جيل مالي واعٍ… كيف تصنع مادة الثقافة المالية تغييرًا حقيقيًا في المدارس؟// د.أحمد محمد ربابعة

في عالمٍ يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتتداخل فيه المفاهيم الاقتصادية، أصبح من الضروري أن يمتلك طلبتنا القدرة على فهم إدارة الموارد المالية الشخصية، والتخطيط للمستقبل، والتعامل مع أدوات التكنولوجيا المالية، والاطلاع على مفاهيم التمويل الأخضر وريادة الأعمال. إن تعليم هذه المفاهيم منذ المراحل المدرسية يُشكّل استثمارًا طويل الأمد في عقول الطلبة وسلوكياتهم.
انعكاس المادة على الطلبة
من خلال حصصي اليومية، ألاحظ أثر الثقافة المالية في سلوك الطلبة؛ فهم يبدؤون في التفكير النقدي قبل اتخاذ القرارات المالية، ويُصبح لديهم وعي أكبر بأهمية الادخار، والإنفاق المسؤول، واختيار الفرص الاستثمارية الصحيحة. هذا الوعي لا ينعكس فقط على حياتهم المدرسية، بل يمتد إلى بيوتهم وأسرهم، فيسهم في رفع مستوى الوعي المالي للأسرة والمجتمع.
فوائدها للمجتمع
حين نُعلّم الطلبة إدارة أموالهم بطريقة صحيحة، فإننا نُؤسس لمجتمعٍ أكثر استقرارًا وازدهارًا. الطلبة الواعون ماليًا اليوم هم قادة الغد، وروّاد الأعمال الذين سيبتكرون حلولًا اقتصادية، ويسهمون في تحقيق التنمية المستدامة. إن تعزيز ثقافة الادخار، والتخطيط المالي، والاستثمار الواعي سيُنتج أفرادًا أقل عرضة للديون وأكثر قدرة على المشاركة في بناء اقتصاد وطني قوي.
رسالة من المعلم
أعتبر نفسي شريكًا في رحلة الطلبة نحو اكتساب مهارات حياتية حقيقية. مادة الثقافة المالية ليست مجرد دروس في الكتب، بل هي تطبيق عملي للحياة الواقعية. وأنا أؤمن أن كل حصة أُدرّسها اليوم ستُثمر وعيًا ماليًا متقدمًا غدًا، وستُسهم في تخريج جيلٍ يدير موارده بذكاء ومسؤولية، ليبني مستقبلًا ماليًا مستقرًا ومستدامًا له ولأسرته ولوطنه.
د.أحمد محمد ربابعة