مع استقبالها وفدا إيطاليا.. عجلون تترقب انتعاش السياحة الأجنبية مجددا

تترقب المسارات والمواقع السياحية في محافظة عجلون، توافد المزيد من السياح الأجانب مع وصول وفد قادم من إيطاليا قبل أيام، بعد أن كانت السياحة الأجنبية توقفت إثر الحرب بين إيران وإسرائيل، ما يعد وفق معنيين، خطوة أولى على طريق تعافي القطاع مجددا بعد الهدوء النسبي في الإقليم.

ويرى هؤلاء أن ما أشارت إليه مديرية سياحة المحافظة على موقعها من قدوم سائحين إيطاليين لخوض تجربة التجول بالمسارات، يعد مؤشرا مبشرا على طريق عودة السياحة الأجنبية، خصوصا في فترة الصيف التي تعد ذروة الموسم السياحي في المحافظة.

ووفق المرافق المحلي للوفد السياحي الإيطالي مصطفى الشويات، فإن الفريق السائح انطلق من أمام مركز الزوار في مديرية السياحة باتجاه قلعة عجلون التاريخية، حيث استمعوا لشرح عنها وعن أهميتها التاريخية وما تمثله من قيمة تاريخية وسياحية، ثم توجهوا إلى عين الزغدية التي تقع ضمن لواء كفرنجة، ومن هناك إلى منتجع جبال الروس الريفي حيث عاشوا تجربة عمل الصاجية وقلاية البندورة الشعبية.
وأكد الشويات أن عودة الوفود الأجنبية للمحافظة بعد وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، سيساهم في انتعاش المسارات السياحية مجددا، واستفادة المشاريع السياحية الواقعة ضمن هذه المسارات، خصوصا أن تلك المشاريع بدأت توفر خدمات سياحية متميزة، كالطعام والمبيت والترفيه.
خلق مئات فرص العمل
إلى ذلك، أعرب مالك مشروع سياحي هاشم القضاة، عن أمله بعودة قوية للسياحة الأجنبية للمملكة والمحافظة، وذلك بعد توقف المواجهات والأحداث التي شهدها الإقليم الشهر الماضي، وتأثرت بها دول المنطقة، مؤكدا أن السياحة الأجنبية تحمل فائدة كبيرة للمواقع الأثرية وللمسارات والمشاريع السياحية في محافظة عجلون.
وأشار إلى أن المسارات السياحية في محافظة عجلون يبلغ عددها 13 مسارا تنتشر في أغلب مناطق المحافظة، تشكل عامل جذب سياحي لآلاف الزوار لممارسة أنواع عديدة من السياحة، وفرصة لأبناء المجتمعات المارة بها لتسويق منتجاتهم المحلية، وخلق مئات فرص العمل التي انتشلت أسر من البطالة والفقر.
ويقول الناشط في الشأن السياحي محمد الشرع، إن تجربة المسارات السياحية تستدعي المزيد من دعمها، عبر توجيه الوفود السياحية إليها، والترويج لها، ودعم الأسر المنتجة والمجتمعات المحلية بالمنح والقروض لتنفيذ مشاريعهم، وتجويد خدمات البنية التحتية ضمن هذه المسارات، والتفكير جديا باستحداث مسارات جديدة في مناطق لا تمر بها المسارات القائمة حاليا.
يذكر أنه يوجد في المحافظة 6 مسارات سياحية رئيسة، ويتفرع منها 7 مسارات أخرى.
وتتمثل هذه المسارات بمسار راسون السياحي الذي يصل إلى اشتفينا مرورا بمحمية عجلون وبيوت البسكويت والصابون وانتهاء بمتحف راسون الشعبي وحديقة الزيتون الرومي، في حين أن مسار وادي الطواحين يمر بالوادي والخرب الأثرية والمواقع الطبيعية، ووادي كفرنجة ثم إلى موقع مار إلياس الأثري ومسجد لستب ومخيم راسون السياحي.
والمسار الثالث هو مسار قلعة عجلون، ويبدأ من القلعة إلى الوسط التراثي لمدينة عجلون (مسجد عجلون والمنطقة المحيطة ومقام سيدي بدر ومقام البعاج والكركون)، ومن هناك إلى كنيسة سيدة الجبل وشلالات راجب وسد وادي كفرنجة، ثم إلى عجلون عبر طريق وادي الطواحين، في حين أن المسار الرابع هو مسار الصفصافة، والذي ينطلق من القلعة إلى كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، ومناطق القاعدة وساكب وأم جوزة باتجاه الصفا وراجب والشلالات والاستراحة هناك، ثم سد وادي كفرنجة ومنتجع عناب السياحي وكفرنجة ووادي الطواحين، حيث ينابيع المياه دائمة الجريان.
أما المسار الخامس، فهو مسار الجب السياحي، وينطلق إلى عين الجب وعراق الرهبان وغابات عجلون وكفرنجة الغربية، ومناطق المزارع وطواحين المياه في وادي كفرنجة وشارع الأغوار، فيما يعرف المسار السادس بمسار الجنيد، الذي ينطلق باتجاه غابات اشتفينا ومنطقة المقاطع الأثرية ومزارع العنب والتفاح، وصولا إلى المجمع الزراعي وزيارة بلدة صخرة وبعض الجمعيات فيها وبلدة عبين، ثم إلى منطقة اشتفينا ومحمية عجلون.
تنشيط المسارات السياحية
ويقول الناشط في المجال السياحي عمر هزايمة، إن محافظة عجلون بحاجة إلى دعم كبير لتنشيط المسارات السياحية القائمة، وجعلها جاذبة للزوار المحليين والعرب والأجانب، خصوصا خلال الأحداث الإقليمية التي عادة ما تشهد تراجعا في السياحة الأجنبية.
وطالب بتوفير الدعم للسكان للاستثمار في مشاريع سياحية جاذبة في هذه المسارات، وتأهيل البنية التحتية فيها بشكل مثالي حتى يتمكن الزوار من التمتع بجمال الطبيعة والبيئة، ومشاهدة المواقع الأثرية وشلالات المياه والطواحين والمقامات والأماكن الدينية، وطبيعة الحياة في الأرياف التي تتواجد أو تمر بها هذه المسارات.
يشار إلى أن مديرية ثقافة عجلون ودارة عجلون للتراث والثقافة، أعلنت الشهر الماضي عن إطلاق المسار الثقافي والسياحي “عجلون بعيون الملك”، بهدف الاطلاع على البعد السياحي التنموي والتراثي في المحافظة.
وبحسب مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، فإن حركة السياحة العربية والأجنبية بدأت بالعودة مجددا بعد تراجعها منتصف الشهر الماضي بسبب الأحداث الإقليمية، معربا عن أمله بأن تتعافى بشكل كلي، وبما يعود على المحافظة والمشاريع السياحية بالفائدة، في حين لفت إلى أن هذه المسارات تحظى بزيارة ما يزيد على 200 ألف شخص من مختلف الجنسيات سنويا.
وأكد أن المسارات السياحية تعد رافعة للتنمية وتطيل مدة إقامة الزوار لممارسة رياضة المشي والإنزالات والتسلق عبر الممرات، ما يعزز التنمية السياحية البيئية ويدعم المجتمعات المحلية، مشيرا إلى أن مسار الجب يمثل منتجا سياحيا يعزز السياحة الداخلية ويشجع الأردنيين والعرب والأجانب على استكشاف أنماط غير تقليدية من السياحة.

 عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة