حملة بيئية جديدة في عجلون.. سواعد تتمسك بأمل التخلص من ظاهرة مخلفات التنزه

عجلون- مع كل حملة بيئية تنفذها جهات رسمية معنية ومتطوعون في محافظة عجلون، تدور هناك تساؤلات لدى ناشطين ومواطنين عن مدى جدوى هذه الحملات في وقف ظاهرة الإلقاء العشوائي لمخلفات التنزه وطرح الأنقاض المختلفة وسط الغابات وفي مواقع التنزه، مؤكدين أن مثل هذه الحملات يمكن لها فقط أن تحد منها ومن آثارها السلبية، من دون وقفها، ما لم تتزامن مع إجراءات أخرى.

وشددوا على أن تلك الإجراءات تبدأ بوضع دوريات ثابتة ومتحركة في مواقع التنزه، خصوصا في أيام الذروة وخلال العطل التي تشهد حركة تنزه نشطة، وتفعيل العقوبات باتخاذ الغرامات بحق الأشخاص المخالفين، وتعزيز فرق النظافة في تلك المواقع، وتوفير الحاويات والمستوعبات بأعداد كبيرة.

ويقول الناشط البيئي محمد الخطاطبة، إن مخلفات التنزه وطرح الأنقاض ومخلفات الإنشاءات في محافظة عجلون، ما تزال تشكل تحديا أمام الجهات الرسمية المعنية والتطوعية، بحيث باتت تستنزف طاقة كوادرها التي تواصل حملاتها على مدار الساعة، ما يستدعي البحث عن حلول أخرى تتمثل بتشديد الرقابة في مواقع التنزه خلال مواسم التنزه وأيام العطل، وتغليظ العقوبات، ونشر التوعية عبر مختلف المنابر، وتحديد مواقع مؤهلة للتنزه، مؤكدا أن العديد من المناطق السياحية في المحافظة تشهد بين الحين والآخر تراكما لمخلفات التنزه.
ويشكو الناشط البيئي خالد عنانزة، من وجود أكوام الأنقاض على جوانب الطرق والأودية، ما يؤثر سلبا على البيئة والغطاء النباتي والوجه الحضاري والسياحي للمحافظة، محذرا من آثارها السلبية، خصوصا أنها تحتوي على أتربة ورمال ومواد بناء، وتلحق ضررا بالأشجار وصحة الإنسان، عدا عما تتسبب به من إغلاق لمجاري الأودية وانسدادها مع تشكل السيول خلال الشتاء، ومقترحا في الوقت ذاته، توفير موقع مخصص لطرح هذه المخلفات.
تلوث بيئي وبصري وأضرار صحية
أما المواطن جهاد القضاة، فيؤكد من جهته، أن ظاهرة ترك مخلفات التنزه تتسبب بتلوث بيئي وبصري وأضرار صحية، وتشكل تحديا أمام مختلف الجهات المعنية، رغم كل الجهود العملية والتطوعية المبذولة، ما يستدعي التركيز على نشر الوعي الممنهج بمخاطرها على التنمية، وتكثيف الجهود، وتغليظ العقوبات وتفعيلها بشكل يضمن إنهاء هذه الظاهرة، أو جعلها بحدودها الدنيا على أقل تقدير.
وأضاف القضاة أنه لا يُقبل أن تبقى النفايات، والتي جلها أكياس بلاستيكية بألوانها القاتمة، متناثرة على جوانب الطرق ووسط الغابات، أو بالقرب من أكثر المناطق أهمية سياحية، وهي قلعة عجلون والتلفريك والمحمية، مخلفة مشاهد منفرة وضارة بالبيئة.
بدورها، تؤكد الجهات المعنية، أن فرقها تنفذ حملات نظافة في عدد من المواقع كالساحات والطرق ومواقع التنزه بشكل دوري، مع استمرار التنسيق بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني على مدار الساعة بهدف تحقيق أفضل النتائج.
وكانت انطلقت أول من أمس في محافظة عجلون حملة نظافة في منطقة بئر العجلوني مقابل نادي المتقاعدين العسكريين، وشارك فيها 300 شخص مثلوا مختلف الجهات الرسمية والتطوعية، بحضور مساعد محافظ عجلون لشؤون السلامة العامة أكرم الخوالدة، ومشاركة المؤسسات الحكومية من الإدارة الملكية لحماية البيئة، ومديرية الشرطة والدفاع المدني، ومجلس الخدمات المشتركة، إضافة إلى هيئة شباب كلنا الأردن والجامعات، وأعضاء معسكرات الحسين للعمل والبناء ومنظمات المجتمع المدني، وجمعيات بيئية ومتطوعين من مختلف الفئات المجتمعية.
وقال مساعد المحافظ الخوالدة، إن الحملة تهدف إلى رفع الوعي البيئي وتعديل السلوكيات المجتمعية تجاه البيئة، وترسيخ ثقافة المحافظة على جمالية ونظافة المواقع البيئية والسياحية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، مثمنا لوزارة البيئة وكافة الكوادر المشاركة اليوم هذا الجهد التطوعي لحماية بيئتنا التي تهم الجميع.
وأكد مدير البيئة في المحافظة، المهندس إياس المومني، أن الرمي العشوائي للنفايات يشكل تهديدا حقيقيا للبيئة، ويؤثر سلبا على المواقع السياحية والأثرية، والغابات والمتنزهات الوطنية التي تعد ركيزة مهمة في دعم السياحة البيئية وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وبين أن هذه الحملات البيئية تأتي ضمن البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، وخاصة ما يتعلق بتفعيل تنفيذ القانون الإطاري لإدارة النفايات رقم 16 لسنة 2020، كما تعد من المحاور الرئيسة للخطة الوطنية للتوعية البيئية التي أطلقتها الوزارة بالشراكة مع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.
تعزيز مفاهيم المواطنة البيئية
وأضاف المومني أن الحملة تتزامن مع موسم التنزه، وتشمل توزيع حاويات معدنية وبلاستيكية ولوحات إرشادية توعوية في عدد من المواقع الحيوية، إلى جانب ما تم توزيعه في السنوات الماضية، بهدف الحد من ظاهرة الإلقاء العشوائي للنفايات، والاستمرار بتكثيف الرقابة، وبالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة، بتوفير دوريات ثابتة ومتحركة في المواقع المختلفة لإنفاذ القانون وضبط المخالفين، مؤكدا أن الوزارة ستواصل جهودها في تنفيذ حملات التوعية والنظافة ضمن خطط مديريات البيئة في المحافظات، وحملات وطنية شهرية، تعزيزا لمفاهيم المواطنة البيئية والانتماء الوطني ورفع الوعي البيئي، بهدف حماية البيئة من التلوث والحد من ظاهرة الرمي العشوائي.
وقالت رئيس قسم التوعية في مديرية البيئة، سوسن عنيزات، إن المديرية تنفذ الحملات وفق خطة وزارة البيئة الرامية إلى تعظيم الجهود للحفاظ على موروثنا البيئي والطبيعي والتراثي والتاريخي من التلوث، لافتة إلى الخطة التوعوية والمبادرات التي تم إطلاقها في محافظة عجلون بالتعاون مع الزراعة والتربية ومحمية غابات عجلون والجمعيات البيئية، بالشراكة مع الإعلام، بتنظيم أنشطة توعوية وزراعة الأشجار في حدائق المدارس، وتنظيم حملات نظافة مصاحبة للحملات التوعوية، مثمنة كل الجهود الخيرة التي تساهم في الحفاظ على بيئتنا وسلامتها من التلوث، وجميع أشكال التعدي عليها.
يشار إلى أن مديرية البيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة والدوائر ذات العلاقة في المحافظة من شرطة ودفاع مدني وبلديات وزراعة وصحة ومياه وتربية، ينفذون مهاما وواجبات مكثفة للحفاظ على البيئة والثروة الحرجية، مشددين على أن الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث ومخلفات التنزه مسؤولية الجميع.
كما ينظم قسم البيئة في مديرية البيئة في المحافظة، وبالشراكة مع الإدارة الملكية لحماية البيئة والزراعة عشرات المحاضرات التوعوية سنويا، وتشمل التوعية والتثقيف حول مخاطر وأضرار الرمي العشوائي للنفايات على البيئة.
ووفق الأرقام المسجلة، فإن مديرية البيئة، تتعامل سنويا مع مئات الشكاوى البيئية المختلفة داخل المحافظة، والمشاركة في عدة حملات تطوعية للحفاظ على البيئة في منطقة اشتفينا ومناطق أخرى تشهد كثافة بعدد زوار المحافظة من داخل المملكة وخارجها.

عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة