معين جامعتنا ما يُمكّنه من النهوض بوطنه، فتعلم أن النجاح لا يُقاس بالشهادة وحدها، بل بما تحمله من قيم، وما تؤمن به من رسالة، وما تنفّذه من واجب.
نؤمن أن كل من استكمل طريقه الأكاديمي في جامعتنا، يحملها معه أينما سار. يأخذ معه اسم عجلون، ونُبل رسالتها، وعبق ترابها، وشموخ جبالها، ورسوخ مبادئها. أنتم سفراؤنا في الميادين، وأنتم رواة حكايتنا للعالم.
وفي هذه اللحظات المفصلية، حيث تمتزج مشاعر الفرح بالتأهب، وتتصافح أحلام الأمس مع تحديات الغد، أقول لكم: لا تنظروا إلى استكمال متطلباتكم كخاتمة، بل كبوابةٍ لانطلاق جديد نحو وطن ينتظر منكم الكثير.
فالأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، يضع آماله على سواعدكم، وعلى عقولكم، وعلى التزامكم بأن تكونوا جزءًا من نهضته وبنائه.
وإن سألتم: ماذا يعني أن تنهي متطلبات التخرج من جامعة عجلون الوطنية؟ فجوابي: يعني أن تكون وفيًّا للعلم، أن تجعل من القيم بوصلتك في الحياة، أن تبقى على العهد والخلق، مهما تبدّلت الميادين وتنوّعت الوظائف.
أيها الأبناء والبنات،
احملوا نور علمكم بشموخ، ولكن لا تنسوا تواضع العلماء.
تسلّحوا بمهاراتكم، ولكن اجعلوا ضمير الوطن مرجعكم.
اسعوا إلى العلا، ولكن لا تنسوا أن رفعة الإنسان بما يتركه من أثر، لا بما يجمعه من مكاسب.
أبارك لكم، وأبارك لعائلاتكم التي سهرت وربّت وساندت، حتى بلغتم هذه المرحلة المشرّفة.
وأعدكم أن تبقى جامعة عجلون الوطنية بيتكم الأول، ومنارة انتمائكم، ومكانًا تحتفظون فيه بالذكريات والحنين.
عودوا إليها كلما احتجتم لبوصلة، فهي لا تغلق أبوابها في وجه أبنائها، بل تبقى على العهد: حاضنة للأمل، ومنارة للعلم، وذاكرة للوطن.
دمتم فخرنا، ودام الأردن منارة العز والمعرفة.