المفاوضات، والأكاذيب الإسرائيلية حول أسلحة حماس


نسيم العنيزات

في ظل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، الجارية في الدوحة منذ نهاية الأسبوع الماضي، بوساطة مصرية قطرية، ومتابعة أمريكية، يبدو أن هناك بعض الليونة الإسرائيلية ومغادرة مربع الرفض وفرض الشروط، خاصة تلك المتعلقة بموضوع الخرائط والسيطرة على رفح.
الأمر الذي أبقى على فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة، وتقديم خرائط جديدة تقلص المساحة إلى ما يقارب النصف، مع إصرارها في خرائطها الجديدة التي قدمتها للوسطاء، على إبقاء قواتها في معبر فيلادلفيا بعمق 2 كم، وعلى طول الحدود المصرية مع غزة، حيث تزعم وتروج دولة الاحتلال أكاذيب تتعلق باعتماد حماس على تهريب الأسلحة من مصر، وهذا ما نفته حماس جملة وتفصيلًا.
ومع أن هذا الأمر وموضوع الصفقة برمته يتعارض مع عقيدة نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف، إلا أن الضغوط الأمريكية التي ترغب بانتهاء الحرب في غزة وعودة الهدوء نسبيًا إلى الشرق الأوسط، ليتسنى لها استكمال خططها ومشاريعها الاقتصادية والسياسية، خاصة تلك المتعلقة بالتطبيع والمسار الإبراهيمي المزعوم.
إلا أن دولة الاحتلال ما زالت تماطل وتلعب على عامل الوقت لابتزاز الولايات المتحدة، سعيًا لحصولها على مزيد من المساعدات العسكرية، وإطلاق يدها في سوريا ولبنان، للهروب من الاتفاق الأخير والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي سيطرت عليها أثناء حربها مع حزب الله.
أما الأمر الآخر الذي حصلت عليه دولة الاحتلال خلال زيارة رئيس حكومتها نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه رئيسها دونالد ترامب، فهو تأكيد الأخير بعدم السماح لإيران بالعودة إلى التخصيب، وصولًا إلى مفاعل نووي سلمي، مهما كانت الأسباب والظروف.
وعلى ما يبدو أن دولة الاحتلال أخذت ضوءًا أخضر أمريكيًا بتوجيه ضربة ثانية إلى إيران، ضمن مبررات وذرائع متعددة، لتشكل غطاء لنتنياهو عند توقيع أي صفقة مع حماس مستقبلاً، والتي تبدو أنها قريبة جدًا حسب مجريات الأحداث وما يصدر من تصريحات متفائلة عن مسؤولين أمريكيين.
أما السؤال الذي يطرح نفسه الآن، والمتعلق بالدوافع وأسباب الأكاذيب التي تروج لها دولة الاحتلال عن تهريب الأسلحة إلى حماس من مصر، وماهية الأهداف التي تخفيها إسرائيل خلف هذه الأكاذيب؟ وهل تم مناقشة هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.