الذكاء الاصطناعي في الثقافة المالية: رؤية وزارة التربية لصناعة جيل رقمي// د.أحمد محمد ربابعه

يشهد العالم اليوم تحولات متسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، وهي تحولات باتت تؤثر بشكل مباشر في جميع مناحي الحياة، بما فيها التعليم. ومع هذه التغيرات، أصبح من الضروري أن تتبنى النظم التعليمية سياسات واضحة لإدماج التكنولوجيا في المناهج، وهو ما بدأت وزارة التربية والتعليم الأردنية بتطبيقه تدريجيًا ضمن خططها التطويرية.

تُعد مادة الثقافة المالية من أهم المواد التي يمكن أن تعكس هذا التوجه؛ فهي تهيّئ الطلبة لفهم الاقتصاد الرقمي، وتعلّمهم مهارات إدارة المال والتحليل المالي باستخدام أدوات وتقنيات حديثة. وعندما تُدمج هذه المادة بالذكاء الاصطناعي، يصبح الطالب أكثر قدرة على التفكير النقدي، وتحليل البيانات، والتعامل مع نماذج محاكاة واقعية تفتح له آفاقًا واسعة في سوق العمل المستقبلي.

غير أن نجاح هذه النقلة النوعية يتوقف على تأهيل الكادر التعليمي؛ فالمعلم هو القادر على تحويل التكنولوجيا إلى تجربة تعليمية حية داخل الصف. ومن هنا تبرز الحاجة الملحة لعقد دورات تدريبية متخصصة للمعلمين في استخدام الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، بما يضمن تطبيقًا عمليًا يثري المناهج ويُحفّز الطلبة على الابتكار.

إن وزارة التربية والتعليم، بطرحها لهذا التوجه، لا تواكب العصر فحسب، بل تصنع مستقبلًا ينسجم مع متطلبات الاقتصاد الرقمي العالمي. فدمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في مادة الثقافة المالية لم يعد خيارًا إضافيًا، بل ضرورة استراتيجية لصناعة جيل رقمي واعٍ قادر على المنافسة والإبداع في عالم سريع التغير.
د.أحمد محمد ربابعه
مدرس لمادة الثقافه مالية في وزارة التربية والتعليم.

التعليقات

  1. د.محمد يقول

    بالتوفيق دكتور
    مقال رائع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة