يوم المعلم .. يوم وطن


محامي محمد صدقي الغرايبة

 

في يوم المعلم ثمة رسالة ينبغي ان توجه بفخر واعتزاز من الآباء والأمهات ومن كل طالب جلس على مقاعد الدراسة مهما بلغ من العمر، وهي ليست رسالةً خجولةً تقدمً على استحياء وليست مجرد كلمات شكر عابرة، بل هي رسالة فخر واعتزاز ورسالة اعترافات يساورها شك بالدور المحوري الذي تلعبونه في بناء الأجيال وصناعة المستقبل.

لقد كنتم وما زلتم معشر المعلمين وستبقون المنارة التي تضيء دروب طلابكم، والبستان الذي يغرس فيهم بذور المعرفة، والقيم، والأخلاق. دوركم لا يقتصر على تقديم العلم والمعرفة، بل تبثون روح الفضول، وتشجعون على التفكير النقدي، وتصقلون شخصيات الطلبة ليصبحوا أفراداً فاعلين ومنتجين في مجتمعاتهم.

ندرك جميعا أن مهنة التعليم ليست سهلة ولا يستطيع إنسان إتقانها بتفان ؛ إنها تتطلب صبراً لا ينضب، وعطاءً بلا حدود، وتفانياً يلامس الإيثار… لكم منا كل الاحترام والتقدير على قدرتكم على تحويل التحديات إلى فرص، وعلى التعامل مع كل طالب كعالم فريد يستحق الرعاية والاهتمام.

ولا ننسى في هذا المقام الرعيل الاول من المعلمين والمعلمات ، نتوجه اليهم بتحية خاصة وعميقة ونترحم على من رحل منهم عن هذه الدنيا الفانية تاركا ارثا طيبا وبصمة لا تنسى .. وتحية الإجلال والاحترام إلى كل واحد منهم فهم الذين أسسوا هذا الامتداد التعليمي الكبير … إن دوركم لا يمكن أن ينسى، فأنتم الجذور التي ارتوت منها شجرة العلم ، وأنتم الأثر الباقي؛ فكل نجاح نحصده اليوم، وكل إنجاز يحققه طلابنا، هو امتداد لجهودكم وتضحياتكم في غرف الصفوف القديمة. لقد زرعتم فينا الشغف والألتزام، ونقلتم إلينا الأمانة لتستمر مسيرة التعليم.

شكراً لكم لأنكم كنتم المرجع والقدوة، ولأنكم أثبتم أن مهنة التعليم هي رسالة لا تنتهي بتقاعد أو انتقال. إن بصمتكم محفورة في ذاكرة الأمة، ونوركم لا يزال ساطعاً يضيء دروب من خلفكم لحمل هذه الرسالة .

كل فرد منّا يحمل في ذاكرته أثراً لا يمحى لمعلم ترك بصمة في حياته. إن هذا الأثر هو استثماركم الحقيقي، وهو دليل على أنكم لستم مجرد موظفين، بل رسل علم ونور.

نرجوا الله لكم جميعاً، معلوما اليوم ، وصناع الأمس، كل التوفيق والسداد في مهمتكم النبيلة، وأن تبقى قلوبكم مليئة بالشغف لتعليم الأجيال القادمة. فبفضلكم، يستمر نبض الحياة في مسيرة التقدم والازدهار.

كل عام وأنتم بخير، وكل يوم وأنتم منارة للعلم.

عضو مجلس التطوير التربوي
المحامي محمد الغرايبه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.