الضفة المحتلة (بين فرض السيادة والضم)

د. عزت جرادات
*تواجه الضفة الغربية المحتلة، إضافة لإرهاب متطرف يمارسه المستوطنون الأغراب، تواجه تحدياً خطيراً، ربما على مدى طويل، ويتمثّل ذلك بالتلويح الإسرائيلي من حين لآخر بفرض السيادة الإسرائيلية عليها أو ضمّها أو أجزاء منها إلى الكيان الإسرائيلي، وجميع هذه الإجراءات تؤدي إلى هدف واحد وهو الاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي المحتلة، أي الضفة الغربية، وأقل ما يمكن من السكان.
*فالحلم الصهيوني/ الأيديولوجي بأرض الميعاد الوهمي ما يزال متجذّراً في العقلية الصهيونية والمعروف بإسرائيل الكبرى والذي أعلنه الإرهابي نتنياهو على منصة الأمم المتحدة بخارطته الزائفة وهو مشروع قديم/جديد: دَرّسْناه طلاباً، ونُدّرسه معلمين للطلبة، وفق مناهج تربوية أصيلة ولا بد من التعامل معه بجديّة تامة وتعمّق التعريف به، تربوياً وثقافياً وإعلامياً.
* أما فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، والذي يهدد به ذلك الإرهابي، فيتضّمن تهديداً خطيراً لمستقبل الضفة الغربيــــــــة، فتصبح ملحقة بالكيان الإسرائيلي بما يجعلها جزءاً لا يتجزأ عنها أو منها مستقبلياً وهذا يعني ببساطة أن ما يُعرف (بحل الدولتيْن) لم يعد موجوداً، فأين هي الأرض التي تقام عليها الدولة الفلسطينية المنتظرة.
*وأما ضمّ الضفة الغربية، أو أجزاء منها إلى ذلك الكيان الصهيوني، فيعنى الدمج بشكل كامل ودائم بإسرائيل، وتمتين ربطها بالبنية التحتية الإسرائيلية، ونقل صفتها من (الأراضي الفلسطينية المحتلة) إلى وضع(أجزاء من الأراضي الإسرائيلية)، وذلك يعني أيضا طمس أو تقويض إحدى مقومات الدولة الفلسطينية (الأرض والسكان والنظام).
*إن أولويات حاجات الضفة الغربية المحتلة في مواجهة ذلك الإرهاب الإسرائيلي، فتتمثّل في (تمكين) الفلسطينيين في التمسك بالصمود والبقاء والمواجهة، وهذا التمكين يكون بجهد عربي تضامني فهو فوق طاقة بلد وحده، ولا بد أن يتم ذلك بخطة عربية لدعم المؤسسات العامة في الضفة لتمكينها من تقديم الخدمات للسكان، وبخاصة حزمة الخدمات الاجتماعية، التربية والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية.