العميد المتقاعد مفلح الزغول يستعرض الدور البطولي للواء المدرع الأربعين في شهادته حول حرب 1973

–
اثنان وخمسون عاماً مرّت على حرب تشرين، وما زال أبطال القوات المسلحة الذين شاركوا في الحرب على الجبهة السورية، يستحضرون تفاصيل تلك الأيام عندما صدّوا تقدم القوات الإسرائيلية نحو دمشق وكبدوها خسائر كبيرة.
استعرض العميد المتقاعد مفلح الزغول، في شهادته حول حرب 1973، الدور البطولي للواء المدرع الأربعين، مؤكداً أن هذا اللواء كان له إسهاما حاسما في صدّ الاختراق الإسرائيلي باتجاه دمشق، وفي تثبيت الموقف الميداني على الجبهة السورية.
وقال الزغول إن اللواء يُعدّ أحد ألوية الفرقة الثالثة المدرعة، وهو من التشكيلات البارزة في القوات المسلحة الأردنية.
وأضاف أن اللواء تلقّى أوامر بالتحرك من مواقع تمركزه في الزرقاء، استعداداً للدخول إلى الأراضي السورية، وبمجرد صدور الأوامر، استجاب اللواء فوراً لتوجيهات القيادة العليا، وبدأ التحرك شمالاً نحو منطقة دير ورق، حيث مكث هناك عدة أيام في انتظار الأوامر النهائية.
وأوضح الزغول أنه في 12 تشرين الأول 1973، التقى جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- بقوات اللواء قبل عبورهم الحدود، ووجّه إليهم كلمته الخالدة:
«قد أعددتكم جنداً كما أراد الحسين بن علي، واليوم أنتم تعلُون فوق الهضاب الوعرة، فكونوا كما أعددتكم وكما أرادكم الشعب الأردني».
وأكد الزغول أن مشاركة اللواء كانت حاسمة في مواجهة محاولات العدو التقدم نحو دمشق، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الأردنية أظهرت جاهزية عالية وقدرة كبيرة على التعامل مع التحديات الميدانية، رغم صعوبة الظروف وضراوة القتال.
وقال: «واجه اللواء تحديات جسيمة، لكنه صمد ببسالة، بفضل التخطيط العسكري المحكم، والانضباط، والروح القتالية العالية التي تميز بها الجنود الأردنيون»، مبينا أن اللواء قدّم تضحيات كبيرة، إذ استشهد 20 من أفراده بينهم ضباط وجنود، وأُصيب 49 آخرون، كما تدمّرت 25 دبابة وتعطلت 29 أخرى، ومع ذلك، كانت خسائر العدو أكبر بكثير، ما يعكس فاعلية الأداء القتالي الأردني ودقة تنفيذه للمهام.
وأكد أن اللواء الأربعين تمكّن من إيقاف الاختراق الإسرائيلي ومنع تقدم العدو نحو دمشق التي كانت تبعد نحو 60 كيلومتراً فقط عن خطوط المواجهة، موضحا أن الخطة الإسرائيلية كانت تهدف إلى الالتفاف عبر درعا وصولاً إلى العاصمة السورية، لكن صمود اللواء الأربعين أفشل تلك المحاولة، وأجبر العدو على التراجع، ما مهّد لاحقاً لبدء المباحثات ووقف إطلاق النار.
وكشف الزغول عن التقاط برقية إسرائيلية آنذاك أظهرت حجم القلق في صفوف العدو، جاء فيها:
«أوقفوا اللواء المدرع الأردني فوراً، إنه لا يعرف التراجع، وإن لم توقفوه فسنفقد مواقعنا ونسلّمها لهم».
وأكد أن بطولات القوات المسلحة الأردنية في حرب تشرين وما قبلها وما بعدها، «تجسّد عقيدة القتال الشريفة التي تربّت عليها، دفاعاً عن الأرض العربية وكرامة الأمة»، معرباً عن فخره بالمستوى العالي من التدريب والجاهزية الذي يميّز الجيش العربي الأردني، واستعداده الدائم للتضحية في سبيل الوطن.
بترا/ بشرى نيروخ