مالذي يُقلق ملك البلاد؟!

منذر محمد الزغول
==
كلمات جلالة الملك يوم أمس في خطبة العرش لم تكن كأي كلمات، فقد لامست القلوب وهزّت المشاعر، وكأني والله بالملك يريد أن يوصِل رسالة عظيمة لشعبه، وأتوقع أنها وصلت بكل قوة. فالملك يريد لهذا الشعب أن يبقى صلبًا قويًا متكاتفًا، لأنها الوسيلة الوحيدة ليبقى الأردن شامخًا في ظل هذه الظروف الصعبة جدًا التي تمر بها المنطقة.
فالملك، حفظه الله، أعلنها بكل صراحة ووضوح أنه يقلق، لكنه لا يخاف إلا الله عز وجل ما دام الأردنيون جميعًا على قلب رجل واحد، فعندها فقط يتم تجاوز كل العقبات والأزمات والظروف مهما كانت صعبة وقوية.
على كلٍّ، ملك البلاد ليس لديه ما يُخفيه عن شعبه، فهو الأقرب إليهم، ولطالما التقاهم في القرى والبوادي والأرياف وفي كل أماكن سكنهم، وكان دائمًا صريحًا وواضحًا معهم. لم يصوِّر الملك الأمور لشعبه كما يفعل العديد من قادة العالم بأنها مثلًا مليئة أو مفروشة بالورود، فموارد الدولة محدودة وشحيحة، والبلاد محاطة بسلسلة كبيرة من الأزمات والتحديات والصراعات، ورغم ذلك ما زال الأردن واقفًا بكل قوة، وسيبقى كذلك بإذن الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
بالطبع، أسباب قلق الملك كثيرة وعديدة، وفي غالبيتها تتعلق بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الملك في الحفاظ على أمن واستقرار ورخاء البلاد في ظل هذه الظروف المعقدة التي تحيط بوطننا الغالي، وفي ظل شُحّ الموارد وتوقّف غالبية المساعدات التي كانت تصل إلى الأردن. لكن رغم ذلك، فالملك يجوب الدنيا كلها باحثًا عن أسباب الرخاء لأردننا الغالي، ولا تكاد تجد دولة في العالم إلا وتكنّ الكثير من الاحترام والتقدير لبلدنا بفضل سياسة الملك الحكيمة والشجاعة.
ففي ظل هذه الظروف الصعبة، وفي ظل الأطماع الصهيونية التي لا تتوقف، وفي ظل قلة الموارد أتوقع أن قلقُ ملكِنا المفدّى مُبرَّر، لأنه من لا يقلق فلن يستطيع أن يجد المخرج المناسب للأزمات والتحديات التي تواجهه ويمرّ بها.
أخيرًا، الملك كما أكّد في خطبة العرش المليئة بالقوة والأنفة والعزة والشموخ، أنه يقلق، لكنه لا يخاف إلا الله عز وجل، ما دام أن الأردنيين الأحرار الشرفاء معه وخلفه. وبالتأكيد، جيشنا وأجهزتنا الأمنية ستبقى بإذن الله تعالى كما أراد لها سيّد البلاد أن تبقى القلعة الحصينة التي تتكسر أمامها كل أطماع أعداء الأمة والحاقدين وعصابات ومافيات التهريب والمخدرات وتجار الأسلحة، وكل من لا يريد بأردننا الغالي أي خير.
حفظ الله وطننا الغالي من كل سوء، وحفظ ملكنا المفدّى، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله من وراء القصد.
بقلم / منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،

