أهمية إضاءة الطريق السياحي (السوس – سوس راسون) ودور الجهات الرسمية في تطويره

محامي محمد صدقي الغرايبة
=
يُعد طريق السوس – سوس راسون أحد أبرز المسارات السياحية في محافظة عجلون، حيث يمر عبر مناطق حرجية كثيفة الأشجار، ويربط بين عدد من القرى الحيوية مثل عرجان وراسون وأم الينابيع. ولا يقتصر دوره على تسهيل حركة السكان المحليين، بل يشكل مسلكاً رئيسياً يستقطب آلاف الزوار من مختلف محافظات المملكة ومن دول الخليج العربي خلال مواسم الربيع والصيف والخريف، الأمر الذي يجعله جزءاً لا يتجزأ من المشهد السياحي المميز للمحافظة.
ورغم هذه الأهمية، ما يزال الطريق يعاني من غياب شبكة إنارة متكاملة، وهو ما يضاعف من المخاطر على مستخدميه، خاصة في ساعات الليل. فطبيعة التضاريس الجبلية وكثرة المنعطفات والازدحام المروري الموسمي تزيد من احتمالات وقوع الحوادث، إلى جانب المخاطر الناجمة عن انزلاقات الشتاء أو ظهور الحيوانات البرية والطرق الجانبية الضيقة. ومن هنا، لم يعد تزويد هذا الطريق بالإنارة الكافية مطلباً خدمياً ثانوياً، بل ضرورة ملحّة تتعلق بالسلامة العامة وتعزيز التنمية السياحية والاقتصادية.
إن توفير الإنارة يحقق أبعاداً متعددة، فهو يعزز الشعور بالأمن والأمان لدى السائقين والمشاة، ويدعم استدامة الأنشطة السياحية والاقتصادية على امتداد الطريق من مقاهٍ ومشاريع صغيرة ومتاجر محلية. كما يرفع من رضا الزوار ويعزز صورة عجلون كوجهة سياحية منافسة على المستويين المحلي والإقليمي. وإلى جانب ذلك، يمكن اعتماد حلول الإضاءة الذكية المراعية للبيئة، بما يحد من التلوث الضوئي ويحافظ على خصوصية الطبيعة الحرجية.
أما على صعيد الأدوار المؤسسية، فإن مسؤولية تطوير الطريق تقع على عاتق عدة جهات رسمية:
• محافظة عجلون: من خلال التنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة، وإجراء الدراسات الميدانية لتحديد أولويات الإنارة تبعاً لمناطق الخطورة والكثافة المرورية، إلى جانب تهيئة البنية التحتية المساندة مثل مواقف السيارات ونقاط الاستراحة.
• وزارة الأشغال العامة والإسكان: تتولى الجانب الفني والهندسي، بدءاً من إعداد التصاميم اللازمة، مروراً بتنفيذ أعمال البنية التحتية للأعمدة وشبكات الكوابل، وصولاً إلى توفير أنظمة السلامة المرورية، فضلاً عن مسؤوليتها في رصد الموازنات وإدراج المشروع ضمن الخطة الوطنية لتطوير الطرق السياحية.
• شركة الكهرباء الأردنية: تتحمل مسؤولية ربط أعمدة الإنارة بالشبكة العامة، وضمان استقرار التيار الكهربائي، مع إمكانية تبني أنظمة هجينة تعمل بالطاقة الشمسية لتقليل الكلف التشغيلية. كما يقع على عاتقها تنفيذ أعمال الصيانة الدورية بما يكفل استدامة الخدمة.
وبذلك، فإن إنارة طريق السوس – سوس راسون لا تمثل مجرد تحسين في البنية التحتية، بل تشكل استثماراً استراتيجياً في السلامة العامة، والتنمية السياحية، والاقتصاد المحلي، وتسهم في تعزيز مكانة عجلون كوجهة سياحية مستدامة، تتكامل فيها جهود الدولة والمجتمع المحلي لخدمة الصالح العام.
المحامي محمد صدقي الغرايبه