عجلون.. الأجواء الحارة ترفع حجوزات المنتجعات المزودة ببرك سباحة

عجلون – دفعت درجات الحرارة المتصاعدة خلال الأيام الماضية في محافظة عجلون، إلى زيادة الطلب على المنتجعات المزودة بالشاليهات وبرك السباحة، والمسابح في المزارع الخاصة، حتى اضطر الشبان، بعد أن غصت تلك البرك بالمرتادين، إلى اللجوء إلى الأودية وعمل مسطحات مائية صغيرة للسباحة فيها والترويح عن أنفسهم.

ووفق أصحاب المنتجعات والبرك، التي يصل عددها في المحافظة إلى 150، فإن الإقبال بات شديدا خلال الأيام الماضية، وما يزال كذلك مع التصاعد في درجات الحرارة، مؤكدين أنهم لا يمكنهم استيعاب أعداد أكثر، خصوصا أن الحجوزات كانت مسبقا لعائلات بعينها.

ويقول صاحب منتجع أبو فاروق الهزايمة، إنه رغم اعتدال درجات الحرارة صيفا في المحافظة، إلا أنه يبقى لها نصيب من موجات الحر في أيام معدودة، ما يدفع كثيرا من العائلات والمتنزهين إلى حجز برك سباحة أنشئت في مزارع خاصة ومنتجعات، فيما يقصد الشبان والفتية عيون المياه والأودية التي يتم تجميع مياهها ببرك تصنع بحواجز من حجارة وأغصان وأتربة وشوادر بلاستيكية.
وأضاف الهزايمة أن المحافظة تبقى وجهة للسياحة الصيفية والمتنزهين، نظرا لوجود الينابيع السطحية والأودية دائمة الجريان وظلال الغابات الكثيفة التي تعد مواقع مثالية للتنزه، وتنخفض فيها درجات الحرارة مقارنة بمناطق أخرى في المملكة، مؤكدا أن منتجعه، ورغم حداثة تشغيله، يعمل بشكل جيد، وبنسبة حجوزات تصل إلى 100 %.
عمل على مدار 24 ساعة
ويقول صاحب منتجع آخر، حابس عنانبة، إن موجة الحر السائدة هذه الأيام أسهمت بزيادة الإقبال على المشاريع السياحية، لا سيما التي تتوافر فيها برك السباحة، ما جعلها تعمل على مدار 24 ساعة، كما أسهم قدوم المتنزهين بتنشيط الحركة في هذه المزارع، مؤكدا أن جميع المشاريع السياحية بلغت نسب الإشغال لديها 100 %، في حين دعا الجهات البيئية والخدمية، وفي ظل ارتفاع أعداد المتنزهين، إلى تكثيف جهودهم للتعامل مع مخلفات التنزه، ومراقبة الغابات ومواقع التنزه لمنع نشوب الحرائق.
وبحسب صاحب منتجع حمزة شويات، فإن مشاريعهم تشهد هذه الأيام الحارة إقبالا كبيرا من العائلات والشباب من داخل وخارج المحافظة، لوجود برك السباحة فيها، مؤكدا أن أعمالهم تستمر حتى في ساعات الليل وحتى الصباح.
إلى ذلك، يقول المواطن حسن أبو خطاب إنه اعتاد في مثل هذه الظروف الجوية الحارة استئجار إحدى برك السباحة بمبلغ معقول، واصطحاب أسرته طيلة ساعات النهار وكذلك الليل لممارسة السباحة هربا من الأجواء الحارة، مشيرا إلى أنه يشاهد كثيرا من الشباب يلجؤون في مثل هذه الأجواء الحارة إلى وادي كفرنجة، وعمل برك سباحة عبر بناء حواجز وسدود بالحجارة وإحكام إغلاقها بأغطية بلاستيكية، ما يتيح لهم تجميع مياهها على شكل برك لممارسة السباحة بالمجان، بعد أن غصت المسابح والبرك في الشاليهات والمزارع.
من جهتها، أشارت عضو جمعية نسمة شوق السياحية، نادية محمد، إلى أن الموسم الحالي يعد الأنشط منذ سنوات، مبينة أن مشروع التلفريك وزيادة الترويج للمعالم السياحية، مثل القلعة ومتحف مار إلياس والمحمية، وارتفاع درجات الحرارة، كلها أمور أسهمت باستقطاب الزوار من داخل وخارج المملكة.
وشهدت المحافظة، نهاية الأسبوع الماضي، وما تزال، إقبالا كبيرا من المتنزهين، حيث كان التلفريك وقلعة عجلون ومحمية غابات عجلون من أبرز الوجهات السياحية في المحافظة والأكثر استقطابا للسياح العرب والأجانب والزوار والمتنزهين المحليين، نظرا لتعدد مرافقها وبرامجها الطبيعية والسياحية والبيئية.
ماذا عن محمية عجلون؟
ووفق مصادر المحمية، فإنها تعد موقعا مهما للسياحة البيئية والريفية، مشيرة إلى أن نسبة الإشغال في المحمية وصلت نهاية الأسبوع الماضي إلى 100 %، ومبينة في الوقت ذاته، أنه يوجد في المحمية ثلاثة برامج رئيسية، وهي خدمة الإقامة للزائر من خلال الأكواخ المتواجدة، وعددها 38 كوخا مجهزة بالخدمات الفندقية والترتيبات الداخلية والمرافق كافة التي يحتاجها الزائر، بمساحات مختلفة وإطلالات مميزة، بطاقة استيعابية في اليوم تصل إلى 140 شخصا.
كما بينت المصادر أنه يتوافر في المحمية خدمات الطعام والشراب من خلال مطعمين، واحد للجمعية الملكية لحماية الطبيعة وهو مطعم البلوط، والثاني مطعم الأيل الأسمر الموجود داخل المحمية، كما أنها تضم 6 ممرات سياحية، وهي الأيل الأسمر، والرك روز، والصابون، وبساتين عرجان، ومار إلياس، وممر قلعة عجلون، التي توفر للسائح إمكانية التجول بالغابات والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار وزيارة القرى وتناول وجبات الطعام الريفية في القرى المحيطة، وزيارة البساتين والأودية وشراء المنتجات الزراعية من المزارعين.
يذكر أنه تم تطوير قرية ألعاب المغامرة في المحمية، التي تحتوي على ألعاب وأنشطة رياضية لمحبي المغامرة، منها لعبة العبارة الهوائية، والأرجوحة العملاقة، والإنزال، والتسلق على حائط بارتفاع 20 مترا، فيما يتوقع هذا العام افتتاح بيت العسل، وكافيه الأعشاب، وركن الإبداع في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة.
زوار من داخل الأردن وخارجه
ويقول مدير سياحة المحافظة، فراس الخطاطبة، إنه ورغم درجات الحرارة المرتفعة، إلا أن المحافظة تشهد انتعاشا ملحوظا في الحركة السياحية مع توافد أعداد كبيرة من الزوار من داخل الأردن وخارجه للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والمناخ المعتدل والمواقع التاريخية والدينية التي تزخر بها المحافظة، والاستمتاع بأجواء المنتجعات وبرك السباحة، ما انعكس على ارتفاع كبير في الطلب على الشاليهات والمشاريع السياحية المختلفة.
وأكد أن فرق المديرية تتابع التزام المنشآت السياحية بالمعايير والاشتراطات المطلوبة لخدمة الزوار، مشيرا إلى أن التلفريك، والقلعة، وسد كفرنجة، وأودية راجب وحلاوة وعرجان، شهدت جميعها ارتفاعا كبيرا في حركة التنزه، فيما بين أن كوادر المديرية تواصل توزيع مياه الشرب الباردة على زوار قلعة عجلون بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وقد لاقت هذه المبادرة ارتياحا وترحيبا من الزوار.
ودعا الخطاطبة، الزوار، للاستمتاع بتجربة سياحية أصيلة وآمنة في عجلون، والمستثمرين والمبادرات الشبابية لاستثمار الزخم الحالي في تطوير مشاريع سياحية صغيرة تسهم في تنمية المجتمع المحلي وتعزيز الاقتصاد الأخضر.
وفي الأثناء، ومع تزايد أعداد المتنزهين، تواصل بلديات المحافظة ومجلس الخدمات المشتركة تنفيذ حملات نظافة مكثفة في جميع مناطق اختصاصها، بغية الحفاظ على الوضع البيئي وتعزيز المنظومة البيئية في تلك المناطق.
وأوضحت الجهات المعنية أن حملات النظافة البيئية تم التوسع بها لتشمل الأماكن السياحية ومناطق التنزه التي يؤمها المتنزهون والسياح، مؤكدة أهمية الحفاظ على نظافة أماكن التنزه والغابات الخلابة لتبقى نقاطا جاذبة للسياحة.

 عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة