#الكرك من الهامش إلى المحور // د. متري شبلي متري الزريقات

–
#الكرك من الهامش إلى المحور:
رؤية تنموية عادلة لوطن لا يُقصي أحداً
بقلم: د. متري شبلي متري الزريقات – دكتوراه إدارة أعمال
لم يعد الاستقرار الوطني يُقاس فقط بالقوة الأمنية أو كفاءة الإدارة، بل بعدالة توزيع الفرص وعمق الانتماء وإشراك المواطنين في صنع القرار. ورغم تاريخها العريق ومكانتها الوطنية، ما تزال الكرك بعيدة عن معادلة التنمية العادلة، على الرغم من طاقاتها البشرية وثقلها المجتمعي.
تمثل الكرك، ومعها معان والطفيلة، صورة مصغرة عن الجنوب الأردني الذي يعاني فجوة واضحة في الفرص. البطالة الشبابية تتجاوز 35%، والهجرة الداخلية نحو العاصمة مستمرة، والتمكين الاقتصادي للمرأة ضعيف، والمشاريع الريادية شبه معدومة، والتمثيل السياسي محدود.
لتحويل الكرك إلى مركز إنتاجي مؤثر، يمكن إعلانها منطقة اقتصادية–تعليمية خاصة، مع حوافز ضريبية، ونقل مراكز التدريب الحكومية إليها، وتوجيه التعليم التقني نحو الزراعة والطاقة المتجددة والبرمجة. ويجب إنشاء صندوق لدعم المشاريع الشبابية مباشرة دون فوائد، مع تخصيص 10 ملايين دينار سنويًا للكرك، وإطلاق مفوضية تنمية الجنوب لتمثيل أبناء المنطقة في السياسات الاقتصادية والإدارية العليا، مع تمكين الشباب.
الكرك لا تطلب امتيازات، بل حقها في أن تكون شريكًا فاعلًا في التنمية والإصلاح الاقتصادي. الإرادة السياسية والاستثمار في الإنسان قبل الحجر يمكن أن يحوّل الكرك إلى قصة نجاح أردنية جديدة، حيث يمتلك الشباب الكفاءة والقدرة على قيادة مشاريع ريادية حقيقية، إذا توفرت لهم الفرصة.