وفد “حماس” يصل القاهرة لبحث تشكيل لجنة لإدارة الشؤون المدنية في غزة

من المقرر أن يصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة، برئاسة رئيس إقليم الحركة في قطاع غزة، خليل الحية، لبحث تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” التي ستتولى إدارة الشؤون المدنية والاجتماعية في القطاع خلال المرحلة الانتقالية المقبلة، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية مطلعة لـ “قدس برس”.

ووفق المصادر، فإن اللجنة المزمع تشكيلها تأتي في إطار تفاهمات ما بعد وقف إطلاق النار، وتهدف إلى تنظيم الحياة المدنية في غزة، بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وبما يضمن استمرارية الخدمات الأساسية للسكان.

وأشارت المصادر إلى أن “حماس” والفصائل الفلسطينية كانت قد قدمت سابقًا قائمة تضم أربعين شخصية من الكفاءات الوطنية، يُتوقع اختيار ما بين عشرة إلى خمسة عشر منهم لعضوية اللجنة، مع ترجيح أن تضم شخصيات تقيم في غزة ولم تغادرها خلال عامي الحرب، وذلك لضمان ارتباطهم المباشر بالواقع الميداني.

وتوقعت المصادر أن يتم التوافق على تشكيل اللجنة خلال هذه الزيارة، في ظل قبول واسع من فصائل المقاومة، مقابل تحفظ من حركة “فتح” والسلطة الفلسطينية، التي تنظر إلى المبادرة بريبة، وتعتبرها محاولة لتجاوز دور السلطة في رام الله.

ويأتي هذا الحراك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عن التوصل إلى اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس” على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة جرت في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وبموجب الاتفاق، أطلقت “حماس” يوم الاثنين (13 تشرين الأول/أكتوبر) سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، فيما تشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود جثامين 28 أسيرًا آخرين، تسلّمت منهم أربعة حتى الآن.

وستشمل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تلي المرحلة الأولى التي تركز على تسليم الأسرى بين الطرفين، البدء في تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” التي ستتولى تسيير الأمور في قطاع غزة ومتابعة تدفق المساعدات ومشاريع إعادة الإعمار.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهد قطاع غزة حربًا مدمرة شنّتها قوات الاحتلال بدعم أمريكي وأوروبي، ارتُكبت خلالها جرائم إبادة جماعية شملت القتل والتجويع والتهجير والتدمير، في تجاهل صارخ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفرت الحرب عن أكثر من 238 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع، حتى باتت خارطة غزة تُرسم بالأنقاض.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة