التنسيق بين الدوائر واجب وطني


محامي محمد صدقي الغرايبة

العابر سريعا في شوارع محافظة عجلون وقراها يلاحظ وجود العديد من الحفر الحديثة في منتصف الشارع العام رغم ان هذه الشوارع معبدة حديثا وقد كلفت الدولة مبالغ طائلة وجاءت بعد مطالبات عديدة وعند البحث عن سبب حفر هذه الطرق يتبين بأن موظفوا سلطة المياة المكلفين بواجب متابعة فتح وإغلاق الشبكات وموظفوا صيانة الشبكات هم من قاموا بحفر الطرق للوصول الى محابس المياة او لمعالجة خلل بشبكة المياة ومن ثم يقوموا بمغادرة الموقع دون معالجة الدمار الذي أحدثوه في الطريق .

في الواقع أنا لا أضع اللوم على سلطة المياة او اياً من موظفيهم لأنهم بالنتيجة يقومون بواجبهن تجاه المواطن الذي لا يرحم أحد إذا لم تصل المياه إلى منزله في الوقت المحدد ووفقا للبرنامج لكني أضع اللوم على كافة الجهات التي لها ارتباط بالطرق وشبكة الكهرباء والمياة لعدم وجود تنسيق مسبق فيما بينهم مسبقا عند إنشاء هذه الطرق .

الأصل عند إنشاء شبكة الطرق او عند اعادة الإنشاء يتوجب وضع مخطط شمولي يبين مكان مرور خطوط المياه والمحابس وأعمدة الكهرباء واية خدمات اخرى وفقا لمخططات هندسية تراعي سهولة معالجة اي اختلالات بهذه الشبكات دون تأثير اي منها على الاخري وبشكل يضمن ديمومتها لأطول فترة زمنية ممكنه .

من غير المعقول ونحن في نعيش القرن الحادي والعشرين ما زلنا نمارس اعمالنا بعشوائية القرون الوسطى التي لم انهكت العباد والبلاد وأدخلتنا في دوامة لا نقوى على الخروج منها بالمطلق .

ما أحوجنا إلى تلك الطاقات التي تضع نصب أعينها هم الوطن والمواطن وتتعامل معهما على أنهما خط احمر لا يجوز لأي كان ان يتخطاهما دون حساب او عقاب فالوطن للجميع والمواطن اغلى ما تملك .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.