حول مبادرة وزارة الداخلية ،، هرمنا من الرياء والنفاق وعادات تجاوزت كل الحدود والخطوط


منذر محمد الزغول

==

التفاعل الكبير الذي لمسناه  على أرض الواقع وعبر صفحات التواصل الاجتماعي   مع المبادرة  الإجتماعية التي أطلقتها وزارة الداخلية  يوم أمس بإيعاز مباشر من وزيرها ابن الوطن البار الباشا  مازن الفراية والتي تهدف إلى ترسيخ قيم الاعتدال والبساطة في المناسبات الاجتماعية، والحد من الممارسات المبالغ بها التي أصبحت  تثقل كاهل الأسر الأردنية ، هي بالتأكيد مبادرة كريمة انتظرناها طويلا وانتظرنا أن تأتي من جهة رسمية ، فكيف إذا جاءت من أهم وزارة من وزارات  الدولة وهي وزارة الداخلية التي بقع  على كاهلها المسؤولية الأكبر في كثير من القضايا التي تمس حياة الشعب الأردني. 

حقيقة انطلقت في السابق مبادرات شعبية وعشائرية كثيرة تدعو إلى تنظيم بيوت العزاء والحد من الإسراف في النفقات في الأفراح والأتراح  إلا أن كل تلك المبادرات لم تحظى  بذلك الإهتمام الكبير الذي حظيت فيه مبادرة وزارة الداخلية حيث لمسنا أن هناك توافق كبير جدا بين أطياف الشعب الأردني لتطبيق هذه المبادرة على أرض الواقع والتخلص من سنوات  طويلة عانينا فيها من ظواهر غريبة جدا على مجتمعنا تتثمل  في الإسراف الكبير في بيوت العزاء والأفراح ومؤخرا في جاهات الأعراس  التي تجاوز فيها النفاق والرياء جميع الحدود والخطوط ، حتى وصل الأمر بالبعض  أن جاهته لا يمكن أن تقوم إلا إذا  ترأسها شخصية سياسية كبيرة من وزن رئيس وزراء سابق أو وزير  أو ما شابه ذلك ، وبنفس الوقت  يذوق أهل العروس الأمرين للوصول الى شخصية كبيرة للرد على ذلك المسؤول الكبير الذي سيترأس الجاهة ، وقد لمست ذلك شخصيا من بعض المناسبات والجاهات التي حضرتها وشعرت كم كان يصاب أهل العروس بالحرج جراء ذلك . 

على كل وزارة الداخلية ووزيرها الذي نجله ونحترمه قرعت الجرس وبكل قوة ، وأظن أن الحكام الإداريين في المحافظات  الأردنية سيعملون على تنظيم لقاءات لعرض هذه المبادرة على كل أطياف الشعب الأردني ، لذلك أتأمل  أن نكون خير داعمين ومساندين لها ، لأنها سوف تُنهي سنوات طويلة من النفاق والرياء الذي عشناه رغما عنا دون أن نحرك ساكنا  لخوفنا من الحرج ، ولشعورنا أننا قد نتهم بالبخل وعم القدرة على القيام بمناسباتنا  المختلفة في الأفراح والأتراح . 

أخيرا أتأمل من وزارة الداخلية التنسيق الجيد مع وزارة الأوقاف وخطباء المساجد تحديدا ومع وزارات  الشباب والثقافة والتربية والتعليم العالي وكافة وزارات ومؤسسات الدولة ووجهاء وشيوخ العشائر  لتسويق هذه المبادرة جيدا ولضمان نجاحها وتطبيقها على أرض الواقع في كافة المحافظات الأردنية . 

جزيل الشكر والإحترام لوزارة الداخلية ووزيرها معالي مازن الفراية ولكل من خط كلمة وحرفا بهذه المبادرة  الطيبة ، وإن شاء الله سيكون لها  أكبر الأثر  في التخلص من عادات وتقاليد أثقلت كاهلنا  وكاهل مجتمعنا الأردني الطيب الأصيل .

 

والله من وراء القصد.

 

بقلم / منذر محمد الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.