عجلون.. مطالب بتعزيز عناصر السلامة المرورية على الطرق الخطرة

عجلون- يحذر مواطنون وناشطون في محافظة عجلون، من مخاطر تشهدها العديد من الطرق في المحافظة، وتتمثل بضيق أغلبها، خصوصا الزراعية، وافتقارها للإنارة والعواكس الليلية، والحواجز الحديدية والإسمنتية في المواقع الخطرة، ووجود بعض العوائق وسطها كأعمدة الكهرباء، مطالبين بحل تلك المشاكل، لا سيما أن المحافظة ذات طبيعة طبوغرافية وعرة وشديدة الانحدار.
ودعوا، كذلك، إلى تجاوز تلك المخاطر في الطرق التي يجري تنفيذها حاليا، كطريق الطواحين، ليكون بأربعة مسارب وتفصل بينها جزيرة وسطية، ومزودا بالإنارة، وتشكيل لجان فنية لتحديد احتياجات الطرق كافة، ورصد المخاطر عليها للمباشرة بتصويب أوضاعها.
وبحسب المواطن ماهر أبو رامي، فإن العديد من الطرق في محافظة عجلون، ما تزال موحشة أثناء المسير بها ليلا، لافتقارها للإنارة والعواكس الليلية، مشيرا إلى أن الخطر يتزايد في حال وجود عوائق في الطريق كالأشجار والأعمدة، أو مرورها بمناطق سحيقة وشديدة الانحدار.
ودعا أبو رامي إلى تشكيل لجان فنية من الجهات المعنية، كالأشغال والبلديات، لتحديد المواقع الخطرة في الطرق القائمة ومعالجتها، وكذلك تزويد جميع الطرق التي يجري العمل بها حاليا، كطريق وادي الطواحين، لتكون بالشكل المثالي من خلال فصلها بجزيرة وسطية، وجعلها باتجاهين، ومسربين في كل اتجاه على أقل تقدير، وإنارتها.
أما المواطن سامي فريحات، فيؤكد من جهته، أنه ما يزال يشاهد أعمدة كهرباء بمنتصف الطرق في مواقع عدة، خصوصا في كفرنجة، مطالبا بإزالتها لتهديدها للسلامة العامة، في حين لفت إلى أهمية ترسيم جوانب الطرق الرئيسية والقروية والفرعية بالطلاء العاكس على أطرافها ومنتصفها، فهي عادة ما يجد بعض السائقين صعوبة بالمسير عليها أثناء الليل.
عشرات المواقع الخطرة
ويشير المواطن محمد عنانبة إلى عشرات المواقع الخطرة في عموم المحافظة، التي ما تزال تفتقر لعناصر السلامة المرورية، وتتزايد خطورتها مع الهطولات الغزيرة، لافتا إلى المنطقة المطلة على سد كفرنجة الواقعة على طريق الأغوار، تحتاج على طولها إلى حواجز إسمنتية وحديدية نظرا لوجود منحدرات سحيقة وتوافد كثير من المركبات والمتنزهين لها، ما يستدعي الاعتناء بها، بعمل مواقف وساحات مضاءة وإشارات تحذيرية وحواجز معدنية.
وطالب عنانبة، مجلس المحافظة والأشغال والبلديات، بتحديد تلك المواقع، وتأمين الطرق الخطيرة بحواجز معدنية، وعواكس ليلية، ووضع إشارات تحذيرية، وإنارتها ليلا، خصوصا أن الكثير من الزوار يأتون من خارج المحافظة، بحيث لا يكون لديهم علم بطبيعة المنطقة وخطورتها.
ويرى عضو مجلس المحافظة السابق والناشط منذر الزغول، أن طبوغرافية محافظة عجلون، حيث انحدارات الطرق الشديدة والمنعطفات الخطرة ومحاذاتها للأودية السحيقة، تحتم اهتماما رسميا خاصا بعناصر السلامة المرورية على الطرق ومضاعفة مخصصاتها التي كانت لا تتعدى في أعوام سابقة خمسين ألف دينار سنويا، وذلك لتفادي وقوع حوادث سير خطرة، كما حدث بأوقات سابقة.
وأوضح الزغول أن هذه العناصر الضرورية التي تفرضها الطبيعة الوعرة، تتمثل بوضع حواجز حديدية وإسمنتية على جوانب الطرق في الأماكن السحيقة، وتخطيطها وتزويدها بالعواكس الفسفورية، والإشارات التحذيرية والإرشادية وإنارتها، وتحسين مدى الرؤية بتقليم الأشجار على جوانبها، خصوصا في ظل تزايد أعداد الزوار المحليين والعرب والأجانب لمختلف مناطق المحافظة، والذين لا يكون لهم معرفة سابقة بطبيعة هذه الطرق وخطورتها، إضافة إلى ضيق كثير من الطرق المصنفة بالقروية والزراعية التي تسلكها مركبات المتنزهين، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المواقع الخطيرة التي ما تزال تفتقر إلى عناصر السلامة العامة.
وفي المقابل، ترى جهات معنية أنها تعمل، وضمن إمكاناتها، على معالجة المواقع الأكثر خطورة، مقرة بحاجتها إلى مزيد من المخصصات لحل هذه المشاكل جذريا.
معالجة المواقع بحسب خطورتها
وتؤكد مصادر في مديرية أشغال المحافظة، أن المديرية، وضمن موازنتها، تقوم بما تستطيع لمعالجة تلك المواقع بحسب خطورتها، كما أن كوادرها ولجانها الفنية تقوم بمتابعة تلك المواقع ودراستها وإعداد التوصيات المناسبة لمعالجتها، وحسب أولوياتها، مشيرة إلى أن مخصصات السلامة المرورية ما تزال غير كافية لمعالجة أوضاع جميع الطرق في المحافظة، معربة في الوقت ذاته، عن أملها بزيادتها في الموازنات المقبلة لتلبية حاجات الطرق المختلفة.
من جهتها، تؤكد مديرية شرطة المحافظة، أن مديرية الأمن العام تحرص على بذل جميع الجهود الممكنة لتوفير بيئة مرورية آمنة على الطرقات، كما وضعت على عاتقها إيلاء ملف السلامة المرورية كأولوية وطنية قصوى، ومضت لتطبيق إستراتيجيتها المرورية التي عملت من خلالها على توطيد التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات والجهات ذات العلاقة بالشأن المروري، بهدف الحفاظ على سلامة مستخدمي الطرق وخفض نسب الحوادث المرورية.
وأقر رئيس لجنة مجلس المحافظة المهندس معاوية عنانبة، بحاجة العديد من الطرق في المحافظة لتعزيز وسائل السلامة المرورية، خصوصا مع طبيعة المحافظة ذات الانحدارات الشديدة، مبينا أنه سيتم مراعاة هذه المشكلة عند إقرار الموازنة المقبلة للمجلس.
وشدد عنانبة على ضرورة تعزيز الجهود التشاركية بين المجلس والجهات المعنية كافة لتحقيق العمل والإنجاز الذي يصب في خدمة المصلحة العامة، ومعالجة مواطن الخلل.
يشار إلى أن التقرير السنوي للحوادث المرورية في الأردن للعام 2024 الصادر عن مديرية الأمن العام، أظهر تسجيل إصابة بشرية كل ثلاثين دقيقة نتيجة حادث مروري، فيما يقع حادث دهس كل ساعتين، ويتم تسجيل وفاة كل ست عشرة ساعة، ما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه المنظومة المرورية، ويؤكد ضرورة الاستمرار في جهود التوعية، وتشديد إنفاذ القانون، وتحديث البنية التحتية.
وبحسب التقرير، بلغ عدد الحوادث المسجلة العام الماضي 190175 حادثا مروريا، منها 11950 حادثا نتج عنها 543 حالة وفاة، و855 إصابة بليغة، و6597 متوسطة، و10823 بسيطة، موزعة على مختلف مناطق المملكة.
وأشار إلى أن حوادث الصدم شكلت النسبة الكبرى من إجمالي الحوادث التي نتج عنها إصابات، بنسبة بلغت 57.7 بالمائة، في حين شكلت الحوادث التي نتجت عنها وفيات ما نسبته 4.1 بالمائة، مؤكدا أن الحوادث المرورية ما تزال تشكل تحديا مستمرا أمام الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز السلامة العامة، لما لها من آثار جسيمة على الأرواح والممتلكات، فضلا عن كلفتها الاقتصادية والاجتماعية الواسعة.
كما أشار التقرير إلى أن المملكة سجلت، خلال العام الماضي، ارتفاعا لافتا بعدد السكان والمركبات؛ حيث بلغ عدد سكان المملكة 11.734 مليون نسمة، وعدد المركبات المسجلة 2008765 مركبة، إلى جانب دخول 783156 مركبة أجنبية إلى أراضي المملكة.
عامر خطاطبه/ الغد