دولة الرئيس : لقد أصاب عجلون وأهلها وشجرها العطش والقحط الشديد


منذر محمد الزغول

=

بداية، أعود لتصريح وإيعاز سابق لدولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، عندما حدثت مشكلة التلوث في عنجرة قبل أقل من شهرين، حيث استنفرت الدولة كافة وزاراتها ومؤسساتها للسيطرة على المشكلة، وحينها تم اتخاذ بعض الإجراءات، منها إغلاق بعض ينابيع المياه وتزويد المواطنين بصهاريج المياه وغيرها من الإجراءات.

لكن كان اللافت جدًا، والذي أشعرنا بالارتياح والاطمئنان، اهتمام دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، وإيعازه لوزارة المياه وللجهات المعنية الأخرى، بضرورة زيادة حصة محافظة عجلون من المياه لتلبية احتياجات المواطنين، وخاصة مع إغلاق بعض الينابيع وفرض رقابة صارمة على صهاريج المياه الخاصة.

حقيقة، كان لإيعاز دولة الرئيس وتدخله شخصيًا أطيب الأثر في نفوسنا، حتى بتنا نشعر أن هذا الصيف سيكون على ما يرام، وأن مشكلة المياه في محافظة عجلون، وتحديدًا في عنجرة التي يتعدى فيها أدوار المياه حاجز الشهر، ستكون أفضل نوعًا ما.

لكن للأسف الشديد، لم يتحقق أي شيء من هذا، وزادت المشكلة أضعافًا مضاعفة، بل أصبح المواطن يستطيع بشق الأنفس تدبير نفسه بالمياه، وخاصة بعد أن أصبح الحصول على صهاريج المياه الخاصة مشكلة ما بعدها مشكلة، بسبب زيادة الطلب على هذه الصهاريج وقيام أصحابها برفع أسعارهم.

على كل، أهالي محافظة عجلون يعانون اليوم بالفعل الأمرين، فلا وزارة المياه والري قامت بدورها وواجبها بزيادة حصة المحافظة من المياه، ولا هي أيضًا تركت بعض الينابيع على حالها كنبع رأس العين في عنجرة، ولا هي أيضًا أخذت بتوجيهات دولة الرئيس بزيادة حصة المحافظة ومدينة عنجرة من المياه.

لذلك، اليوم نرى بالفعل مشكلة حقيقية في المنطقة تجاوزت كل الحدود والخطوط، والله أعلم وحده ماذا سيكون عليه الحال في هذا الشهر والأشهر القادمة.

الأمر بالفعل جدًا غريب، فكيف لمحافظة كمحافظة عجلون يعرف الجميع أوضاع أهلها الاقتصادية الصعبة، تُترك وحدها تقارع أهم وأخطر مشكلة، ثم لا تسمع غير الوعود الرنانة التي لم يتحقق منها أي شيء على أرض الواقع؟

بمقابل ذلك، فإنه بالكاد تسمع عن أي مشكلة تتعلق بالمياه في محافظة أردنية أخرى.

أخيرًا، ونحن ما زلنا نثق جدًا بدولة الرئيس وصدق نواياه وتوجهاته، وخاصة في مجال عمله الميداني وقربه من هموم وقضايا المواطنين، نتمنى عليه أن لا يترك عجلون وأهلها الكرام الطيبين يواجهون هذا الصيف المائي الصعب جدًا لوحدهم، فعجلون وسكانها وآلاف الزوار الذين يزورونها في كل يوم، ينتظرون من دولة الرئيس أخبارًا تُسرهم وتريحهم من هذا الخوف والعناء.

ولا نطلب، يا دولة الرئيس، منكم ومن حكومتكم الموقرة إلا المياه والمياه فقط، فالشجر ومخلوقات الله جميعها قبل البشر أصابها العطش والقحط الشديد.

فهل يا دولة الرئيس، ستغضب من أجل أهلكم وعزوتكم في “جميلة الجميلات” عجلون، وتقول “كفى” لكل مسؤول لم يتق الله فينا، بل لم يُحرّك أيضًا أي ساكن لإنهاء معاناة وعطش محافظة لم تعرف طوال تاريخها إلا الحب والانتماء والولاء لآل هاشم الأخيار الأطهار.

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم / منذر محمد الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،

عضو مجلس محافظة عجلون 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.