الهجوم على قطر.. ضربة لثقة الخليج في “المظلة الأمنية” الأمريكية

لم يكن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة مجرد حادث أمني عابر، بل مثّل لحظة فاصلة في علاقة الولايات المتحدة مع حلفائها الخليجيين.

القصف الذي استهدف اجتماعاً لقيادات سياسية من حركة “حماس” أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم عنصر من قوات الأمن القطرية، بينما نجا المسؤولون المستهدفون. ورغم محدودية الأضرار المباشرة؛ إلا أن رمزية الضربة بدت صادمة، خصوصاً أنها وقعت على مقربة من القاعدة الأمريكية الأهم في المنطقة، قاعدة العديد.

ما أثار الجدل أكثر هو أن العملية جرت بضوء أخضر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق ما نقلته صحف أمريكية وعبرية، أشارت إلى أن مركز العمليات الأمريكي في الدوحة، المعروف بمتابعته المستمرة للأجواء، التزم الصمت لحظة القصف.

التناقضات بين الرواية الأمريكية والقطرية عمّقت الأزمة. فبينما أصرّ ترامب على أن الدوحة أُبلغت بالعملية؛ أكد رئيس الوزراء القطري أن الأمر لم يتم إلا بعد وقوع الانفجارات بـ10 دقائق، معتبراً ما حدث “إرهاب دولة”.

اهتزاز المعادلة الأمنية وتداعياتها
منذ عقود؛ اعتمدت دول الخليج معادلة غير مكتوبة: استثمارات مالية ضخمة في الاقتصاد الأمريكي، واستضافة قواعد عسكرية استراتيجية، مقابل ضمان مظلة أمنية أمريكية قادرة على ردع أي تهديد.

غير أن الضربة الإسرائيلية في قلب الدوحة بدت وكأنها تنسف هذه الصيغة. فإذا كانت قطر، الحليف الوثيق لواشنطن والمقر الرئيسي لعملياتها في المنطقة، عرضة لهجوم من هذا النوع دون اعتراض أمريكي، فكيف ستقرأ بقية العواصم الخليجية هذا المشهد؟

ولم تقتصر المخاوف على قطر وحدها. فوفق مراقبين؛ سيضاعف الهجوم من القلق الخليجي تجاه الطموحات الإسرائيلية المتزايدة، ويطرح تساؤلات حول جدوى المليارات التي تُضخ في الاقتصاد الأمريكي مقابل ضمانات باتت موضع شك.

وفي هذا السياق؛ يُرجَّح أن تنشط قوى أخرى – كروسيا والصين – في ملء الفراغ، مستفيدة من اهتزاز الثقة الخليجية بواشنطن. كما يُتوقع أن يكتسب التقارب بين الرياض وطهران مزيداً من الزخم.

ومع كل ما سبق؛ يبقى السؤال المركزي معلّقاً: هل فقدت واشنطن مكانتها كضامن أول لأمن الخليج، أم أنها ستسعى سريعاً لترميم شرعية مظلتها الأمنية الممزقة؟

السبيل – خاص

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة