“نُورٌ قُرشيّ مِن الحجازِ للعالمِ أجمّع” // غيث بلال بنى عطا

نُورٌ مِن مُحيا من لهُ، و بيّومِ مولدهِ أضاءت الدُجىَ ليقلبَ نوراً ينبثقُ بدراً من حديثهِ، و مِن نجومِ آياتٍ مُحكماتٍ نطقها و خطاها خُيّرُ ما أنجبّت النساءُ، و ما دّبَ على الأَرضِ ليكونَ مشكاةً مِن نُورٍ تقودُ التائهيّنَ لتخرجهم من ظُلماتِ التيّهِ، والضلال.
في أثنا عشرةَ ربيعاً أَزهرّت مكةُ بمّن بها، و نُوراً أضاءت بهِ قصوراً بالشامِ، وهدمت بيومها لهيّب الفُرس، وداست على المجوسِ لتتعالى كلماتُ الحق للعُلىَ لتُصبّحَ راياتٍ خافقةً بذكرىَ اللّه و صلاةً على من ولدَ يتيماً فكانَ و ما زالَ أُمةً و كتاباً للحق يمشي بأَخلاقهِ ، وسيّرتهِ العطرةِ التي أصبحت فجراً، و دليلاً لمن تاهَ في صحراءِ الظلامِ، و الحيادِ عن ربِ العبّادِ.
عامُ الفيّل بهِ أَعتقدَ أَبرهةَ الأشرمُ أُنهُ ربٌ دون الله يُعبدُ، و أن ظلامهُ كاسحٌ فجأهُ جندُ اللهِ بطيُورٍ أبابيّلٍ ترميّهِ بحجارةٍ من غضبٍ ومعها، ولدَ من لهُ و بهِ نُشرَ الله عبّرهُ دعوةَ الحق المُبيّن بكتابٍ حُروفهُ أنارت القُلوب، و الأنفسُ ممن بدرهُ، و حضورهُ رفعَ بهِ كلمة الله لتكونَ العُليا بهِ، و بصاحبتّهِ الكرام بإِذنِ اللهِ ذو القوةِ، والجلالِ الرحمّنِ الرحيّم.
بقلم/غيث بلال محمود بنى عطا