انطلاق فعاليات أسبوع الطفيلة الثقافي تحت عنوان عيمة…حكاية وطن

انطلقت في بلدة عيمة في الطفيلة فعاليات أسبوع الطفيلة الثقافي بعنوان «عيمة.. حكاية وطن»، بتنظيم من مديرية ثقافة محافظة الطفيلة وبالتعاون مع نادي عيمة الرياضي الثقافي، وذلك ضمن إطار النهوض بالفعل الثقافي في المحافظة، وتعزيز الهوية الوطنية، وإحياء الموروث الشعبي المحلي، من خلال سلسلة من الفعاليات المتنوعة التي تستمر على مدار ثلاثة أيام.
وتشمل فعاليات الأسبوع الثقافي، عروضًا فنية وأمسيات شعرية وندوات أدبية وبرامج موجهة للمجتمع المحلي بشكل عام.
وتستمر فعاليات أسبوع الطفيلة الثقافي حتى مساء الخميس، عبر برنامج متنوع يشمل عروضًا تراثية، وأمسيات شعرية، وندوات فكرية، تُقام في مواقع متعددة في منطقة عيمة في سعي حثيث لنقل الثقافة إلى المجتمع المحلي، والانفتاح على جميع فئاته العمرية، بما يعزز من حضور الثقافة كعنصر فاعل في التنمية الشاملة.
وبدا حفل الافتتاح برعاية مساعد محافظ الطفيلة الدكتور مراد الخلفات نيابة عن محافظ الطفيلة، وسط حضور جماهيري رسمي وشعبي، حيث افتُتح برنامج الأسبوع الثقافي بمعرض للخط العربي، للخطاط الدكتور رفعت البوايزة، والذي اشتمل على قرابة العشرين لوحة، برز فيها جمال الحرف العربي ودقّته وتوازن تشكيلاته.
وقدّم البوايزة من خلال لوحاته تجربة فنية رفيعة المستوى، تشي بأن الخط العربي هندسة روحانية، ونبض روحي يتجاوز المعنى إلى الجمال، فهو فن يجمع بين الإبداع البصري والهوية الثقافية، ويُعيد للحرف العربي مكانته كرمز للفن والتأمل والخصوصية الحضارية.
وألقى مدير ثقافة الطفيلة، الدكتور سالم الفقير، كلمة عبّر فيها عن المكانة الوجدانية التي تحتلها الطفيلة في الذاكرة الوطنية، مستعرضًا في كلماته بحرًا من المفردات الوطنية والوجدانية التي حفزت الحضور على الاعتزاز بالوطن، مشيرًا إلى أن الثقافة ليست ترفًا، بل هي نبع لا ينضب لبناء الإنسان وصياغة هويته بين الحين والآخر، مؤكدًا أن هذا الأسبوع الثقافي يأتي ضمن جهود وزارة الثقافة لإشراك المجتمع المحلي في الفعل الإبداعي والاحتفاء بالهوية الأردنية المتنوعة. كما أظهر الفقير في كلمته أهمية الثقافة كقيمة عليا تُسهم في تعزيز اللحمة الوطنية، ونشر قيم السلام والمحبة والانتماء العميق للوطن، مشيدا بدور أبناء وبنات عيمة في بناء الإنسان الأردني وتعزيز المكانة الوطنية لسيادة الدولة. كما تحدث مندوب راعي الحفل، الدكتور مراد الخلفات، عن أهمية دعم المبادرات الثقافية المحلية، مشيرًا إلى أن الثقافة تمثل رافعة حقيقية في مسار التنمية المجتمعية، ودور المؤسسات الرسمية في ترسيخ القيم الوطنية والارتقاء بالذائقة العامة. كما أشاد بالجهود المبذولة من قبل مديرية ثقافة الطفيلة ونادي عيمة في تنظيم هذا الحدث، وبدور الثقافة في تعزيز الانتماء الحقيقي بعيدًا عن الشعارات، وجعلها ممارسة يومية في حياة الأفراد.
وأكد رئيس نادي عيمة، أحمد السعود، في كلمته أن النادي ومنذ تأسيسه يحرص على فتح أبوابه لكل أشكال التعاون مع المؤسسات الرسمية والشعبية، لا سيما في المجال الثقافي، إيمانًا منه بأن الثقافة تمثل هوية المجتمعات وذاكرتها الجمعية. كما ثمّن الشراكة مع مديرية الثقافة، واعتبر أن إقامة هذا الأسبوع في بلدة عيمة هو بمثابة تأكيد على أن العمل الثقافي لا يقتصر على المركز بل يجب أن يصل إلى جميع مناطق الوطن، وهذا ما عملت عليه مديرية ثقافة محافظة الطفيلة. وألقى الشاعر أيمن الرواشدة قصيدة وطنية تميّزت بعمق المضمون وصدق الانتماء، تناول فيها قضية غزة وما تواجهه من معاناة وصمود، مشيدا بالدور الثابت للهاشميين، ولا سيما سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في الدفاع عن ثرى فلسطين والمقدسات الإسلامية، مؤكدًا في أبياته على وحدة المصير والموقف العربي الأصيل.
وفي كلمته أشاد ممثل المجتمع المحلي في عيمة الدكتور عدنان عواد بالجهد المقدم لعيمة الإنسان والمكان، مشيدا بدور ثقافة الطفيلة ونادي عيمة في إيجاد مساحات ثقافية حقيقية، كما قدم د. عدنان عواد قصيدة وطنية تغنى من خلالها بالوطن قيادة وشعبا وجيشا، معرجا على عيمة ودورها عبر سنين خلت في دعم مكونات الدولة الأردنية.
وعلى وقع التراث الأصيل، قدّمت فرقة شباب الحجايا للسامر وصلة فنية تراثية شملت فنون السامر والدحية، التي تعكس المخزون الشعبي الغني للمنطقة، حيث قدمت الفرقة أداءً متقنًا يحمل بين طياته أصالة الفن البدوي وألوانه الموسيقية الفريدة، مستحضرة بذلك التراث الثقافي الذي يميز محافظة الطفيلة، وتُبرز الدور الكبير لهذه الفنون في الحفاظ على الهوية وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أبناء المجتمع المحلي.
و قدّم الفنان الأردني محمد الهنداوي المرايات مقطوعات أردنية وعربية طربية بأسلوب هادئ، أضفى أجواءً من الجمال والتأمل، وجعل من الموسيقى لغة تواصل فنية بين الحضور، وعنوانًا للرقي والتعبير الراقي.
الطفيلة – سمير المرايات