خشيبة: حكاية معاناة على حدود النسيان

أعد التقرير: مجد الصمادي

خشيبة هي أحد المناطق الحدودية شفا الغورية الواقعة بين محافظتي عجلون وجرش تنقسم إلى منطقة خشيبة الفوقى والتي تتبع إدارياً إلى محافظة عجلون وخشيبه التحتى والتي تتبع إدارياً لمحافظة جرش يشتكي سكانها من الطرق المتهالكة والخدمات منعدمة والمياه المنقطعة لفترات طويلة، ويناشدون السلطات والجهات المختصة لحل مشاكلهم وفي مقدمتها الشارع الرئيسي.

وفي لقاءِ صحفي مع المواطنين يقول المواطن عدنان الصمادي أنه يسكن في منطقة خشيبة منذ الولادة والنشأه تربى على حب الأرض والزرع والسعي نحو العمل الدؤوب، وبرغم كل التطور والإنجاز الذي تشهده البلاد ما زالت خشيبه على ما هي علية منذ سنوات عديدة فلا تعديلات بطرق ولا تطوير بخدمات.
وأضاف الصمادي أن الطريق المؤدي من وإلى منطقة خشيبه متهالك ولا يصلح للإستخدام ومؤذي للسيارات والمارة ورغم كل الشكاوي للجهات المسؤولة إلا أنه لا يوجد أي تغيير عليها، إلى جانب مشكلة المياه التي أصبحت خوفاً كبيراً للسكان بعد أن اصبحت تمر الأيام والأسابيع دون دورة جديدة.
وأشار الصمادي في حديثة حول مشكلة الطريق إلى صاحب السلطة الذي يمكن القول بأنه الوحيد الذي حاول الاستماع إلى شكاوي الأهل ومتابعة القضية بنفسة وكرس جهوده لحل المشكلة بما يجاري صلاحياته وهوه النائب حمزه الحوامدة الذي لبى النداء وقام بزيارة للمنطقة للإطلاع على حقيقة طريقها ومشاكلها الكثيرة والمتجددة وقياسها بالعين والواقع.

ومن جانبه أضاف الشيخ علي الصمادي مختار العشيرة وكبير المنطقة أنه لم يتوانى أو يتراخى في جهوده وتواصله مع كل الجهات الحكومية والمسؤولة وصاحبة القرار وأنه قام بزيارتهم مرات عديدة بشكاوي مختلفة للتحسين من اوضاع المنطقة وكلها كانت وعود كاذبة وآمال مخيبة إذ لم يتغير عليهم أي شيء.
وأشار الصمادي أنه دعا الجهات المختصة إلى المنطقة واطلع المسؤولين على الطريق واوصلهم منها ليتحققوا بأعينهم من حقيقة صعوبة الوصول والتنقل على الطريق وقد تلقى الوعود الفارغة، منوهاً أن وزير البلديات والأشغال كان قد وعد ب ١٠ قلابات أسفلت لتعبيد الشارع على خليفة عريضة قدمت له أثناء زيارته لمحافظة جرش وقد كان كلاماً بالهواء إذ لم تحصل خشيبه على شيء منه.
وأضاف الصمادي أنه ما زال يحاول جاهداً بكل الطرق الممكنة ويناشد الجهات المعنية وأصحاب الاختصاص بالنظر إلى منطقة خشيبة بنفس العين التي يُنظر بها إلى باقي البلاد فهي جزء لا يتجزأ من هذا الوطن ويحق لأهلها التمتع بحياة كريمة وآمنه.

ومن جهته قال الشيخ خليفة البلاونه مختار العشيرة أنه وبناءاً على طلب الأهل والأقارب قد تقدم هو أيضا بشكاوي عديدة لأصحاب السلطة والجهات المسؤولة عن الطريق والمياه وكانت جميع الشكاوي دون أي متابعة أو حلول واقعية.
وأضاف البلاونه أن الشارع الرئيسي في المنطقة يربط ثلاثة محافظات معاً وهي عجلون وجرش والبلقاء وكان عليه خلافات ما بين البلدية ووزارة الأشغال لأي جهة يتبع ومأخرا أثبت أنه يتبع لبداية جرش قضاء برما، ومع هذا إلا أنه للآن لم يُخدم أو يشغل بالشكل المطلوب.
وأشار البلاونه أنه بعد تقديم الشكوى على الشارع لرئيس اللامركزية في الدورة الماضية بمحافظة بجرش أوضح أن الطريق مصنف على أنه زراعي والطرق الزراعية بحسب القانون يتم تعبيدها إذا كان فيها ١٠ منازل على طول الكم الواحد والطريق الواصل بين منطقتي خشيبة الفوقى والتحتى طوله ١٧٠٠كم ويحوي ٥٠٠ منزل أي أنه ينطبق عليه القانون بصورة واضحة ويجب تعبيده وإصلاحه وهوه مهم أكثر من طرق تنظيمية في المحافظة، منوهاً أن بلدية جرش تأخذ حجة أن الطريق مصنف على أنه زراعي وهوه ليس كذلك كذريعة لتقصيرها، كما أن الطريق علية خط مواصلات رئيسي بباص مرخص.
وأوضح البلاونه أن وزير الأشغال الأسبق توفيق كريشان كان قد زار محافظة جرش وتم تقديم له عريضة عن مشاكل المنطقة وقد تبرع ب ١٠ قلابات اسفلت “الزفته” لتعبيد الشارع إلا أنه كان كلاماً أنيياً ولم ترى المنطقة أي شيء منه ولم يتغير على الشارع شيء وما زال بدون تعبيد.

ومن جانبه قال المهندس حسين القواقزه عضو لامركزية جرش أنه قد تسلم مركزة منذ فترة وجيزة، وميزانية اللجنة لسنة 2025 قد خصصت ووزعت من قبل الأعضاء السابقين ولا يمكن الآن إجراء أي تعديلات عليها أو تخصيص مبلغ منها لمنطقة خشيبه، مشيراً ان إثنين من الأعضاء السابقين كانوا من أبناء قضاء برما ولكنهم لم يتطرقوا إلى مشكلة تعبيد طريق خشيبة.
وأشار القواقزه إلى أن هذه القضية ستطول إلى سنة 2026 إلى حين الميزانية الجديدة، وعلى أهالي المنطقة متابعة المشكلة وإيصال صوتهم من خلال شيخ العشيرة أو من ينوب عنه إلى مدير القضاء ومتابعتها حتى تصل إلى مجلس اللامركزية وتخصيص مبلغ من الميزانية القادمة لتعبيد الشارع وتطوير المنطقة.

ومن جهته قال الأستاذ سمير البرماوي مدير بلدية برما أنه على اطلاع مباشر بمشكلة الطريق وتعبيدها في منطقة خشيبة وعلى استعداد لتوفير كافة التسهيلات والاستثناءات لتأهيلها ولاكن الحاجز الوحيد هو المبلغ المالي، موضحاً أن طول الطريق قرابة ١٧٠٠كم يحتاج إلى حوالي ١٢٠الف دينار لتعبيده، وقد حاولت البلدية جاهده إلى أنه لم يصل لها أي مخصصات مالية لتعبيد الطريق.
وأشار البرماوي إلى أن المخصصات المالية لبلدية برما لا تسمح بتغطية تكاليف فتح وتعبيد طريق كامل بسبب المديونية العالية والالتزامات الكثيرة عليها، ومع ذلك حاولت البلدية توفير المعدات والآلات وتأهيل الطريق إلى حين إيجاد من يغطي تكلفة التعبيد.
وأوضح البرماوي أنه من الممكن تعبيد الطريق بأسرع وقت في حال الحصول على منحة خارجية أو دعم من جهات مسؤولة عن المنطقة مثل مجلس المحافظة اللامركزية أو رئاسة الوزراء أو ديوان الملكي الهاشمي وغيرها من الجهات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة