“أهل الكهف”.. موقع تاريخي يجمع عبق الماضي وزهو الحاضر

على بعد نحو 7 كيلومترات من وسط العاصمة عمان، يقع موقع “أهل الكهف” في منطقة الرقيم، حيث يشهد على قصة “فتية آمنوا بربهم” ذكرت تفاصيلها في القرآن الكريم في سورة الكهف.
هذا المعلم الديني الذي ارتبط اسمه بـ”سورة الكهف” يعد موقعا من أبرز معالم السياحة الدينية والتاريخية والأثرية في العاصمة عمان، ويستقبل زواره من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة عصرا من دون مقابل ولا رسوم دخول.
ويشاهد الزائر لموقع أهل الكهف صورة متكاملة تجمع الماضي والحاضر بمكان واحد من المباني الحديثة والحدائق المنتشرة في الموقع، ليصل إلى الكهف الذي يشعر بروحانية المكان عند دخوله.
وبعد عتبة الكهف، وهو مغارة بالأصل، يشاهد الزائر على يمينه نجمة ثمانية منقوشة على أحد القبور، وهي إشارة إلى عدد الأشخاص السبعة الذين كانوا في الكهف مع كلبهم.
ويضم الكهف سبعة قبور فارغة من العظام التي جمعت في موقع قرب القبور الأربعة الموجودة على يمين الكهف، وعلى اليسار يوجد ثلاثة قبور ليستمر الزائر بالمشي للأمام بضع خطوات ليقف على العتبة التي كانوا يجلسون وينامون عليها والتي يوجد فيها معروضات أثرية متنوعة.
كما يرى الزائر إلى موقع أهل الكهف أنقاضا للآثار، وهي لمسجد قديم تم بناؤه فوق الكهف وبقايا فيسفساء وعين ماء وقبور بيزنطية.
وقال مدير الموقع الشيخ المعتصم بالله الحنيطي “إن موقع أهل الكهف من أهم المواقع الدينية في عمان، وهو يستقبل زواره من مختلف الجنسيات والأديان”.
وأكد الحنيطي أن موقع أهل الكهف يقع على مساحة تصل إلى 100 دونم في منطقة الرقيم في أبو علندا.
وقال مشرف الموقع م.محمود الحنيطي “إن الموقع يستقبل أسبوعيا ألف زائر منذ بدء العدوان على غزة ونحو 50 ألف زائر سنويا، بنسبة تراجع تصل إلى 66.6 % مقارنة بالفترة ما قبل العدوان التي كان يصل عدد الزوار فيها إلى نحو 150 ألف زائر محلي ومن مختلف الدول العالم”.
وأكد الحنيطي أنه الموقع الوحيد بالأردن الذي يقدم شرحا تفصيليا للزائر بسبع لغات، من ضمنها لغة الإشارة، وهذا دليل على الاهتمام والرعاية التي يقدمها الموقع لزواره المحلين والعرب، بالإضافة إلى الأجانب.
وقامت “الغد” بجولة ميدانية في الموقع، ظهر خلالها اهتمام واضح بنظافة المكان الذي يضم قاعة لاستقبال الزوار ومرافق صحية مميزة وحدائق.
والتقت “الغد” مع زوار دوليين عرب أكدوا أهمية الموقع وسهولة الوصول إلى الكهف، إضافة إلى التنظيم والرعاية المميزة للمكان.
وقالت السائحة زينب القادمة من جمهورية مصر العربية “إن المكان يشكل موقعا روحانيا يبث الراحة النفسية في صدر السائح ويعزز عظمة الخالق في هذا الموقع ذي المساحة الصغيرة”.
وأضافت “هذا المكان من أهم المواقع الدينية الإسلامية بمختلف دول العالم لأنه يروي قصة فتية ذكرت في القرآن الكريم”.
وعن مستوى النظافة والخدمات المقدمة من الموقع، أكدت أنها مميزة، ومختلف العاملين في الموقع يقدمون خدماتهم كافة للحفاظ على الموقع وزواره.
وقالت السائحة اللبنانية ليلى التي تزور الموقع للمرة الثانية “هذا موقع يبث الطمأنية والعظمة في نفوس زواره، ويروي لزواره معجزة ربانية ذكرت في كتابه الكريم”.

 

وأكدت أن موقع أهل الكهف من أهم المواقع الدينية على مستوى العالم، ويجب إيصال هذا الموقع بقيمته الثرية تاريخيا ودينيا وسياحيا إلى دول العالم كافة.
وقال الزائر المحلي أبو محمد القادم إلى “الكهف” لأول مرة من محافظة جرش هو وأبناؤه “إن الموقع رسالة عنوانها عظمة الخالق يراها الزائر في مكان بسيط صغير”.
وأكد أبو محمد أن موقع أهل الكهف مكان يجمع السياحة والدين والآثار في موقع واحد نظيف ومميز يقدم الاحتياجات كافة للزائر الذي يصل إليه بسهولة ويسر.

 

 محمد أبو الغنم/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة