جرش.. مستثمرون بالقطاع السياحي يبدأون إجراءات لجذب الزوار في الشتاء

جرش- يتجه مستثمرون في القطاع السياحي بمحافظة جرش، إلى تطوير منتجهم السياحي ليتناسب مع أجواء فصل الشتاء، سعيا لتنشيط العمل على مدار العام في المزارع السياحية والأكواخ والمشاريع السياحية المفتوحة، بحيث لا يقتصر نشاطها على فصلي الربيع والصيف.
ويبذل هؤلاء المستثمرون قصارى جهدهم في الحفاظ على ديمومة عملهم وتغطية تكاليف التشغيل، خصوصا في فصل الشتاء، وهي فترة ركود تكاد تكون فيها الحركة السياحية شبه معدومة لتراجع المناسبات الاجتماعية وبسبب الانخفاض الكبير على درجات الحرارة في فصل الشتاء في محافظة جرش وتوقف السياحة البيئية وسياحة المغامرات وسياحة المسارات بشكل كامل، إلا أن المستثمرين يحاولون تغطية تكاليف العمل والحفاظ على العمالة، كون هذه المنشآت توفر فرص عمل لمئات العائلات ومتعطلين عن العمل.
ولعل أهم الإجراءات التي تتخذ من قبل المستثمرين، هي تدفئة المزارع السياحية الخاصة أو ما تعرف بـ”بيوت الضيافة” والبرك المائية، فضلا عن تخفيض الأسعار وعمل عروض بأقل أسعار ممكنة لجذب الزوار، وكذلك توفير وسائل تدفئة مناسبة في الأكواخ والشاليهات.
لذلك، يتجه العديد من أصحاب المزارع في الفترة الحالية إلى تركيب ألواح الطاقة بهدف تسخين المياه في برك السباحة كمتطلب أساسي لرواد هذه المزارع، كما يتبنى بعضهم أفكار بناء الخيام المغلقة على البرك والساحات ومختلف المرافق التي يحتاجها الزائر، خصوصا الخارجية، لعمل جلسات محمية من انخفاض درجات الحرارة، لا سيما أن هذه الاستثمارات تستخدم في إقامة المناسبات الاجتماعية بمختلف أنواعها، في وقت قاموا كذلك بتخفيض الأجور بنسبة لا تقل عن 50 % بهدف الحفاظ على ديمومة الموسم السياحي وعدم اقتصار نشاطه على فترة الصيف فقط.
تحدي جذب الزوار
وقال المستثمر علي العضيبات إن المزارع السياحية والأكواخ والشاليهات من أهم المشاريع السياحية في محافظة جرش والتي يستفيد منها العديد من أهالي المحافظة، لا سيما أن المحافظة فيها مساحات واسعة من الغابات والمحميات الطبيعية والإطلالات السياحية المميزة، مقدرا أن أكثر من 400 شخص حولوا مزارعهم الزراعية إلى مزارع سياحية وبيئية وبيوت ضيافة، لافتا إلى أن التحدي الحالي هو جذب الزوار في الأوقات كافة حتى لو كان بأجور منخفضة للحفاظ على الدخل الذي توفره هذه المشاريع لأصحابها.
وبين العضيبات أن الظروف الجوية والاقتصادية والانخفاض في درجات الحرارة في جرش ينعكس على نسب الحجوزات، لا سيما أن الزوار يفضلون الاستفادة من الحدائق والمسابح وألعاب الأطفال في المزارع، ومع انخفاض درجات الحرارة يصعب عليهم الاستفادة منها وهي على أوضاعها الحالية، لكن إذا تم تغيير بعض الأنماط المستخدمة فيها يرتفع عدد الزوار.
وأشار إلى أن العمل على تدفئة مياه المسابح والبرك وتغطية الحدائق وتدفئتها يجذب الزوار ويوفر أجواء وظروفا مناسبة، لا سيما أن الزوار يعزفون عن هذه الاستثمارات السياحية في نفس الظروف الجوية والأجور المرتفعة.
ويرى العضيبات أن تغيير الأنماط المستخدمة يساهم في تنشيط سياحة المزارع البيئية والشاليهات السياحية وبيوت الضيافة في محافظة جرش، لا سيما أن درجات الحرارة تنخفض بشكل كبير في المناطق الجبلية والغابات ويصعب على الزوار زيارة المواقع الأثرية والمحميات الطبيعية والغابات، خصوصا أن هذه الاستثمارات تكلفتها عشرات آلاف الدنانير ولا يجوز أن تغلق أو تتوقف عن العمل فترات طويلة كون تكلفتها مرتفعة.
مواقع جذابة ومميزة
إلى ذلك، قالت منظمة الرحلات السياحية ميسون شطناوي إن الزوار يفضلون محافظة جرش كونها قريبة من كل المحافظات التي تحيط بالعاصمة، وفيها مواقع أثرية وحرجية ومحميات طبيعية يمكن زيارتها في نفس اليوم، لكن تنخفض نسبة الحجوزات في فصلي الخريف والشتاء بسبب الظروف الجوية، إلا أن أصحاب المزارع يقومون حاليا بعمل عروض وخصومات على الحجوزات وتزويد مشاريعهم بأنظمة وتقنيات جديدة تساعد على جذب الزوار.
وترى أن الزوار يرغبون بالتنزه في المزارع البيئية التي تحافظ على الخصوصية، وأغلبها في مواقع سياحية جذابة ومميزة في جرش، وفي حال تم تزويد هذه المزارع بمياه ساخنة وخيام ومظلات تقيهم برد الشتاء فسترتفع نسبة الحجوزات والتنزه فيها خلال موسم الشتاء.
وبينت شطناوي أن نسبة الإقبال على التنزه في المواقع الأثرية والحرجية في هذه الفترة تتراجع، إلا أنها تنشط في المزارع التي تتوفر فيها كافة الخدمات الأساسية والظروف التي تتناسب مع الأجواء الجوية، والتي تتوفر فيها تدفئة وأجواء مناسبة للعائلات، وواسعة وتطل على الغابات والمواقع السياحية والأثرية في جرش، وأجورها معتدلة.
بدوره، قال الناشط شاكر الحراحشة إن سياحة المزارع البيئية من أهم أنواع السياحة في محافظة جرش وبدأت بالنشاط في السنوات الأخيرة، ويجب أن يتم تطويرها وتحديثها وتنظيم عملها من قبل وزارة السياحة والآثار لضمان الحفاظ على ديمومة هذه المشاريع والحفاظ على سلامة الزوار فيها.
إلى ذلك، قامت الجهات المعنية مؤخرا في جرش من سياحة وداخلية وبلديات بترخيص هذه المشاريع السياحية ومراقبة العمل فيها والتفتيش عليها، لضمان توفير شروط السلامة العامة فيها والحفاظ عليها كمنتج سياحي متطور يقدم خدمات سياحية مميزة لآلاف الزوار سنويا، وعددها لا يقل عن 350 مزرعة سياحية في جرش، عدا عن مشاريع سياحية كبرى منها أكواخ وشاليهات واستراحات ومنتزهات. يشار إلى أن نسبة الحجوزات في المزارع السياحية بجرش، عادة ما ترتفع في فصلي الربيع والصيف لتصل في بعض الأوقات إلى 100 بالمائة، لا سيما مع النشاط في إقامة المناسبات الاجتماعية فيها، كون المزارع السياحية باتت تعد من أفضل الخيارات من حيث التكلفة والموقع والأجواء ومستوى الخدمات والمساحة، وحفاظها على الخصوصية.