فوضى شارع الحسبة تضع بلدية عجلون أمام اختبار الحلول

عجلون- يرى متابعون للواقع التنظيمي في مدينة عجلون، أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن لها، في حال تنفيذها، التخفيف من حالات الاختناقات المرورية، وتعدي البسطات على الأرصفة والطريق، وإعادة تنظيم شارع الحسبة وتأهيله بما يتناسب مع طبيعة صحن المدينة الضيق بواقع الحال المفروض، بسبب الأبنية القائمة التي لا يمكن بأي حال إزالتها.

وأكدوا أن المشكلة تتفاقم مع تزايد أعداد زوار المحافظة، وحاجتهم للمرور من الشارع الرئيس وسط المدينة خلال ذهابهم للمواقع الأثرية والمشاريع السياحية، كقلعة عجلون ومحطات التلفريك.
ويطالب المواطن علي الصمادي، بضرورة التزام التجار في الشارع الرئيس وشارع الحسبة في مدينة عجلون بقرارات لجنة السلامة العامة بعدم الاعتداء على حرم وسعة الشارع، وضرورة تعاون الجميع والالتزام بسيادة القانون وإتاحة المجال لرواد السوق للتسوق بكل سهولة ويسر، وعدم إعاقة أعمال البلدية الهادفة إلى تنظيم ومنع أصحاب بسطات الخضار في شارع الحسبة من التعدي على الشارع، وإتاحة المجال للمشاة والمتسوقين للتجوال بأريحية من دون مضايقات، حتى يبقى شارع الحسبة ووسط عجلون التجاري بأبهى صورة.
ويؤكد المواطن كمال مخلوف، أن الواقع التنظيمي لمنطقة وسط مدينة عجلون ما يزال صعبا، فهو شارع ضيق يستحيل توسعته نظرا لمحاصرة المباني لكلا جانبيه، وهو ما يفرض تحديات جمة على الجهات المعنية التي طالما بحثت عن حلول لإنهاء أزمة السير وفوضى الاصطفاف وانتشار البسطات، مؤكدا أهمية إنشاء مواقف للمركبات ودراسة تغيير اتجاه السير وترحيل البسطات كحلول للتعامل مع واقع مفروض.
وأضاف مخلوف، أن الحل الجذري يكمن في توفير مواقف كافية للمركبات، ونقل البسطات إلى موقع بعيد عن الوسط التجاري، مبينا أن وسط مدينة عجلون يعاني من واقع حال مفروض عليها، وذلك بسبب ضيق سعة الشارع في الأصل، وتعذر توسعته بسبب انتشار المباني والمحال على جانبيه.
تغيير اتجاهات بعض الطرق
أما المواطن بدر الصمادي، فيطالب، من جهته، بتكثيف شرطة السير للحد من الاختناقات المرورية، وعمل دراسة لتغيير اتجاهات المرور لبعض الطرق، مبينا في الوقت ذاته، أن المواقف الحالية للمركبات تقع بعيدا عن مركز المدينة.
ويقترح الصمادي، أن يتم عمل موقف في موقع صحي عجلون الشامل المستأجر بعد أن يتم نقله إلى مبناه الجديد والمتوقع خلال العام المقبل، ما يستدعي من البلدية استئجاره من وزارة الأوقاف وتأهيله، وكذلك عمل سقف لمجمع حافلات عجلون الحالي بمساحة مناسبة، وعمل طابق ثان يخصص لمواقف المركبات.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالسوق التجاري وسط عجلون ومعاناة التجار في نقل بضائعهم وصعوبة وصول زوار المحافظة والزبائن إليه، فإن ما يفاقم المشكلة هو وجود البسطات التي تحد من سعة شارع الحسبة، مقترحا عمل “هنجر” ونقل تلك البسطات إليه، وتبليط الشارع المحاذي لمسجد عجلون القديم بمواصفات تتلاءم مع طبيعة المنطقة التراثية، بحيث يمنع التجار من التعدي عليه، ويقتصر على مرور المشاة ليكون شارعا سياحيا.
وبحسب الناشط منذر الزغول، فإن صحن مدينة عجلون ووسطها التجاري يعانيان من اختناقات مرورية منذ عقود، ما يستدعي إيجاد حلول جذرية تنهي المشكلة، وتكون قائمة على دراسات فنية متخصصة، مؤكدا أن المكان يعاني من ضيق في سعة الشارع، والوقوف المزدوج للمركبات في ظل عدم توفر مواقف عامة أو خاصة، وتعدي أصحاب المحال والبسطات على الأرصفة والشارع.
وأكد أن وسط مدينة عجلون يعاني من الأزمة المرورية الخانقة، خصوصا المنطقة الممتدة من مبنى الاتصالات إلى شجرة الكينا، ومن ثم باتجاه شارع القلعة وحتى مبنى مديرية صحة عجلون، وباتجاه إربد حتى المنطقة أسفل مبنى الكركون، وكذلك المنطقة الواقعة في أعلى مجمع الباصات التي يتفرع منها طريق باتجاه وسط المدينة والطريق الآخر باتجاه شارع القلعة.
واقترح الزغول، أن يتم إعادة تنظيم حركة السير وسط المدينة وفي محيطها، وتحديد اتجاهات بعض الشوارع والدخلات بما لا يؤثر على الوسط التجاري والسكان، ويوفر مرورا سلسا وآمنا لزوار المحافظة والمدينة.
حملات رقابية لإزالة التعديات
من جهته، قال رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى المهندس محمد البشابشة، إن البلدية باشرت، مؤخرا، بتنفيذ حملات رقابية لإزالة التعديات على شارع الحسبة وسط مدينة عجلون لتسهيل حركة مرور المواطنين ومركباتهم، مؤكدا أن البلدية تولي الجانب الرقابي على الصحة الأهمية القصوى.
وأكد البشابشة، أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لتفعيل عمل اللجان الرقابية التي من شأنها تمكينها من القيام بعملها بكفاءة عالية، ما سينعكس إيجابا على تعزيز الواقع البيئي والصحي في المدينة.
بدوره، بين مدير الشؤون الصحية والبيئية في البلدية المهندس إبراهيم الزغول، أنه تم إعداد خطة عمل وبرنامج مدروس لعمل المديرية يتضمن وضع آلية ممنهجة لتطوير وإعادة تأهيل شارع الحسبة الممتد من وسط مدينة عجلون حتى مجمع السفريات، مشيرا إلى أن الخطة تتضمن تنفيذ حملات مكثفة على الأسواق بهدف إزالة التعديات وتحرير المخالفات بحق المعتدين على الشوارع والأرصفة.
وأكد أنه لن يكون هناك تهاون في إزالة التعديات من سعة الشارع العام، مبينا أن الخطة تتضمن إعادة تأهيل محيط مسجد عجلون الكبير وشارع الحسبة من خلال رفع التعديات عن الشارع، وعمل حواجز معدنية لمنع الباعة وأصحاب المحال التجارية من التجاوز والتعدي على الشوارع والأرصفة بشكل يتيح للمواطنين التسوق بسهولة.
وكشف الزغول عن تحرير 64 إنذارا بحق محال مخالفة وغير مرخصة لغايات تصويب أوضاعها وفق القانون من خلال مديرية رخص المهن في البلدية، محذرا الباعة من إلقاء النفايات ومخلفات البسطات بشكل عشوائي في غير الأماكن المخصصة لمنع تشكل المكاره الصحية.
كما أكد أن البلدية لا تسعى لقطع الأرزاق، وإنما لتنظيم الأسواق بشكل متوازن يضمن سهولة التنقل والمرور والتسوق من دون أي معوقات، داعيا التجار والباعة للتعاون التام مع البلدية لتسهيل أداء عملها وإنفاذ القانون.
مشكلة الازدحامات المرورية
إلى ذلك، بحثت لجنة السير المحلية في المحافظة السبل الكفيلة بإيجاد مقترحات وحلول مناسبة، بغية تنظيم الواقع المروري في مدينة عجلون.
وأكد نائب محافظ عجلون متصرف لواء القصبة الدكتور محمد الحسامي، خلال ترؤسه اللقاء الذي عقد في مبنى المحافظة، بحضور أعضاء لجنة السلامة المرورية، ضرورة معالجة مشكلة الازدحامات المرورية وسط المدينة وتفعيل الخطة المرورية التي تم إعدادها بما يتناسب وطبيعة المدينة.
بدوره، قال عضو اللجنة المدير الإداري في البلدية حسين القضاة “إننا نواصل تنفيذ خطط تنظيم الأسواق من خلال إزالة التعديات على شارع الحسبة وسط مدينة عجلون والأرصفة، بهدف إتاحة المجال للمواطنين والمركبات سهولة المرور من دون أي معوقات”، لافتاً إلى أن الحملات مستمرة لمنع الاعتداء على الشارع العام وممرات المشاة، ما يسهم في تحسين الواقع المروري.
وأجمع أعضاء اللجنة على أهمية الإسراع بتنفيذ مجموعة من الحلول العملية التي من شأنها الحد من الاختناقات المرورية في المدينة، من خلال منع الوقوف على الإشارة الضوئية وسط المدينة، بحيث يسمح فقط بالتحميل والتنزيل للركاب، وتركيب الشواخص المرورية التي تبين الاتجاهات لمدينة عجلون لوجود خطأ في الموقع الموجود على تطبيقات الخرائط (GPS)، ومتابعة التزام الباصات بالوصول إلى نهاية الخط المحدد، ومخالفة غير الملتزمين وتثبيت دورية أمنية أمام كلية عجلون الجامعية لتنظيم السير، خصوصا أوقات الذروة.

عامر  خطاطبه/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة