حين يصبح الطموح أسلوب حياة// ايمان احمد عامر

==

كاتبة مستقلة – تؤمن أن الكلمة الصادقة قادرة على تغيير حياة كاملة

الطموح ليس مجرد أمنية نحملها في قلوبنا، بل هو ذلك الدافع العميق الذي يدفع الإنسان للاستيقاظ كل صباح بحثًا عن غدٍ أفضل. هو الوقود الذي يُحرّك الأحلام، ويحوّلها إلى واقع ملموس رغم كل العوائق والظروف.

في عالم تتسارع فيه المتغيرات، أصبح الطموح سلاح الإنسان الحقيقي. لم يعد النجاح حكرًا على من يملكون المال أو العلاقات، بل صار متاحًا لكل من يؤمن بنفسه ويملك الشجاعة للمحاولة.

نرى ذلك في الشاب الذي يفتتح مشروعه
الصغير من غرفة منزله، وفي الفتاة التي تتحدى التقاليد لتكمل تعليمها، وفي الأمهات اللاتي يربين أجيالًا رغم التعب والصعوبات.

الطموح لا يعني التمرد، بل هو نوع من السلام الداخلي الذي يجعل صاحبه يطمح للأفضل دون أن ينسى الامتنان لما يملك. هو أن تسعى، ولكن برضا. أن تطمح، ولكن بضمير حي.

ولعل أجمل ما في الطموح، أنه لا يعرف عمرًا. فمن أراد التغيير، لا يسأله الطريق عن سنّه أو شهاداته. يكفي أن يكون مستعدًا لبذل الجهد، وأن يحمل في قلبه حلمًا حقيقيًا.

في مجتمعاتنا العربية، نحتاج إلى تعزيز ثقافة الطموح الواقعي. الطموح المبني على العمل لا التمني، على الاستمرارية لا الحماس المؤقت. نحتاج أن نربي أبناءنا على أن الطموح ليس رفاهية، بل ضرورة.

في النهاية، قد يتأخر الوصول، وقد يتعثر الطريق، ولكن من يمتلك الطموح الحقيقي، لن يتوقف عن السير. لأن الطموح ليس هدفًا نبلغه، بل أسلوب حياة نعيشه.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة