جهود للحد من تغيب طلبة عن مدارسهم في عجلون.. هل تحقق غايتها؟

عجلون– تسعى جهات رسمية معنية، وفاعليات تربوية وشعبية، من خلال عقد لقاءات وحواريات، وعمل جولات ميدانية، إلى الحد من ظاهرة غياب أعداد من الطلبة بمختلف المراحل عن مدارسهم، خصوصا ممن هم في المراحل الثانوية، وتحذيرهم وذويهم من مخاطرها على مستقبل أبنائهم.

وتأتي هذه الجهود المبذولة، وفق القائمين عليها، في أعقاب رصد ارتفاع في حالات الغياب عن الحصص الصفية بين الطلبة، وتحديدا في بعض المدارس في أطراف المحافظة، مؤكدين أن هذا السلوك بين الطلبة يضر بمستقبلهم، خصوصا ممن هم في المرحلة الثانوية أو المنخرطين في مسار التعليم التقني.
وفي مدرسة المرجم الثانوية للبنين، بحث اجتماع لأولياء أمور طلاب المدرسة وفاعليات مجتمعية، واستضافه مدير التربية والتعليم السابق علي الشرع، بحضور مدير المدرسة الدكتور أشرف الغزو ومساعده الدكتور أشرف القضاة، جملة من القضايا التربوية المهمة التي تمس العملية التعليمية، أبرزها متابعة غياب الطلبة، خصوصا في المرحلة الثانوية.
وأكد الغزو، أهمية تعزيز التواصل والتعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي وأهالي الطلاب بما يخدم مصلحة الطلبة ويرفع من مستوى الانضباط والتحصيل الأكاديمي لهم، لافتا إلى أن أبواب المدرسة مفتوحة للجميع ومنفتحة على جميع الآراء والأفكار التي من شأنها خدمة العملية التعليمية.
كما أكد أن مدرسة المرجم ماضية بخطى ثابتة نحو التطوير والتميز، مستندة إلى روح التعاون والعمل الجماعي بين كوادرها وأولياء أمور طلبتها، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات مستمرة مع أبناء المنطقة حتى الوصول إلى الهدف المطلوب والارتقاء بمدرسة المرجم الثانوية الشاملة للبنين ورفع مستوى تحصيل الطلاب فيها.
من جانبه، شدد مدير التربية السابق علي الشرع على أهمية تواصل أولياء أمور الطلبة مع المدارس ومتابعة أبنائهم لضمان عدم فصل أي طالب أو طالبة نتيجة الغياب المدرسي وتخطي النسبة المسموح بها، والحرص على التواصل المستمر مع المدارس للوقوف على ما يعترض أبناءهم من معوقات، والعمل على تذليلها بالتعاون مع إدارة المدرسة.
وأكد مدير التربية والتعليم لمحافظة عجلون خلدون جويعد، أهمية الالتزام بالدوام المدرسي، مشيرا إلى انعكاساته الإيجابية على العملية التعليمية وتحصيل الطلبة الدراسي.
جاء ذلك خلال جولته التفقدية ومتابعته الحضور والغياب لمدرستي عين البستان الثانوية للبنين وعين البستان الثانوية المختلطة، يرافقه رئيس قسم التعليم العام عبدالله الصمادي.
منصة أجيال الإلكترونية
وتابع جويعد سجلات حضور وغياب الطلبة للمرحلة الثانوية، مشددا على رصدها بشكل يومي ورقيا وإلكترونيا عبر منصة أجيال الإلكترونية المعتمدة، وتطبيق أسس النجاح والرسوب وعدم التهاون مع كل من يتجاوز الحد المسموح للغياب ونسبته 10 % بما يعادل 21 يوما على مدار العام الدراسي.
وأوضح، خلال لقائه الطلبة، تبعات الغياب المتكرر وأثره السلبي على تحصيلهم الدراسي وما يحدثه من فجوات معرفية وتعليمية، الأمر الذي ينعكس على أدائهم وتحصيلهم سلبا.
كما تابع جويعد مدى الانضباط والالتزام بالدوام المدرسي للمرحلة الثانوية في عدد من مدارس المحافظة، حيث شملت الجولة مدارس صنعار الثانوية للبنين وباعون الثانوية للبنين وراسون الثانوية للبنين وراسون الثانوية للبنات.
وأكد جويعد، خلال لقائه الهيئات الإدارية والتدريسية في المدارس المذكورة، ضرورة متابعة ورصد الحضور والغياب يوميا على المنصة الإلكترونية المعتمدة والعمل على تطبيق أسس النجاح والرسوب وعدم التهاون مع كل من يتجاوز نسبة الغياب المسموح بها وهي 10 % من العام الدراسي، مشددا على أهمية التواصل مع الطلبة وأولياء أمورهم وتوعيتهم بأهمية الالتزام بالدوام المدرسي وتوضيح مضار الغياب المتكرر وأثره السلبي على تحصيل الطلبة الدراسي، مشيرا إلى ضرورة التعاون والعمل بروح الفريق في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية وتطويرها.
إلى ذلك، ترأس جويعد اجتماعا ضم مديري ومديرات المدارس الثانوية على مستوى المحافظة بهدف مناقشة أهمية الانضباط بالدوام المدرسي، خصوصا طلبة المرحلة الثانوية باعتبارها مرحلة فاصلة ومهمة فيما يتعلق بمستقبل الطلبة دراسيا، مشيرا إلى الفجوة التعليمية التي يحدثها الغياب المتكرر لدى طلبة الأول الثانوي والثاني الثانوي.
وفي اجتماع آخر، ترأس جويعد اجتماعا للمشرفين والمشرفات التربويين في مدرسة عنجرة الثانوية الشاملة للبنات لمناقشة مجموعة من المحاور التربوية والفنية والإدارية التي ترتقي بالعملية التعليمية وتسهم في تحسين جودة التعليم وتعزيز الأداء المدرسي.
وأشار إلى ضرورة توعية الطلبة وحثهم على الالتزام بالدوام المدرسي نظرا لأهميته البالغة وتأثيره الإيجابي على تحصيلهم الدراسي، وضرورة توضيح تبعات الغياب المتكرر وتجاوز الحد المسموح به ونسبته 10 %، مما يستدعي تطبيق أسس النجاح والرسوب.
التعليم المهني والتقني
كما أشار جويعد، خلال الاجتماع، إلى مواصلة متابعة برنامج التعليم المهني والتقني BTEC في مدارس المحافظة ودعمه، في إشارة واضحة إلى أهميته في توفير فرص العمل للطلبة الملتحقين به مما يساعدهم على الانخراط في سوق العمل بكفاءة ومهنية عالية، وذلك تجسيدا لرؤية وزارة التربية والتعليم في دعم البرنامج.
وتخلل الاجتماع مناقشة آلية دعم المدارس فنيا وإداريا لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة، مما ينعكس على مخرجات العملية التعليمية حسب الخطة المحددة.
إلى ذلك، دعا معنيون في محافظة عجلون إلى ضرورة تهيئة بيئة محفزة لمسار التعليم المهني والتقني، بما يشجع الطلبة على الالتحاق به ويعزز دوره في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل مستدامة.
وقالت مديرة مدرسة حطين الأساسية المختلطة ربيعة المومني “إن التعليم المهني يحتاج إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهميته من خلال تفعيل الإرشاد والتوجيه في المدارس”، مشيرة إلى ضرورة إيجاد تخصصات ومشاغل حديثة تراعي تطلعات الطلبة وتلبي احتياجات سوق العمل.
وأكد رئيس مجلس التطوير التربوي علي القضاة أن تطوير التعليم المهني يتطلب إستراتيجية واضحة تدمج هذا المسار مع التعليم الأكاديمي، مبينا أن ربط المعاهد التقنية بالكليات والجامعات من شأنه أن يمنح الطلبة خيارات أوسع ويزيد من جاذبية هذا المسار، مشيرا إلى أهمية وضع خطط عملية مستمرة تستجيب لمتغيرات السوق، بحيث يصبح خريج التعليم المهني عنصرا فاعلا في التنمية بدلا من أن يكون متعطلا يبحث عن فرص عمل تقليدية.
وبين الأكاديمي الدكتور أحمد الجبالي أن أبرز التحديات التي تواجه هذا المسار ترتبط بثقافة اجتماعية تعتبر التعليم المهني أقل شأنا من التعليم الأكاديمي، داعيا إلى كسر هذه الصورة النمطية من خلال حملات توعوية تسلط الضوء على المهن المستقبلية والمهارات التقنية المطلوبة.
بدوره، قال جويعد إن المديرية تعمل وفق خطط وزارة التربية والتعليم على توسيع قاعدة الطلبة الملتحقين بالتعليم المهني، حيث ارتفعت أعداد الطلبة في مسار التعليم المهني والتقني BTEC إلى 614 طالبا للعام الدراسي الحالي مقارنة بـ469 طالبا في العام الماضي، ما يعكس أهمية هذا المسار في تلبية احتياجات السوق المحلي وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع.
وأضاف أن المديرية استحدثت، العام الحالي، تخصص الوسائط الإبداعية في مدرسة عنجرة الأساسية، وتم تجهيز استوديوهات حديثة لتدريب الطلبة، إلى جانب فتح غرفتين صفيتين جديدتين لتخصص الشعر والتجميل في مدرسة عنجرة الثانوية للبنات بعد أن كان مقتصرا على غرفة واحدة فقط نتيجة للإقبال المتزايد على هذا التخصص.
وعلى صعيد متصل، أوضح مدير معهد تدريب مهني عجلون المهندس معتصم القضاة، أن المعهد يعمل على تزويد الشباب بالمهارات العملية التي يحتاجها سوق العمل من خلال برامج تدريبية متخصصة في مجالات متعددة كالكهرباء والنجارة والميكانيك، مؤكدا أهمية الشراكة مع القطاعين العام والخاص لتوسيع فرص التدريب والتشغيل أمام الخريجين.

 

عامر خطاطبة// الفد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة