تربية النحل في جرش تزداد تطورا وانتشارا وسط إقبال نسائي

جرش- شهدت مهنة تربية النحل في محافظة جرش خلال السنوات الأخيرة، انتشارا وتطورا لافتا، نظرا لقلة تكاليف هذه المشاريع، خصوصا بعد حصول القائمين عليها على منح وتمويل لهذه المشاريع من منظمات دولية متخصصة عن طريق الجمعيات الخيرية.
وحصلت العشرات من سيدات جرش ضمن مشاريع تمكين المرأة على مشاريع تربية النحل داخل الحدائق المنزلية والمزارع الخاصة والحقول والأراضي الزراعية بعد الحصول على تمويل مناسب من خلال شراء المعدات والمستلزمات كافة، إلى جانب الحصول على التدريب والتأهيل المناسب لإدارة هذه المشاريع بالتعاون مع زراعة جرش، فضلا عن الحصول على تدريب على هذه المهن والحصول على أفضل كمية ونوعية من الإنتاج.
واختتمت السبت الماضي فعاليات مهرجان العسل الأردني الأول في حدائق الحسين، حيث أكد وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، خلال جولة تفقدية قام بها في الموقع، أن الوزارة ستقدم قروضا بدون فوائد للنحالين، بهدف دعم التوسع في مشاريع تربية النحل وإنتاج العسل، لما لهذا القطاع من أهمية اقتصادية واجتماعية، لا سيما في المجتمعات الريفية، حيث يسهم في خلق فرص عمل وتحسين مستوى دخل الأسر المنتجة.
وأشار الحنيفات إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي من العسل في الأردن لا تتجاوز حاليا 25 % من حجم الاستهلاك المحلي، مؤكدا في الوقت ذاته، أن الوزارة تتطلع إلى رفع هذه النسبة من خلال تنظيم المهرجانات، وتوفير التدريب والدعم الفني للنحالين، وتمويل مشاريعهم بشروط ميسرة.
وتعد مادة العسل التي ينتجها ما يقارب 120 مشروع تربية نحل في جرش سهلة التسويق وتشهد إقبالا كبيرا من خلال التسويق الذاتي لأصحاب المشاريع أو التسويق من خلال المهرجانات والمعارض والمناسبات الوطنية على مستوى دولي واسع، نظرا لجودة وسمعة المنتج الجرشي وأسعاره المناسبة والفحوصات المخبرية الحاصل عليها التي تؤكد جودة المنتج ونوعيته المميزة.
مشاريع تديرها سيدات وأزواجهن
ووفق عفاف النظامي، وهي رئيسة إحدى الجمعيات الخيرية المستفيدة من مشاريع تربية النحل في محافظة جرش، فإن الجمعية حصلت على مشاريع عدة من منظمات دولية بالتعاون مع زراعة جرش وقامت بتوزيع هذه المشاريع على سيدات المجتمع المحلي ممن يرغبن في الحصول على مشروع وقد حصلن على تدريب كاف من قبل مركز التدريب في مديرية الزراعة وتتوافر الشروط المناسبة لحصولهن على المشروع.
وأكدت النظامي أن المشاريع التي حصلت عليها الجمعية ووزعتها، أغلبها تديرها السيدات بالتعاون مع أزواجهن أو عمالة محلية، وهي مشاريع منتجة وناجحة ويسهل تسويق منتجها نظرا لجودة العسل المنتج وأسعاره المناسبة، وتتابع الجمعية بالتعاون مع زراعة جرش هذه المشاريع وطبيعة عملها وتتأكد من سلامة النحل فيها وتوفر كافة الظروف المناسبة لإنتاج العسل، وأهمها وجود مرعى مناسب للنحل.
وأشارت إلى أن نحالي جرش يشاركون في كافة المهرجانات والمعارض التسويقية ويتركون فيها بصمة واضحة من خلال التشبيك مع شركات التسويق والمصدرين وبيع المنتجات بأسعار مناسبة، فضلا عن عرض منتجاتهم بالشراكة مع نحالين في كافة المحافظات والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال والمجالات الإنتاجية الأخرى.
بدوره، قال المهندس فراس الهويدي، وهو من أبرز منتجي العسل في محافظة جرش، إنه حصل على مشروع لتربية النحل من إحدى الجمعيات في محافظة جرش منذ بضعة سنوات ويقوم بإدارة مشروعه والإشراف عليه مباشرة، وقد أنتج مئات الكيلوغرامات من العسل سنويا ويتم تسويقها بسهولة من خلال المجتمع المحلي أو من خلال المهرجانات والمعارض والمحافل التي تركز على المنتج الجرشي وتقوم بتسويقه.
تدريب مناسب من مديرية الزراعة
وأوضح أنه حصل على تدريب مناسب من مديرية الزراعة وتعرف على كيفية إدارة المشروع وتوسعته، وهو يدير ما يزيد على 65 منحلة حاليا ومن المتوقع أن يزيد عددها في غضون السنوات المقبلة، لا سيما أن تربية العسل ناجحة في جرش نظرا للمناخ المناسب وتوفر المراعي المناسبة للنحل وتوفر التمويل من جهات مانحة، فضلا عن جودة المنتج من العسل في محافظة جرش، وعدد النحالين فيها لا يقل عن 120 نحالا يمتلكون الخبرة في إدارة مشاريع النحل.
كما أكد الهويدي أن مشاريع تربية النحل في جرش تتنوع بين الهواة والمزارعين المنتجين بكميات كبيرة، وعدد المناحل في كل مزرعة يتراوح بين 10 مناحل حتى 300 منحلة وأكثر، ومن المتوقع أن يرتفع عدد العاملين في تربية النحل نظرا لتوفر التمويل والتدريب المناسب وقلة التكاليف وارتفاع الأرباح، فضلا عن قلة فرص العمل مما يدفع الخريجين والمتعطلين عن العمل إلى امتهان تربية النحل أو المهن الزراعية التي تطورت وتوسعت في السنوات الأخيرة.
أما النحال ماهر العياصرة، فيرى أن أصحاب مشاريع النحل ما يزالون بحاجة إلى تدريب وتطوير لمهاراتهم لضمان نجاح هذه المشاريع وإدارتها بشكل صحيح والحفاظ على جودة المنتج، لا سيما أن الدورة التي تقدمها الزراعة، وهي الجهة الوحيدة التي تدرب على المهن الزراعية، مدتها لا تتجاوز 3 أيام في أحسن الظروف، والتدريب الفعلي للعمل والإنتاج يحتاج إلى مدة لا تقل عن 3 أشهر.
وأكد أن العديد من أصحاب المشاريع تدربوا على هذه المهنة والعمل فيها من خلال نحالين أكثر خبرة منهم، وعملوا في مزارعهم مدة طويلة حتى اكتسبوا المهارة الكافية لإدارة مشاريعهم.
وبين العياصرة أنه حصل على مشروع من زراعة جرش عن طريق إحدى الجمعيات الخيرية في جرش، إلا أن المشروع ما يزال متواضعا ولم يستطع تطويره نظرا لقلة التدريب والتمويل اللازم لهذه المشاريع التي تتميز بالأرباح المناسبة التي تغطي تكاليف العمل وسهولة تسويقها، فضلا عن توفر مزارع وأشجار مناسبة تتخذ كمراعي للمناحل، وخاصة في المناطق الشفا غورية في جرش.
“دعم حقيقي لمربي النحل”
من جهتها، أكدت مديرة زراعة جرش الدكتورة علا المحاسنة في تصريحات صحفية أن مشاريع تربية النحل تنفذ بالتعاون مع فريق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، وهي تشكل دعما حقيقيا لمربي النحل حيث توفر الأدوات والخبرات اللازمة لضمان نجاحهم واستمرارية إنتاجهم، مؤكدة أهمية هذه المبادرات في تعزيز الأمن الغذائي ودعم المجتمعات الزراعية في مواجهة تحديات تغير المناخ.
وقامت إدارة المشروع بتزويد الجمعيات المشاركة بخلايا نحل وأدوات متخصصة لدعم إنشاء المناحل، ما يسهم في تعزيز استدامة هذه الجمعيات لخدمة القطاع الزراعي والمجتمعات المحلية.
ووزعت مديرية الزراعة في محافظة جرش الأدوات والمستلزمات الخاصة بمشروع النحل على الجمعيات المستفيدة، وذلك ضمن مشروع “تعزيز صمود مجتمعات النساء الريفيات” الممول من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وقالت المحاسنة إن المشروع يهدف إلى بناء قدرات المرأة الريفية لتعزيز دخلها من خلال المنتجات الحرجية، مبينة أنه يستهدف 120 امرأة في محافظات (عجلون، البلقاء، وجرش) بميزانية إجمالية للمشروع تبلغ 400 ألف دولار ممولة بالكامل من الفاو، وتندرج تحت برنامج التعاون التقني. وأضافت أن المشروع الذي يمتد 5 سنوات استهدف جمعيتي بيت الأصيلات والرائدات الريفيات في جرش.

صابرين الطعيمات/الغد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة